المشاركات الشائعة

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

النساء قادمون



المصري اليوم  بقلم   إسعاد يونس    ٢٣/ ١٢/ ٢٠١١
■ النساء قادمون.. مع الاعتذار لصديقى المؤلف المستنير الرائع عاطف بشاى.. فهو الذى كتب السيناريو والحوار لعديد من الأعمال التليفزيونية الناجحة.. «النساء قادمون» هو الجزء الثانى من ثلاثية النساء.. الجزء الأول كان «يا رجال العالم اتحدوا».. والثانى بعنوان «النساء قادمون».. وصحتها لغوياً النساء قادمات.. ولكنه قصد أن يكتبها هكذا وله فى ذلك غرض.. وأعتقد أنه آن الأوان أن يجلس ليكتب الجزء الثالث.. الذى أتخيل أن عنوانه سيكون: «الراجل اللى م العينة دى ياخد جنب بقى».
■ يبدو أن عاطف كان بشكل ما يتنبأ.. وأنا أوافقه.. فالنساء قادمون فعلاً.
■ فى الأسبوع الماضى حدثت صدمتان: الأولى موقعة البنت المسحولة.. والثانية هى المظاهرة النسائية الشهيرة.. أما عن البنت المسحولة التى تعرّت بفعل السحل والجرجرة ثم تم طحنها بالعصيان والبيادات من فريق من الأشاوس المدربين جيداً آكلى قروانة العدس العسكرى، خريجى فرق التدريب على قتال أعداء الوطن.. نسخ مكررة من أحمد زكى فى الجزء الأول من فيلم «البرىء».. فلم تكن الوحيدة، رغم تركيز الكل عليها، لأنها تعرت أثناء السحل.. كانت هناك نساء آخريات تم طحنهن وضربهن وإهانتهن والتحرش بهن، إن لم يكن الموقف أصعب، والستر واجب.. رأيت سيدة تخطت سن الشباب ومعروفة بأنها أم الثوار وهى تجر من شعرها وتُضرب بالشلوت والعصا على كل أجزاء جسمها وبالذات مؤخرتها.. رأيت الطبيبة التى رمى ابننا نور أيمن نور بجسده الهزيل عليها فتم سحق الاثنين معاً.. وأكم من فتيات خرجن من هذه الموقعة وهن مشوهات محطمات الأضلع مهانات الكرامة.. ولا أدرى إن كانت علاقاتهن بوطنهن مازالت قائمة أم أن الكفر بالأشياء قد بدأ يتسرب إليهن.. مع أمنياتى ألا يكون هذا قد حدث..
■ ولكن لأننا شعب ذو خصوصية متفردة.. فقد انطلقت التعليقات من حناجر مليئة بالفشار والبطاطس المحمرة تعلق على الحدث من داخل غرف مغلقة وأجساد مترهلة وكروش مهرهرة وحناجر مشغولة بالتجشؤ بعد لهط الشنجوتشات أمام التليفزيون وأصابع ملزقة بزيت القلية والمربى تطلق وابلا من اللعنات فوق مفاتيح الكومبيوترات على تلك التى تعرت.. ما هى غلطانة.. فقد كان يجب عليها التحوط وهى نازلة تدافع عن وطنها.. كان يجب أن تدلق صفيحة غراء على جتتها وتلبس لباس صعيدى وفانلة جوخ وتمسمرها فى لحمها.. مش نازلة تجاهد؟.. تشرب بقى.. فقد استنت دون أن تقصد أسلوبا جديدا فى مقاومة الثوار.. اللى حاتنزل بعد كده حانقلعها.. أطلق المشمئنطون صيحات الاستنكار ضد الأندر وير اللبنى.. دس الرجال الأشداء الغيورون على شرفهم أنوفهم فى اختيارات المرأة ماذا تلبس تحت العباءة.. يا صلاة النبى.. إيه الرجولة دى يا ضرغام إنت وهو؟؟.. واللى قالك إيه اللى نزلها وسط الرجالة.. واللى قال ما هما دول بتوع الخيام اللى بيضربوا بانجو وحقن.. واللى قال دول بلطجية وأطفال شوارع.. واللى ميّل عاللى جنبه وهمس.. بس ربك والحق البت مزة مزة يعنى.. هدير من الخيابة والسلبية والرعونة.
■ تأملت نساء الوطن اللى عندهم دم كل ذلك وهن يتعجبن: إيه القرف ده؟؟.. سيبناكوا يا رجالة تحلوا المشاكل.. ما شفناش غير حوسة ولبخة ودهولة وتردد وضيق خلق وكرشة نفس.. مخنوقين كلكوا من بعض والتخوين نازل على ودنه.. تحزبات ومؤامرات وتشويه رموز.. كلام زجزاجى.. المبدأ الذى يتم إرساؤه النهارده يتلحس بكرة.. والفتوى اللى تنزل بمنع شىء تبيحه اليوم التالى أول ما المصلحة تلعلع والأبيج يظهر.. كله بيتهم بعضه بعلاقات مع الأمريكان، وكله بيسلم عليهم من تحت الترابيزة.. وصلت للإسرائيليين كمان.. كله حاطط ديل الجلابية فى سنانه ومشمع الفتلة على المصلحة.. كثير من اللعاب يسيل.. فصيل كبير مفيش فى دماغه حاجة غير: كيف سأقمع غيرى أول ما أأنتخ عالكرسى.. وأولهم نص المجتمع ده.. إزاى حاحجبه وأنقبه وأجعل منه قطيع من المواعين يتم تعبئتها وتفريغها بأوامر صريحة قاطعة.. وبعد كل ده لما ننزل ندافع عن وطنا وأسرنا ومجتمعنا الذى نعول ثلاثين بالمائة من أسره.. يتقال علينا كده؟؟.. المحصلة.. قطاع كبير من المجتمع يتصف بالنطاعة حقيقة.. أما القطاع الآخر المستنير.. فهو ده الضهر والسند الحقيقى.. لدينا رجال نفخر بهم.. ولدينا رجال لا يقال لهم سوى: اتاخر إنت بقى شوية فالنساء قادمون.. يمكن يعدلوا المايلة اللى جبتوا أكتافها الأرض.
■ النساء قرفانون.. محبطون.. زهقانون.. مقررون إن كفاية خيابة كده بقى.. المظاهرة ما هى إلا مقدمة.. نحن قادمون.
■ فاصل من الحديث اليومى لأبناء الوطن الواحد:
■ إنت مش فاهم حاجة.. عليا النعمة إنت اللى مش فاهم حاجة.. ما إنت لو فاهم حاجة ماكنتش قلت اللى قلته ده.. طبعا.. أصل إنت اللى فاهم قوى.. طبعا أنا فاهم أمال إنت اللى فاهم؟؟.. أنا أفهم منك ومن اللى خلفوك.. طب فاهم ايه؟؟.. اللى إنت مش فاهمه.. يا أخى والله انتوا اللى ضيعتوا البلد بفهمكوا الضيق ده.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيكوا.. طب قسما بالله ما ضيع البلد غيركوا الله يلعنكم فى كل كتاب.. الله يلعنكم إنتم مع التانيين اللى مش فاهمين حاجة خالص بقى.. مصر منكم براء.. دى براء منكم إنتم.. ربنا يخفيكم فى نار جهنم.. إن شاء الله ربنا حايسمع دعانا.. لأ طبعا حايسمع دعانا إحنا بمحقكم وسحقكم داحنا واصلين يابنى إنت مش شايف شكلنا؟؟.. وإنتوا مش شايفين علمنا؟؟.. لكى الله يا مصر.. ما تجيبش سيرة مصر على لسانك.. مصر مبلية بيكم وبأشكالكم اللى طلعت علينا من البلاليع فجأة.. اسم الله عليكوا إنتوا اللى غرقتوها فى البكابورت.. ما تقولش كده على مصر.. مصر مصر.. مصر حاتفضل غالية عليا.. لأ عليا أنا.. إنت تيت.. إنت اللى ستين تيت.. حاغزك بالمطوة.. حاولع فيك بالمولوتوف.. تيت.. تيت تيت.. سارينة إسعاف.
■ مصر: جاتها نيلة اللى عايزة خلف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق