المشاركات الشائعة

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

تمرد الأمن المركزى على الجيش فى موقعة ماسبيرو









اللواء صلاح الشربينى لعيسوى: «أنا فاضل لى شهر واطلع معاش ومش عايز أروح طرة»
تمرد الأمن المركزى على الجيش فى موقعة ماسبيرو
وزير الداخلية يعاقب الشربينى بنقله إلى قطاع التدريب.. لرفضه إشراك قواته فى مظاهرة الأقباط
فى يوم الأحد الدامى المعروف بموقعة المدرعة أمام ماسبيرو كان غريبا أن تختفى قوات الأمن المركزى.. كان غريباً ألا ترى أحداً من قياداته فى هذا اليوم.. الجنود الذين تواجدوا خارج المبنى لم يشاركوا واكتفوا بالتواجد فى الصفوف الخلفية، وتركوا قوات الشرطة العسكرية تواجه مصيرها.. بينما باقى الجنود يختبئون خلف باب 15 للمبنى هم وعربياتهم.. يومها كان واضحا أن هناك شيئا مريبا جرى جعل الجنود لا يتقدمون خطوة واحدة.. رغم ماقاله احد المسئولين بوزارة الداخلية من أن تأمين منطقة ماسبيرو بالكامل مسئولية الجيش لوحده منذ ثورة 25 يناير.. لكن ما كان خافيا أصبح واضحا.. ففى هذا اليوم طلبت قيادات الشرطة العسكرية من قوات الأمن المركزي، أن تشتبك مع المتظاهرين وتساعدها فى مهمتها فرفضوا الطلب، فهم لم يتلقوا تعليمات من قيادات الداخلية بالاشتباك، وأنهم لن يستطيعوا التقدم خطوة واحدة إلا بتعليمات من اللواء صلاح الشربينى مساعد الوزير للأمن المركزى فأجرت قيادات الشرطة العسكرية اتصالاً مع اللواء الشربينى طالبين منه أن يعطى تعليماته لقواته بالتدخل وجاءت إجابته بأنه لا يريد أن تتورط قواته فى هذه الاشتباكات واضاف قائلا إنه لم يتلق أى تعليمات من وزير الداخلية منصور عيسوى تخص التعامل مع هذه المظاهرة من عدمها.. على الفور أجرت قيادات الشرطة العسكرية اتصالا بمنصور عيسوى، لكى تتعامل قوات الأمن المركزى مع المتظاهرين فورا فالأمور تسير من سيئ الى أسوأ ولاحيلة للشرطة العسكرية.. اقتنع عيسوى بما قيل له ووافق على طلبهم.. بعدها اجرى اتصالا باللواء صلاح الشربينى وأمره بأن يعطى اوامره لقوات الأمن المركزى للتعامل مع المتظاهرين وهنا جاءت المفاجأة.. رفض الشربينى ما طلبه منه عيسوى.. قال له: «يا سيادة الوزير أنا سوف أخرج على المعاش الشهر القادم.. مش عايز ألاقى نفسى فى سجن طرة، ولن أعطى تعليمات لقواتى بالاشتراك فيما يحدث فمأساة ماسبيرو ستدفع ثمنها قوات الأمن المركزى وستوجه الاتهامات اليه وانه سبب هذه المأساة»، وبالفعل لم يعط اللواء الشربينى تعليمات لقواته بالتدخل بل كانت تعليماته بأن تتجنب قواته ما يحدث تماما وعدم الاشتراك فى الاشتباكات نهائيا، وهو ما حدث اختبأت القوات خلف باب 15 بمبنى ماسبيرو، ولم تظهر أبدا طيلة هذه الليلة تنفيذا لتعليمات مساعد الوزير للأمن المركزى.
امتناع صلاح الشربينى عن تنفيذ أوامر وزير الداخلية لم يمر مرور الكرام فقد غضبت قوات الشرطة العسكرية والجيش من عدم تدخل الأمن المركزى فى الاشتباك مع المتظاهرين، ووجهت الاتهامات للشرطة العسكرية وحدها بتحمل مسئولية ما حدث من دهس وقتل للمتظاهرين، كما أن الشرطة العسكرية غضبت من عدم تنفيذ ما طلبته من الشرطة ومن فشل منصور عيسوى وزير الداخلية فى إقناع مساعده بإشراك قوات الأمن بتدخل قوات الأمن المركزى.. الشرطة العسكرية رأت فى ذلك تمردا عليها وهو مارآه أيضا عيسوى تجاه مساعده واعتبر عدم تنفيذه لأوامره تمردا عليه.. إذا لابد من عقابه فأطاح به من منصبه كقائد لقوات الأمن المركزى وجعله مساعدا له فى التدريب.. فعل ذلك غضبا وفى نفس الوقت ارضاء لقيادات الشرطة العسكرية واسند المنصب إلى اللواء عماد الوكيل الذى كان وكيلا للأمن المركزى.
كان عيسوى حريصا على أن يكون سبب عقاب الشربينى ونقله من مكانه إلى مكان آخر سريا وألا يعرف احد من رجاله تمرد مساعده عليه.. لكن النقل كان غريبا على الكبار فى الداخلية.. كثيرون اندهشوا من نقل صلاح الشربينى فى هذا التوقيت فهو أمامه شهر واحد فقط ويخرج على المعاش.. منهم من خمن سبب الإطاحة أن الشربينى ارتكب خطأ فجرى له ما جرى.

فى الحقيقة لم يرتكب صلاح الشربينى خطأ فهو فعل ما ينقذ به نفسه من المساءلة.. فعل ما يحمى به نفسه أن يكون مصيره سجن طرة بجوار اللواء أحمد رمزى الذى كان قائدا لقوات الأمن المركزى فى ثورة 25 يناير، وتعاملت قواته مع المتظاهرين وسقط شهداء وجرحى بالجملة فجرى القبض عليه وإيداعه سجن طرة فى انتظار أن تنتهى المحاكمات.. ماجرى لأحمد رمزى درس تعلم منه صلاح الشربينى جيدًا.. لن يصدر قرار بالاشتباك مع المتظاهرين وهو يرى زميله فى السجن..ورث منصبه بعده مباشرة وقد التقيت به عقب هجوم قوات الأمن المركزى على أهالى الشهداء بميدان التحرير، ووجهت له سؤالاً عن أن قائد الأمن المركزى السابق، الذى يحل هو محله فى هذا الوقت انتهى به الأمر فى سجن طرة..قلت له «ألاتخشى من ذلك؟» فأجابنى: «أنا أراعى الله وضميرى وأتحرك فى إطار الشرع والقانون والنتيجة بيد الله سبحانه وتعالى والأمن رسالة ولا أخشى غير الله ولست قلقا من شىء» ويبدو أن اللواء صلاح الشربينى قائد الأمن المركزى السابق حاليا كان على حق فى امتناعه عن تنفيذ أوامر عيسوى والشرطة العسكرية وإلا وجد نفسه معلقا على المشانق.. من عرف بسر نقله من قيادات الداخلية وصفوه بأنه شخص ذكي، فقد استطاع أن ينجو بنفسه من مصير كان ينتظره لو أنه فعل غير ذلك.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق