المشاركات الشائعة

الأحد، 22 أبريل 2012

عماد جاد /.......... المتحولون





يمثل المتحولون خطرا شديدا على نظام ما بعد الثورة، فقد كانوا جزءا من نظام مبارك، ومنهم من بنى مستقبله السياسى بصعود جمال مبارك إلى كرسى الرئاسة، دخلوا لجنة السياسات، شغلوا مواقع معه بداخلها، تولوا أمانات أو كانوا أعضاء فيها، كانوا يسبحون للوريث ليل نهار، كانوا يفاخرون بأنهم يتواصلون مع الوريث على الشبكة الدولية للمعلومات، كانوا يعتقدون أن مجرد ذكر اسم الوسيط كفيل بفتح أبواب المؤسسات لهم، وكان الحديث عن لقاء الوريث كفيلا ببث الرعب فى نفوس المسؤولين، فتُلبَّى المطالب مهما كانت غير قانونية وتستجاب الطلبات مهما انتهكت القواعد والقوانين. كانت العلاقة بالوريث هى مصدر التميز الأول لهم، كانوا يفاخرون بذلك. سقط رأس النظام وسجن الوريث وشلته القريبة، تفرق دراويش الوريث، هناك من قرر أخيرا احترام نفسه، فتوارى عن الأضواء، وهناك من أبَى وقرر مواصلة المعركة مع من أطاحوا برأس النظام وأحلامه الشخصية، وأخذت المعركة شكلين، الأول التواصل مع المجلس العسكرى وتقديم النصائح بعدم التواصل مع القوى المدنية، دفع العسكر للتنسيق أكثر وأكثر مع قوى الإسلام السياسى، هناك من قدم النصيحة للمجلس العسكرى بعد تكرار أخطاء مبارك أو خطيئته الكبرى وهى التنحى سريعا قبل أن يستخدم مزيدا من القوة فى تشتيت القوى الثورية، كانوا وراء موقعة الجمل التى أطاحت بتعاطف الناس مع مبارك وكانت المسمار الأخير فى نعش النظام، نصحوا المجلس العسكرى بكسر إرادة الثوار عبر الإغارة المتكررة على مواقع الاعتصام فى الميدان ومحمد محمود ومجلس الوزراء والعمل على إهانة الشباب الثورى عبر ضربه بشكل مبرح، استهداف عيونه، حرق خيامه والإغارة عليه فجرا والقتل التدريجى، أرادوا من وراء ذلك الانتقام من الشباب الثورى، واعتقدوا أن بإمكان هذه الطريقة أن تنجح فيعود النظام القديم تدريجيا. أما الشكل الثانى فقد تمثل فى المغالاة فى نفاق قوى الإسلام السياسى ودعوتها لمواصلة محاولات الاستفراد بالسلطة والمؤسسات، مخاطبة هذه القوى وتشجيعها على جنى ثمار انتصارها فى الانتخابات البرلمانية، كتابات ومقالات ومداخلات تليفزيونية تطالب قوى الإسلام السياسى بجنى ثمار الانتصار، بعدم التراجع أمام القوى المدنية، التراجع هنا يعنى البحث عن أرضية مشتركة أو صيغة توافقية، تشجيع قوى الإسلام السياسى على تجاوز القانون والقفز فوقه، فهناك من طالب صراحة بأن يجرى تعديل قانون الانتخابات الرئاسية كى يتم إسقاط شرط مصرية الأبوين، لأنه من غير المقبول أن يحرم الشيخ أبو إسماعيل من الترشح لرئاسة مصر. وكان الهدف الرئيسى من وراء التوجه الأخير، أى الإغراق فى نفاق قوى الإسلام السياسى إصابة عملية التحول الديمقراطى فى مقتل، دفع الإسلاميين إلى الهيمنة على المشهد بالكامل، فتتوقف عجلة الإنتاج، تتراجع السياحة، تتابع التصريحات المعادية للغرب وإسرائيل، تتصارع قوى المجتمع الحية بعضها مع بعض، تتمزق أربطة الوطن، وبذلك يكون الإنجاز الوحيد للثورة هو تمزيق الوطن، تراجع الاقتصاد، عجز وشلل سياسى، ومحصلة ذلك كله ستكون حسرة عامة على نظام مبارك وإسقاط الوريث، ومن هنا يمكن أن يتبلور توجه يقبل بعودة مكونات النظام القديم تدريجيا.. ذلك هو هدف المتحولين، وأعتقد أنه من أجل حماية الثورة المصرية وحماية الوطن لا بد من كشف هؤلاء المتحولين أمام الرأى العام، أين كانوا يقفون ويعملون فى مواقع ضمن منظومة النظام السابق؟ وما علاقتهم بالوريث؟ ماذا كانوا يكتبون؟ ما دورهم فى معاداة الثورة؟ ماذا قالوا وكتبوا فى التحريض على الثوار، ثم ماذا يقولون الآن، وماذا يكتبون؟ ولا بد من كشف ذلك سريعا أمام الرأى العام ومن ثم مواجهة محاولاتهم لدق أسفين بين القوى السياسية فى الوقت الراهن، وجهودهم لعرقلة عملية التوافق بين القوى السياسية عبر دعوة قوى الإسلام السياسى للاستئثار بالسلطة كنتيجة منطقية لفوزهم بغالبية المقاعد البرلمانية.. إنهم يمثلون خطرا شديدا على محاولات التوافق الوطنى، فوجب كشفهم وإحباط مخططاتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق