وايت كارد بقلم إسعاد يونس بالمصرى اليوم

وايت كارد      * النوبيون ثائرون زعلانون وآخدون على خاطرهم شاعرون بالظلم والمهانة.. يوجهون كلمة إلى كل من ادعى عليهم أنهم يسعون إلى تقسيم البلاد، والاستقلال بالنوبة وكل من خوّنهم وأقصاهم وألبسهم ثوب البلطجة والشغب وكل الكلام الحنجورى ده.. يقولون له قبل ما تفتح المكلمة وتشجٌب وتخوّن إدرس تاريخنا جيدا..  ويراهنون على أن معظم من يوجه لهم أو يحكى عنهم هذا الهراء لا يفقه أى شىء عنهم ولا عارف ظروفهم ولا قرأ عن معاناتهم من أول ما مات الرئيس السادات الذى كان يحترمهم ويُجلهم، والذين شعروا معه بالاستقرار وبدأوا ينتجون ويخططون لنهضة هذه القطعة الغالية الأصيلة التاريخية من البلاد.. وحتى بدء عصر المخلوع اللى ماكانش فاهم ولا كلمة فى معظم أمور مصر بدليل هذه الخيبة القوية التى نعيشها الآن.. كل معلوماته عن النوبة كانت إن ابنه بيطلع رحلات صيد لأبوسمبل هو وأصحابه الأثرياء الخليجيين عشان يصطادوا التماسيح، مخالفين بذلك القانون الدولى حتى مش المصرى، وذلك للحصول على أعضائها الذكرية التى تعتبر مكوناتها العضوية منشطات جنسية عالية الفاعلية.. كلام علمى موثق مش هتش .. فنرجو من كل من عك فى حقهم أن يرتجع ويعتذر ويعترف إنه كان بيهجص لزوم ملو الوقت وتفخيد صورته الإعلامية وخصوصاً المشاهير ونجوم المجتمع اللى شايلين شنطة كرافتات بيغيروها كل ما يدخلوا على برنامج على الهواء من العشرة اللى بيلفوا عليهم كل يوم. * المجلس العسكرى.. مجلس الوزراء.. المجلس الاستشارى.. مجلس الشعب.. مجلس الشورى.. الظاهر العيب فى الكراسى نفسها.. أو يمكن فى الجلوس.. يمكن لو كان وقوف كان الوضع بقى أحسن؟!.. وبدل ما يبقى اسمه مجلس يبقى موقف.. * مالك مهروس ومدهوس وطالع من بق كلب كده ليه؟.. إنت مش ثائر يابنى؟.. مش الثائر ده المفروض يبقى منتصر ومنبهج ومنشكح إن ثورته نجحت؟ * طبعا ما نت طول عمرك متغرّب ولسّاك جى تتطقس.. أنا كنت فاكر كده زيك.. طلع لأ.. اتضح إن سلو بلدنا إن الثائر يثور ويعرّض حياته للخطر ويمكن يموت.. إذا مات يبقى فداهية واللى خدته القرعة تاخده أم الجدايل.. أهله مش حياخدوا غير أحكام ببراءة اللى قتلوه وهو ده اللى عندنا وإن كان عاجب.. لدرجة إنى حاسس إن أحكام البراءة اللى نازلة ترف على نافوخنا دى ما هى إلا مقدمة للبراءة الكبيرة قوى اللى حاننطسها يوم اتنين يونيو..  والبوادر باينة.. طلعلك اللى يقولك نسامحهم وناخد فلوسهم.. وإن اتصاب أهو يترمى فأى مستشفى حكومى لحد ما يقضى الله أمراً كان مفعولا.. وماحدش يقرفنا بقى بعينين مقلوعة ورجلين متقطعة والمناظر اللى بتموّع النفس دى.. وإن عاش ونفد م الخرطوش والرصاص الحى ينضرب بالجزمة ويتحط على جنب وكل الناس تمشى وتهرول على جتته.. ويتقال عليه بلطجى وإرهابى وأناركى وبانديتا وبيسعى لقلب نظام الحكم.. ماهو فعلاً كان بيسعى لقلب نظام الحكم.. أمال اللى مقلوبين فى طرة دول إيه؟.. بس الناتج إنه قلب جدر البطاطا خلاه لفوق بدل ماهو لتحت.. الظاهر اللى ف طرة دول كانوا الشواشى بس.. الأكادة يا أخى فى كل حديث إعلامى يتقال ثورة ٢٥ يناير المجيدة العظيمة الرائعة والثوار النبلاء.. كلمتين بينطرهم أى واحد ناوى يرزعنا خازوق يطلع من نافوخنا..  نفسى أفهم الناس دى ما بتبصش حواليها؟.. مش حاسين بالزهامة والكآبة والدلدلة اللى جابوها للعالم؟.. كانوا الأول فرحانين فينا إحنا الثوار عشان أحبطنا واتكسرت نفسنا وحسينا بالخيانة والخسة والندالة وبالرخص اللى اتباعت بيه البلد.. طلقوا علينا شىء اسمه المواطنين الشرفاء،  يسبولنا ميت ملة ودين فى كل حتة يطولوها.. وشوية خيالات مآتة يشتموا فينا ف قنوات تليفزيونية مشبوهة كده كأنها عشش بط وبقر وكأن البلد دى كانت المدينة الفاضلة واحنا اللى بوظناها.. سكتنا وقلنا أما نشوف آخرة المجالس اللى قالك الشعب اختارها.. والحصيلة: الكل بقى مكتئب ومبلّم ومضروب على قلبه.. اللى اتشملل واتنحرر واختار.. واللى اتسحل واتنكل بيه.. كله بقى فى الهم سواء.. إيه تقل الدم اللى احنا فيه ده؟.. البلد بقت عتمة ودمها تقيل قوى.. وقذرة جدا فى شوارعها ومظهرها وأزيائها وأسواقها ومكاتبها وكله.. مستواها انحط وراحت أى لمسة جمال منها شكلى أو معنوى.. اوعى تقوللى إن «جمال» هو اللى كان حيحافظ ع الجمال.. ده جمال ده هو الحاجة الوحيدة اللى اتفق الجميع عليها.. بس استخدمونا احنا راس حربة وصف أول.. كنا فى المواجهة.. فجانا الرصاص من ورا.. زى كتايب الإعدام اللى من كذا صف.. الأول يعدم المجرم والتانى يعدم الأول.. * عايز تعرف البلد هانت ازاى على إيديهم كلهم؟.. شوف كمية العاهات اللى سحبت استمارات الترشح للرئاسة.. عارفين إن كل ده حايقع من أخرام المنخل الواسعة.. لكن.. دى مصر يا عالم.. مصر يا هوه مش مسمط الحاج ترللى.. * طب إنت قاعد ولاَّ جاى معايا؟.. جاى معاك فين؟.. أنا غاير ع الحتة اللى جيت منها.. إيه اللى يقعدنى ياخويا فى الهم والكرب ده؟.. دانا معايا جرين كارد.. * وأنا معايا وايت كارد مكتوب عليه مصر.. وقاعد.. ومتبت.. وبديل وودان طويلة وبينهق اللى يفتكر إن احنا حانسيبهالهم يرجعوها قرن لورا.