هذا المقال الرائع للدكتور محمد رضا عوض، أستاذ الروماتيزم بطب الأزهر، عن ابن ماسوية (مؤسس أول كلية طب فى العالم الإسلامى) (أهرام ٩-١٠-٢٠١١) يقول عنه دكتور رضا كان عالماً مسيحياً موسوعياً فى الطب والصيدلة، عاصر خمسة من خلفاء العصر العباسى: هارون الرشيد، المأمون، المعتصم، الواثق، المتوكل، وهو مؤسس أول كلية طب فى العالم الإسلامى.. (تماماً مثل كلوت بك فى العصر الحديث).. عصر محمد على باشا، وينهى دكتور رضا مقالته قائلاً: شارك فى هذه الحضارة الإسلامية العظيمة.. كل من العلماء المسلمين والمسيحيين واليهود، انتهى كلام دكتور عوض فاتصلت به مهنئاً.. فهو صديق عزيز.. وتناقشنا فى أسباب توهج الحضارة فى العصر العباسى.. وذكرنا أسباباً عديدة.. منها التعددية الدينية، والفكرية، كذلك السماحة الدينية، ولكن أهمها جميعاً.. قوة الدولة وسيادة القانون، وذكرت له الحادثة التالية: قام بعض البلطجية فى معرة النعمان بقذف خمارة بالحجارة، فما كان من القائد العسكرى صالح بن مرداس إلا أن أحاط المدينة بالجنود، طالباً تسليم هؤلاء المجرمين، فلما رفض الأهالى التسليم، أخذ صالح بن مرداس يضربها بالمنجنيق لأنها خرجت عن القانون. لجأ الأهالى لأبى العلاء المعرى حتى يشفع لهم عند القائد ويعفو عن هؤلاء البلطجية الذين قذفوا بالحجارة خمارة (وليست.. كنيسة)! ذهب أبوالعلاء لصالح بن مرداس يطلب الصفح عن هؤلاء المضللين، فعفا عنهم، وطلب من أبى العلاء أن يسمّعه شعراً فقال: فلما مضى العمر إلا الأقل.. وحان لروحى فراق الجسدْ.. بعثت شفيعا إلى صالح.. وكان من القوم رأى فسدْ.. فيسمع منى سجع الحمام.. وأسمع منه زئير الأسد. ابتسم صالح بن مرداس وقال: إنما نحن الذين نسمع منك زئير الأسد يا أبا العلاء! عفوت عن هؤلاء الأوغاد! ما هذا الحزن الذى يسرى فى كل خلية من خلايا جسمى بل وخلايا المجتمع كله! ما هذه الموبيلات التى أسمع منها إما ترتيلة إسلامية أو مسيحية! بدلاً من مقدمة نشيد قومى مثل: «مصر نادتنا فلبينا نداها.. وتسابقنا صفوفا فى هواها».. أو: «وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبنى قواعد المجد وحدى»..! ما هذا التشرذم والتفسخ.. دبلة ذهب، دبلة فضة! محجبة وغير محجبة، لحية أو دون لحية، علامة صلاة فى الجبهة أو دون علامة صلاة.. ملحوظة لم ألحظ هذه العلامة فى جبهة أى فتاة أو امرأة حتى لو بلغت سن الثمانين!! حتى السيارات.. لماذا لا نضع حمامة سلام بدلاً من السيف.. أليس الإسلام من السلام، والمسلم من سلم الناس من يده ولسانه؟! أين مصر من هذا كله؟ أين المحروسة يا أولاد الحلال؟! هذا الشعب المسكين الذى لم يجد طوال ٦٠ عاماً.. خاصة الـ٣٠ عاماً الأخيرة من يحبه ويعطيه.. بل دمرونا.. ربنا ينتقم منهم.. وكان الأمل فى الحكومة والمجلس العسكرى.. ولكن ينطبق على هذا الشعب.. المثل القائل.. عن فتاة بائسة: لا أب (المجلس العسكرى) يعلمها، ولا أم (الحكومة) تهديها، ومن أين العقل يأتيها! لقد ثبت أن الأب والأم لا يصلحان للتربية. إلا إذا كانا يملكان أدوات التربية، لذا قالوا إن تربية الطفل تبدأ ٣٠ سنة قبل ميلاده! لأن فاقد الشىء لا يعطيه! سأل سقراط تلميذه: ما هى الشجاعة؟ قال التلميذ: هى الإقدام وعدم التراجع! سأل سقراط: وإذا كان فى التراجع ربح.. وفى الإقدام خسارة.. تتقدم أم تتراجع؟! قال التلميذ لا أعرف! قال سقراط: الشجاعة هى التصرف السليم بغض النظر عما إذا كان إقداماً أم رجوعاً بشرط أن تكون المحصلة ربحا! هذه هى رسالتى للمجلس العسكرى بخصوص الدستور الذى سنفصَّل عليه البرلمان والرئيس القادم! لو كان الأمر بيدى.. لأصدرت قانوناً يقصر حق التصويت على من يحملون شهادة متوسطة على أقل تقدير، فليس من المعقول أن رئيس الجامعة ينتخبه أساتذة جامعيون، ورئيس الجمهورية ينتخبه من لا يعرف حتى كيف يكتب اسمه!! ملحوظة: حق التصويت فى ألمانيا لمن يحقق معامل ذكاء معيناً أمام الحاسوب. والعقبى لنا. |
المشاركات الشائعة
-
يا صديقي لست أدري ما أنا ** أو تدري أنت ما أنت هنا أنت مثلي تائه في غربة** و جميع الناس أيضاً مثلنا نحن ضيفان نقضيَ فترة ** ثم نمض...
الجمعة، 28 أكتوبر 2011
أين المحروسة يا أولاد الحلال؟ لدكتور وسيم السيسى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق