المشاركات الشائعة

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

بالفيديوا هاام عن عن مذابح الاقباط فى مصر و شاهد كشف مؤأمره ايه و شاهد...

ابونا مكارى يونان و المسيح اخد الجنسيه المصريه و شاهد الكلام ده ازززاى

ابونا مكارى كلمة نصرانى وناصرى

مريم فكرى شهيدة انفجار كنيسة القديسين بالاسكندرية

الاقباط -شاهد ماذا فعل الاقباط فى شوارع امريكا

يوم الحساب


دانة الدانات ... بقلم : طارق حجي ...


 يقولون أنهم يطلبون احترام العالم لهم (وهو حق مؤكد لهم) ، ولكنهم لا يحترمون الآخر بالشكل الذى يطلبونه لأنفسهم ... فبمناسبة وبدون مناسبة يقولون للآخر أن كتابه المقدس محرف ! وأن عقيدته فاسدة ومزيفة !!! .... ويقولون أنهم يؤمنون بحرية الإعتقاد ، ولكنهم يتمسكون بأن المعتقدات المسموح (!!) بها هى الأديان الثلاثة الإبراهيمية (أو التى يسميها البعض بالسماوية) ! ويقولون أنهم ليسوا ضد أي دين آخر ، ولكن ما أن يشرع أبناء أي دين آخر فى بناء دورعبادة لهم ، حتى يثور بركان غضبهم ويقوم بعضهم بتدمير دورالعبادة التى كان "الآخر" يهم ببناءها ! ... ويتحدثون بحماس عن حقهم فى إنشاء دور عبادة لأبناء وبنات دينهم فى أي وكل مكان على سطح الكرة الأرضية ، ولكن الدولة التى تضم أقدس مقدساتهم لا يوجد بها (وغير مسموح) دور عبادة لأي دين أو معتقد أو طائفة أخري !!! وعندما يقرر الشعب السويسري (من خلال إقتراع عام) أنه رغم السماح لهم بإنشاء دور عبادة جديدة ولكن بدون مآذن ، يغلي الدم فى عروقهم ويفور بركان غضبهم وتنطلق كالجحيم صراخاتهم ! وكأنهم نسوا أن كبري بلدانهم لا تسمح بكنيسة واحدة للمسيحيين أو معبد لليهود أو للبوذيين أو للبهائيين !!!! يتمسكون (عن طريق منظمات المجتمع المدني) بتحسين صورتهم وصورة معنقداتهم فى برامج التعليم فى البلدان المتقدمة التى آوتهم وفتحت صدرها وقبلتهم كمهاجرين اليها ... فإن طالب المسيحيون او اليهود او البهائيون بالمقابل ، تعالي عويلهم وشجبهم للتدخلات الأجنبية المشبوهة فى برامجهم التعليمية . يوجد من أبناء دينهم أعضاءا بكل برلمانات أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا ... أما هم فلا يوجد ببرلماناتهم أي وافد من الخارج ، بل ويقومون بإلغاء عضوية أي إبن أو إبنة من الوطن إن ثبت تمتعه بأية جنسية أخري !!! يهاجرون لبلدان أوروبا وامريكا الشمالية وأستراليا هاربين من إنعدام الحريات (بشتى صورها) وإنعدام فرص الحياة الطيبة ... وما أن يستقروا فى الجنة التى طالما حلموا بها حتى يبدأ بعضهم فى العمل على تدمير البنية الأساسية للمنظومة الدستورية والقانونية والثقافية للجنة التى فروا اليها من جحيم مجتمعاتهم الغارقة تحت مياه بحيرة التخلف الآسنة ... وعندما يكتشف أبناء المجتمعات المتقدمة التى فر لها "هؤلاء" أن كل ما يريده من الديموقراطية "بعض" هؤلاء المهاجرين انما هو إستعمال الديموقراطية لنسف وتدمير الديموقراطيات الغربية ، يعلو صراخهم : إنقذونوا من موجة العداء لنا ولديننا !! .... إنها مأساة منطقتنا التى اختطفها حكام هم آية من أكبر آيات الجهل المضفر بالفساد وإنعدام الرؤية وغياب الحس التاريخي واختفاء الثقافة ... وبعد نصف قرن من حكم هؤلاء اللصوص - الجهلة تكون شعوب مجتمعاتنا غير قادرة على الإطلاق على إختيار الكفاءة المضفرة بالمعرفة والمتوخية للتقدم والمتسمة بالنزاهة .... وعندما تصل بنا عواقب نصف قرن من الجهل والفساد الى ما نحن فيه اليوم ، فلا يبقي لنا من خيار الا خوض المباراة بأدوات الديموقراطية وفى مقدمتها التمسك بإيماننا بالعلم (لا بالخرافة) وبتقنيات علوم الإدارة الحديثة وبالإنسانية وبالتقدم وبالحداثة وبالنسبية وبالتعددية (بمعناها الحقيقي ، لا بمعناها الزائف الذى يكرره اليوم بعض الثيوقراطيين) وبقبول الآخر وبحقوق الانسان وبحقوق المرأة العصرية المساوية تماما للرجل وبالسماحة الثقافية والدينية .... والأهم : بالدولة المدنية القائمة على المواطنة وعلى فصل الدين عن الدولة .... وأن يتمرسوا على العمل السياسي وعلى التواصل من الشعب بشتي طبقاته وعلى خدمة المجتمع .... ورغم أن هذا يبدو كمهمة عسيرة فى مواجهة سحب التراجع (للخلف) السوداء التى تغطي سماء واقعنا اليوم ، فإن الإيمان الحقيقي بقيم التقدم لا يكون حقيقيا وجديرا بالإحترام ما لم يعلنه المؤمنون به فى ظل ظرف تاريخي محبط كالظرف التاريخي الذى خلفه حكام مجرمون مثل بن علي وحسني مبارك والقذافي وعبدالله صالح (وقد سقطوا) وبشار الأسد (وهو سيسقط لا محالة خلال هذا العام الجديد) .... وأن يعملوا من الآن على إسترداد عقل وقلب الوطن من دعاة الماضي وخصوم العلم والتقدم والحريات والمعاصرة

Sweeper for a fat girl


الخميس، 29 ديسمبر 2011

التطويبات الخمسة وخمسين للقديس مار إفرام السرياني


1- طوبى للذي تحرّر بالكامل في الرب من كل أمور هذه الحياة الأرضية الباطلة، وأحبّ الله الصالح الشفوق وحده.

2- طوبى للذي صار حراثاً صالحاً للفضائل، وأنتج محصولاً من ثمار الحياة في الرب، كالأرض المحروثة الحاملة للقمح. 

3- طوبى للذي صار فلاحاً صالحاً للفضائل، وغرس كرمة روحية، وحصد العنب، فملأ معصراته من ثمار الحياة في الرب. 

4- طوبى للذي جعل زملائه الخدام فرحين فرحاً روحياً، من ثمرة الفضائل التي اجتناها بتعبه، لكي يقدّم ثمرة الحياة في الرب. 

5- طوبى للذي يقف في الكنيسة، ويصلي مثل ملاك سماوي، حافظاً أفكاره في كل وقت طاهرة، ولا يُعطي للشرير سبيلاً يأسرُ نفسه بعيداً عن الرب المخلص. 

6- طوبى للذي يحب البكاء بفهم، ويُهرق الدموع على الأرض بتخشع، مثل درر كريمة أمام الرب. 

7- طوبى للذي يحب القداسة مثل النور، ولا يدنس جسده بالأعمال الشريرة المظلمة أمام أعين الرب. 

8- طوبى للذي يحفظ جسده مقدساً للمخلص، ولا يخزي نفسه بأعمال قبيحة، بل يبقى مرضياً أمام الرب. 

9- طوبى للذي يكره كل عمل دنس كله قباحة، مقدماً نفسه ذبيحة حية مرضية أمام الرب. 

10- طوبى للذي يبقي في نفسه ذكر الله على الدوام، لأن هذا سوف يُصبح كله مثل ملاك سماوي على الأرض، خادماً للرب بخوف ومحبة. 

11- طوبى للذي يحب التوبة، القادرة أن تخلّص الخطاة، ولا يفكر في عمل الشر، ولا يُنكر النعمة أمام الرب المخلص. 
12- طوبى للجالس في قلايته، كمقاتل نبيل يحرس كنز الملكوت، أعني جسده ونفسه بلا لوم في الرب. 
13- طوبى للجالس في قلايته، كملاك في السماء، حافظاً أفكاره طاهره، يُنشد يفمه تسابيح لمن له سلطان على كل نسمة. 
 
14- طوبى للذي أصبح مشابهاً للشاروبيم والسارافيم، ولا يتواني أبداً في خدمته الروحية، بل يمجد الرب على الدوام. 

15- طوبى للمتلئ فرحاً روحياً على الدوام، ولا يتكاسل في حمل نير الرب الصالح، لأنه سوف يُكلل بمجد. 

16- طوبى للذي ينقي نفسه من كل دنس الخطايا، حتى يتقبّل بداله في بيته ملك المجد ربنا يسوع المسيح. 

17- طوبى للذي يتقدم إلى الأسرار الطاهرة التي للمخلص بخوف ورعدة، عالماً أنه يتقبل الحياة الأبدية في داخله. 

18- طوبى للذي يتأمل الموت كل يوم، ويمحي الأهواء الدنيئة المعشِّشة في قلبه، لأن هذا سوف يتعزى في لحظة انفصال جسده عن روحه. 

19- طوبى للذي يتذكر خوف جهنم بإستمرار، ويسرع بدموع وتنهدات ليتوب توبة صادقة في الرب، لأن هذا سوف ينجو من الضيق العظيم. 

20- طوبى للذي يتضع بصورة متواصلة اختيارياً، لأنه سوف يكلل بواسطة ذاك الذي وضع نفسه طوعاً من أجلنا. 

21- طوبى للذي يجلس في قلايته بكل تقوى، كما فعلت مريم عند قدمي يسوع، وكما أسرعت مرثا لأستقبال الرب المخلص.

22- طوبى للذي يُشعل ذاته بمخافة الله، محافظاً على حرارة الروح القدس دائماً، ومحرقاً أشواك الأفكار الشريرة. 

23- طوبى للذي لا يدنّس يديه بأعمال رديئة كملعون، لأن هذه الأفعال سوف تُدان في اليوم الرهيب أمام الرب.

24- طوبى للذي يبذر أفكاراً صالحة جيدة في كل وقت، ويتغلب بالرجاء على الكآبة الرديئة، التي تحارب نساك الرب. 

25- طوبى للذي أصبح كمحارب شجاع في عمل الرب، منهضاً المتهاملين، ومحركاً المتوانين في طريق الرب.

26- طوبى للذي أصبح مثمراً في الرب، حتى يتخذ الملائكة القديسين حراساً له، كما يكون المزارع حارساً للشجرة المحملة بالثمار. 

27- طوبى للذي يحب الوداعة بفهم روحي، ولا تخدعه الحيّة الشريرة، متخذاً الله الصالح والشفوق رجاءً له. 

28- طوبى للذي يكرّم القديسين ويحب قريبه، وقد طرد الحسد من نفسه، هذا الذي أصبح قايين بسببه قاتلاً لأخاه.

29- طوبى للذي ينتهر (الشيطان) المستبد، ولا يتخاذل أمام لهيب الشهوات، لأن نفسه سوف يندّيها ندى الروح القدس. 
30- طوبى للذي لم يدع غشاوة الظلام الشيطانية تعشِّش في فكره، فتحرمه من النور اللذيذ ومن فرح الصديقين.
 
31- طوبى للذي استنارت عينا قلبه ليشاهد الرب دائماً، كما في مرآة، لأن مثل هذا يستريح من الأهواء ومن الأفكار الشريرة.

32- طوبى للذي يحب الكلام الصالح المستقيم، ويمقت الكلام الدنيء الهدّام، لأن مثل هذا لن يصير أسيراً للشرير. 

33- طوبى للذي ينصح قريبه في مخافة الله، ولا يُضل نفسه، خاشياً في كل لحظة عصا الراعي الصالح الحديدية. 

34- طوبى للذي يطيع قريبه بحسب مشيئة الله، ويحتمل الضيقات بشكر، لأن مثل هذا سوف يُكلل، وسوف يصير معترفاً للرب. 

35- طوبى للذي لا يسيطر عليه هوى الكآبة كجبان، بل يتحلى بالاحتمال والصبر، هذا الذي بواسطته فاز القديسون بالأكاليل. 

36- طوبى للذي يحب ضبط النفس بمرضاة الله، ولا يُدان بسبب بطنه كمتنعم ومدنس، لأن مثل هذا سوف يعظمه الله.

37- طوبى للذي لا يسكر بالخمر كضال، بل يفرح في كل حين بذكر الرب، الذي يبتهج به القديسون بتواصل. 

38- طوبى للذي يدبّر بمرضاة الله ممتلكاته، ولا يُدان من الله المخلص كمحب للمال وعديم الشفقة على قريبه. 

39- طوبى للذي يسهر في الصلوات والقراءات والعمل الصالح، لأن مثل هذا سوف يستنير ولا ينام في الموت.

40- طوبى للذي أصبح شبكة روحية صالحة، يتصيّد كثيرين للسيد الصالح، لأن مثل هذا سوف يمدحه كثيراً الرب. 

41- طوبى للذي أصبح نموذجاً حسناً للقريب، دون أن يعثر ضمير زملائه الخدام فاعلاً ما لا يجب فعله، لأن مثل هذا سوف يباركه الرب.

42- طوبى للذي أضحى طويل الأناة وشفوقاً، ولم يستعبده البربري، أعني الغضب الشرير، لأن مثل هذا سوف يرفعه الرب.

43- طوبى للذي ارتفع بالمحبة، صائراً مثل مدينة مؤسسة على جبل، التي منها يتراجع العدو بخوف مرتعداً من صمودها في الرب. 

44- طوبى للذي أشرق بايمانه بالرب، كمصباح منير موضوع على منارة عالية، ينير نفوساً مظلمة قد اتّبعت بدعة الجاحدين غير المؤمنين. 

45- طوبى للذي يحب الصدق باستمرار، ولا يستخدم فمه كأداة للكذب، لأنه يخاف من الوصية التي تتعلق بكل كلمة بطالة. 
 
46- طوبى للذي لا يحكم على قريبه كإنسان عديم الحكمة، بل بحصافة روحانية يجاهد لكي يخرج الخشبة من عينه الخاصة. 

47- طوبى للذي أزهر قلبه كنخله، بايمان مستقيم، ولم تطعنه بدعة الجاحدين غير المؤمنين كما من أشواك. 

48- طوبى للذي أصبح سيداً على عينيه، ولم يغوِه -  لا عقلياً ولا حسياً - جلد البشرة الذي سوف يذبل سريعاً. 

49- طوبى للذي يضع أمام عينيه يوم الرحيل، وقد أزدرى الكبرياء، قبل أن يظهر فساد طبيعتنا في القبر ونتانتها. 

50- طوبى للذي يفكر بالنائمين في أكفانهم في القبور، ويبعد عن كل شهوة كريهة، لأنه سوف يقوم بمجد عندما يُنفخ بالبوق السماوي موقظاً أبناء البشر كلهم. 
51- طوبى للذي يتأمل بحكمة روحية جوقة النجوم الساطعة بمجد، وجمال السماوات، ويشتاق لرؤية صانع الكل.

52- طوبى للذي يتذكر النار التي نزلت على جبل سيناء، وأصوات الأبواق، وموسى المنتصب في الوسط بخوف ورعدة، ولا يتراخى في سبيل خلاصه.

53- طوبى للذي لا يضع رجاءه على البشر، بل على الرب، الذي يأتي ثانية بمجد كبير لكي يدين المسكونة كلها بعدل، لأنه سوف يصير كشجرة مثمرة على مجاري المياه.

54- طوبى للذي صار ذهنه بنعمة الله، كسحابة مليئة بالمطر، يروي نفوساً لإزدياد ثمار الحياة، لأن مديحه سوف يمتد في مجد لا نهائي. 

55- طوبى للذين يسهرون باستمرار بحسب مشيئة الله، لأن الله سوف يظللهم في يوم الدينونة، ويصبحون أبناء العريس، ويشاهدونه بابتهاج وسرور. بينما أنا والذي على شبهي المتهاملون ومحبو اللذة سوف يبكون وينوحون عندما يرون أخوتهم في المجد غير المدرك وهم يتعذبون. 

الرائع الدكتور احمد حرارة - نتيجة الظلم - النور مكانه فى القلوب

معضلة مرشح بقلم م. نجيب ساويرس

المصرى اليوم     ٢٩/ ١٢/ ٢٠١١
إيماناً منى بحرية الرأى والتعبير، وبضرورة الحوار لما فيه إثراء لواقعنا السياسى والثقافى والاجتماعى، وبعد قراءة مقال الدكتور عمرو الشوبكى المعنون (مشاهدات مرشح - معضلة الكتلة ) آثرت الرد إثراءً للحوار:
أولاً: أنا لم أعلن دعمى للسيد عمرو، بل قلت إن حزب المصريين الأحرار قام بسحب مرشحه الشيخ طارق يس شيخ الطريقة الرفاعية من دائرة «الدقى - العجوزة - إمبابة»، بطلب من الدكتور «أبوالغار» الذى نكن له تقديراً غير عادى، وإيماناً من الحزب بضرورة دعم أبناء التيار الليبرالى فى الانتخابات ليس لمواجهة تيارات بعينها، ولكن لخلق برلمان متوازن يعبر عن جميع الأطياف السياسية والمجتمعية، خاصة أن هذا البرلمان هو من سيشكل الجمعية التأسيسية الخاصة بوضع الدستور، وعموماً لم نكن ننتظر من الدكتور «عمرو» شكراً على موقفنا هذا.
ثانياً: الدكتور «عمرو» مشكورا قال: «إن معظم الهجوم الذى أتعرض له من البعض ذو بعد طائفى»، وبدلاً من أن يقوم بتحليل هذا الهجوم وتفكيك بنية خطابه الطائفى الذى له انعكاسات خطيرة على المجتمع المصرى قام كاتبنا بالحديث عن التخوفات والانعكاسات التى أدت إلى إعلان هذا الدعم السياسى.
ثالثاً: لم أسعَ إلى تأسيس حزب المصريين الأحرار لمواجهة تيار أو فصيل معين، وأعنى هنا التيار الإسلامى، بل كان دافعى إلى الدعوة لإنشاء الحزب هو عدم وجود كيان حقيقى معبر عن التيار الليبرالى فى مصر، وهو تيار - كما يعلم الكاتب الكريم - أحد الروافد الرئيسية فى الفكر السياسى المصرى، وبالتالى فالحزب يملك مشروعاً سياسياً حقيقياً، انطلاقاً من ليبرالية مصرية تؤمن بدور الدين فى المجتمع لكنها تدافع عن الحريات العامة والفردية واقتصاد السوق، وأنا من المؤمنين بأنه لا يمكن أن ينجح أى كيان وُجد فقط لمواجهة تيار آخر.
رابعاً: حزب المصريين الأحرار ليس حزب رجال الأعمال فقط، وهو كما قلت - ملىء بالكوادر السياسية المحترمة والمحترفة، وكون الإعلام يركز على شخصى فهذه مشكلة الإعلام بالدرجة الأولى، فأنا لم أعلن فى يوم من الأيام أننى أتحدث باسم الحزب أو أتولى منصباً قيادياً فيه أو حتى أتطلع لتولى منصب سياسى مستقبلاً. ومن العجيب أن يتعرض د. الشوبكى لرجال الأعمال وهو يعلم من يمولون حزب العدل الذى ينتمى لمجلسه الاستشارى. ولن أذكرهم بالاسم لأنى أقدرهم تقديراً خاصاً لعدم سلبيتهم، ولاعتبارهم أنفسهم جزءاً مهماً جداً لمستقبل هذا الوطن.
خامساً: لست وحدك سيد «عمر» ترفض الاستقطاب السياسى، فأنا صرحت أكثر من مرة بأننى أيضاً ضد هذا الاستقطاب الدينى، خاصة أننى - كما قلت بنفسك - أحد الذين نالهم قسط كبير من الهجوم، فقط لأننى ولدت مسيحياً رغم أننى دائماً أتحدث كمصرى عاشق لهذا الوطن مثل أى مصرى آخر، ومعظم من تربيت معهم من المسلمين، والثقافة الإسلامية والإسلام نفسه أحد المكونات الرئيسية للهوية المصرية التى أنتمى لها.
سادساً: بخصوص تصريحاتى، فهى ليست تصريحات استقطابية دينية فأنا لم أطالب بإقصاء أى تيار سياسى، ولم أطالب بإلقاء أبناء مصر من الإسلاميين فى السجون، كما طالب البعض، وذلك انطلاقا من الليبرالية التى أؤمن بها، فالوطن للجميع والعمل السياسى للجميع مادام التزم القانون واحترم قيم المواطنة والعدل والمساواة. وتصريحاتى يجب أن تُقرأ على أنها تعكس هواجس ملايين من أبناء مصر من المسلمين والأقباط حول الحرية الشخصية وعدم فرض وصاية عليهم أياً كان شكلها، وأيضاً القلق على استمرار الطبيعة المدنية للدولة المصرية الممتدة من عهد محمد على إلى الآن.
سابعاً: كما قلت سابقاً فإننى كمصرى أولاً وأخيراً منفتح على الجميع، وأرحب بالتعاون مع الجميع لرفعة هذا الوطن، ولكننى أؤكد رفضى أن ينتقص منى أحد حقوقى أو حريتى مادمت لم أعتدِ على حرية الآخرين.
ثامناً:  أود أن أوضح أن صورى المستخدمة فى الدعاية الإعلانية أمر راجع إلى فريق التسويق والدعاية الخاص بالحزب تقديراً منهم أن هذا يمثل دعماً إعلامياً للحزب، وليس انعكاساً لفرض وصاية أو سيطرة منى على الحزب، الذى أؤكد أننى لست قيادياً به لكنى الداعى للتأسيس.
وأخيراً أود أن أرد على بعض النقاط التى جانبها الصواب فى مقالكم:
١- غير صحيح، ولم يحدث أى مناقشة بينى وبين د. حسن نافعة أو د. عمار على حسن حول علاقة رأس المال والسياسة، كما تدّعون فى مقالكم، وأنا أكن لهما كل الاحترام والتقدير، وأرحب بهذا الحوار معهما فى أى وقت.
٢- أما ما ذكره عن حاجة حزب المصريين الأحرار لثوب جديد، فشكراً على النصيحة، ولكنى أرى أنه من الأجدر به توجيهها إلى حزب العدل الذى ينتمى إلى لجنته الاستشارية، فحزب العدل لم يحصل سوى على مقعدين: مقعد فى دائرة الدقى والآخر فى مدينة نصر بدعم من كل الأحزاب وعلى رأسها الكتلة المصرية، بينما حصل حزب المصريين الأحرار وحده على عشرة أضعاف هذا العدد من المقاعد.
٣- أما عن حضورى الإعلامى فإذا أحصينا مرات ظهورى فأعتقد أنها قليلة جداً بمقارنة بظهوركم المكثف على الفضائيات، وعموما أعتذر إذا كان حضورى الإعلامى فى المرات القليلة التى ظهرت فيها قد ضايقكم، والمسألة ترجع للمشاهد.
٤- وأعتذر للدكتور الشوبكى لأن تأييدى له إعلامياً قد أضره كما ذكر فى مقاله، وعموماً فلن أكرر هذا الخطأ ولن أؤيده مرة أخرى، وهى ليست أول مرة يهاجمنى مَنْ أيدتهم وساندتهم فور جلوسهم على الكرسى المنشود فينقلبون إلى الوجه الآخر.
٥- وأخيراً أرجو ألا يكون هجومكم علىّ تمهيداً لمقالكم القادم عن «ماكينة الإخوان» تقرباً منهم أو لعمل توازنات لإبراز دوركم المستقل. وعموماً أنا أكن لكم كل تقدير واحترام وأنأى بكم عن الانضمام  لمجموعة  المهاجمين لشخصى من «نجوم الفضائيات» الذين يحتلون جميع القنوات الفضائية فى آن واحد ويملأونها هجوماً وشحناً ضدى، ومنهم من يتلوّنون حسب أهواء ومصالح وحسابات تخصهم.

وحيد حامد يكتب: حتى شركات الكازوزة والبطاطس..!!


المصرى اليوم٢٩/ ١٢/ ٢٠١١
لأنه بلد بلا حاكم حقيقى.. لأنه بلد القانون فيه مضروب فوق رأسه بقضيب من حديد.. لأنه بلد أكثر المسؤولين عنه حالياً أدمنوا الفساد لأنهم صعدوا إلى مواقعهم به.. لأنه بلد استيقظ شعبه فجأة.. ثم غلبه النوم فجأة.. لأنه بلد قام بثورة.. ثم قتلها دون أى إحساس بالذنب.. لأنه بلد يبيح المحظور.. ويأكل الفاسد والتالف وهو راضٍ، ويرحب بالكاذب المخادع.. ويعشق النفاق، ويتسامح مع اللصوص والقتلة.. ويهدر حقوقه بكامل إرادته.. لأنه بلد يعشق من يخدعه.. ولا يقدر نعمتى البصر والبصيرة.. هذا البلد يستحق الهوان الذى يعيشه الآن.
الثابت الذى لا يقبل الجدل لأنه حقيقة واقعة يراها كل الناس، أن مصر تعيش الآن زمن دولة المجلس العسكرى، والثابت الذى لا يقبل الجدل أيضاً أن المجلس العسكرى «الموقر» فى قيادته للبلاد لا يختلف عن قيادة الرجل الكفيف «الشيخ حسنى» للبسكلتة فى فيلم الكيت كات، أطاح بكل شىء وأقام الفوضى هنا وهناك ونشر الذعر بين أهالى الحى المساكين.. ولأننا لسنا بصدد محاسبة هذا المجلس الآن وأيضاً لا نقدر على محاسبته لأن الجالس على كرسى الحكم فى مصر لا يحاسب إلا بعد نزوله من عليه، وحتماً وفى يوم ما.. قريب جداً أو بعيد جداً.. الله أعلم؟
سيرحل المجلس العسكرى وتفتح ملفاته وتكشف أوراقه ويظهر لكل الناس الحق والباطل، الخطأ والصواب، النوايا الطيبة والنوايا الخبيثة.. وإذا كان الأصل فى الدين الإسلامى وغيره من الشرائع السماوية أن الحسنات يذهبن السيئات.. فإن الأصل فى لعبة السياسة هو العكس تماماً.. السيئات تذهبن الحسنات إن وجدت.. الحسنات تذهب وتتلاشى تماماً وتبقى السيئات عالقة بأجساد وأرواح وأسماء من صنعوها.. يرصدها التاريخ ويسجلها حيث تتداولها الأجيال، والتاريخ هو الذى أرشدنا وأخبرنا عن الأبطال والأنذال.. الذين بنوا الأوطان والذين هدموا الأوطان.. الذين حملوا الأمانة وحافظوا عليها والذين خانوا الأمانة وباعوا الأوطان بثمن زهيد، غالباً ما يكون ثروة زائلة وسلطة غير دائمة.
لكل هذه الأمور أبتعد تماماً فى هذا المقال، الذى هو أقرب إلى التحقيق الصحفى، أبتعد عن الحديث فى شأن المتاهة السياسية التى تعيشها مصر الآن، وأعترف بأننى قبل أن أشرع فى الكتابة اتصلت بالأستاذ مجدى الجلاد، رئيس التحرير، أستطلع الرأى فى الموضوع، فربما تكون هناك محظورات قد تؤثر على جريدة «المصرى اليوم»، فكلنا يعلم أن جماعة الإخوان تقاطع الجريدة، على سبيل العقاب، ظناً أن المقاطعة سوف تؤثر على توزيع الجريدة، وهذا هو الاستبداد المبكر والفاشية الزاحفة إلينا.. ولما كنت بصدد التصدى لقوى اقتصادية قوية وغنية وجبارة وتدفع ملايين الملايين فى حملاتها الإعلانية فى الصحف والقنوات الفضائية وشركات الإعلان.. إلى جانب شراء النفوس والذمم والضمائر واستعمال الرشوة.. ولما كنت أدرك خطر الحاكم المستبد، وشراسة الفاسد المغرور بقوته كان لابد لى أن أسأل.. وكانت الإجابة شافية وقاطعة ومحددة، جعلتنى أطمئن إلى أصالة الجريدة التى أكتب فيها وانحيازها إلى الحق وإلى الصالح العام دون أى حسابات أو مخاوف.. والآن إلى أصل الموضوع.. فجأة وبعد الثورة التى ضاعت، ومع انتشار الفوضى وأعمال البلطجة، زرعت جميع شوارع المدن سواء كانت واسعة أو ضيقة بالأكشاك العشوائية..
وكذلك أسوار المدارس والحدائق، حتى الجزر الخرسانية التى تتوسط الشوارع.. وتم احتلال الأرصفة فى وقت قياسى، وكأن الأمر فيه سحر أو معجزة، فى خلال ساعات يكون «الكشك» قائماً ومضاء وعامراً بالبضائع الاستهلاكية مثل السجائر والبسكويت واللبان وأكياس البطاطس.. أى أن هذه الأكشاك لا تبيع الخبز أو الزيت والسكر.. وفى اليوم التالى لزراعة الكشك وفجأة تزرع إلى جواره ثلاجة خاصة بشركة الكازوزة وتلحق بها شركات شرائح البطاطس وتحيط الكشك بالصناديق المعبأة بأكياس البطاطس المتنوعة الطعم.. هذا بالملح.. وهذا بالفلفل.. وهذا بالفراخ.. وأيضاً تأتى شركة الكازوزة بصناديق المياه المعدنية الخاصة بها.. وتأتى شركة الكازوزة الأخرى والمنافسة لتقتحم المكان بثلاجة تخصها..
وهكذا يتم احتلال الرصيف ويصبح منشأة تجارية لصالح شركات كبيرة وغنية تعتدى صراحة على حق المواطن العادى وتقطع عليه الطريق، الذى هو حق شرعى وأصيل له.. وفى ذات الوقت ما يحدث هو غزو عشوائى للشوارع والميادين والمنشآت العامة وتخريب حضارى متعمد.. وعلينا أن ندرك ونعى أن هذه الشركات المحتلة تروج الأكاذيب بأن هذه الأكشاك الهدف منها محاربة البطالة، وهذا هو الإفك والضلال.. فكل أصحاب المشاريع الطفيلية التى هجمت على مصر المنكوبة تستخدم نفس الفرية.. الذين استقدموا التوك توك إلينا لا تعنيهم المشاكل التى يسببها، وإنما يعنيهم الربح الذى يحصلون عليه.. الذى يريد القضاء على البطالة عليه إيجاد فرص عمل منتجة، لا هذا الاقتصاد الأسود الطفيلى الذى يهدم ولا يبنى.. شركات المناديل الورقية هى التى تعمل على انتشار مهنة التسول فى الشوارع بأن تقدم البضاعة بالأجل، ويتم السداد بعد البيع، فصار لهذه الشركات كتائب منتشرة فى كل مكان.. فأين الدولة من كل هذا إذا كانت هناك دولة أصلاً؟!
المجلس العسكرى حائر.. وخائف، يتقدم خطوة ويتأخر خطوتين ولم يحافظ على كيان الدولة.. والحكومة السابقة والبائسة كانت رخوة ولزجة وراقدة طوال الوقت.. والحكومة الحالية لن تكون بأفضل منها.. ومصر تضيع اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وحضارياً وإنسانياً.. والسؤال الحتمى هو إلى متى هذا الخوف.. ومن سيدفع فاتورة الأخطاء التى تتزايد وتتراكم؟ كأن كل المسؤولين عن مصر الآن بلا قلب.. وأيضاً كل الذين يسعون إلى الاستيلاء عليها على اختلاف أنواعهم وتوجهاتهم.. لماذا مصر الآن عبارة عن فريسة يتصارع عليها الكواسر والجوارح، والكل ينهش بطريقته؟
كلنا يعلم أن الشركات الكبيرة والعالمية تسهم فى المشروعات الإنسانية والحضارية وتقدم التبرعات من أجل ذلك، وذلك فى البلاد التى لا يسود فيها الفساد ويحكمها قانون صارم لا يمكن تجاوزه أو اختراقه.. أما عندنا فكل شىء مباح، إن لم يكن بسبب الفساد الذى شمل البلاد سابقاً وحالياً ولاحقاً فيكون بسبب الإهمال والتراخى وعدم القدرة على القيادة والفشل فى الإدارة.. هذه الأكشاك وتوابعها التى تخص شركات الكازوزة والبطاطس تشكل عدة جرائم فى حق المواطن المصرى نسردها فى إيجاز..
أولاً: قطع الطريق على المواطن وعدم تمكينه من السير فى الطريق المخصص له.. الأمر الذى يدفعه إلى السير فى نهر الشارع، حيث جميع المركبات التى تتصارع فى الشارع، مما يعرض حياة الناس للخطر، بالإضافة إلى سلب الحق الذى خصص من أجلهم.
ثانياً: الاستغلال التجارى للمنافع العامة التى تخص الشعب دون مقابل.. فكل هذه الأكشاك هى منافذ توزيع لهذه الشركات وترفع شعاراتها الدعائية والتى تحمل العلامة التجارية لكل شركة دون دفع الرسوم القانونية.. كذلك تكاليف الكهرباء.. وإشغال المكان.. بالإضافة إلى الضرائب المستحقة.
ثالثاً: إرباك المرور وإغلاق الشوارع عندما تأتى سيارة التوزيع الضخمة لتوزيع البضائع، وعليكم أن تتصوروا الوقت الذى تستغرقه هذه العملية وما تحدثه من تكدس فى الشوارع، خاصة أن الذين يتولون هذا الأمر قد أصابهم داء البلادة واللامبالاة.. والتكدس فى مدينة كبيرة مزدحمة أصلاً يكون كارثة.
رابعاً: السجائر.. واللبان والبطاطس والكازوزة أرباحها ليست بالوفيرة.. خاصة أن غالبية الشعب المصرى لا تجد قوتها اليومى حتى تأكل الشيبسى وتشرب الكازوزة وتمضغ اللبان بالدرجة التى تجعل هذه الدولة الفاسدة توافق على نشر هذه الأكشاك بهذه الكثافة البغيضة.. الأمر الذى يدعونا إلى التفكير فى البضائع المحرمة قانونا والتى هى مصدر الدخل الوفير.
خامساً: فى حالة شرعية وجود بعض الأكشاك وحصولها على التراخيص اللازمة.. أليست لها مواصفات ومساحات ملزمة وأيضا أماكن محددة، بحيث لا تقطع الطريق أو تشوه الشكل العام للمدينة؟ وعليه نسأل السادة الذين بيدهم أمر هذه الكارثة العشوائية والفوضوية.. هل أصدرتم التراخيص القانونية بأن تباح الأرصفة لتكون منافذ لبيع الكازوزة والبطاطس.. حتى نسألكم ما هو العائد عليكم لأننا نعرف ما هو العائد على هذه الشركات.. إنه احتلال بغيض ومؤسف ومدمر ولا أعرف كيف يصمت جهاز التنسيق الحضارى على هذا العدوان الذى تقوده وتموله شركات كبيرة وتحميه بالأشداء من البلطجية.. إنه عمل من أعمال عصابات الشوارع التى يتولى أمرها الأشداء من محترفى الجريمة.. يجب أن تكون هناك وقفة جادة من الناس لأنه لا أمل على الإطلاق فى حكومة أو مجلس عسكرى أو مجلس شعب حتى..
لأنهم جميعاً لا يقدرون على صد الفوضى القاسية التى خربت البلاد فصرعتها وجلست على جسدها المنهك.. وعلينا أن نتذكر جيداً أن الأوغاد الذين دمروا الأرض الزراعية وقطعوا زرعها وأحرقوه فى غياب الدولة، والهوان الذى تعيشه قد سبقوا الأوغاد الذين يدمرون المدن الآن بهذه العشوائيات التى تخالف القانون وتعتدى على حق المواطن أولاً والدولة ثانياً.. ومن أجل ثراء الأثرياء وجر الوطن إلى التخلف والمزيد من الفوضى والعشوائية.. وأعلم أن هناك من سيقول هل هذا وقته؟ إحنا فى إيه ولا إيه؟.. البلد غرقانة فى شبر مايه.. خلى الناس تاكل عيش.. والحقيقة أن الجاتوه تأكله الشركات الكبيرة والناس لا تجد العيش.. وبالمناسبة عندما أشاهد الإعلان التليفزيونى الذى يعرض فيه شاب بحماس شديد.. مصر محتاجاك.. اشرب بيريل.. أقدر نتائج الثورة وما آلت إليه.
الكابوس
قبل أن أنام دائماً أقرأ سورة الإخلاص قدر ما استطعت، ثم أتلو الشهادتين.. ثم الدعاء «سبحانك ربى لا إله إلا أنت إنى كنت من الظالمين» واستسلم للنوم، ولكن منذ شهور قليلة مضت غابت عنى الأحلام وحلت محلها الكوابيس التى لا ترحم.. أشكو همى لأقرب الأصدقاء، فأجد أن ما يحدث لى يحدث لهم.. وقد أصابنى كابوس رهيب وخانق.. وعندما تأملت تفاصيله قررت أن أحكيه، فقد لا يكون كابوساً فى القريب العاجل بل ربما يكون واقعاً مريراً ومرعباً وهزيمة جديدة ومنكرة..
رأيت ثلاثة من شباب كتائب القسام بقطاع غزة يطلقون صاروخاً محلى الصنع على إحدى المستعمرات الإسرائيلية الملاصقة للقطاع.. الصاروخ يسقط فى مزرعة ويصرع بقرة إسرائيلية.. إنها بقرة إسرائيل المقدسة.. تنطلق الطائرات بكل أنواعها.. وتندفع الدبابات والعربات المجنزرة وحاملات الصواريخ فى هجوم كاسح شرس ومتوحش، يهدم ويحرق ويقتل والناس لا حول لهم ولا قوة ولا أحد يوقف العدوان.. يهربون من الموت والدمار الذى يطاردهم ويلاحقهم فى جنون وحشى.. ادخلوها بسلام آمنين.. إنها أرض مصر.. أرض الأخوة والأشقاء فى الدنيا والدين وبيوتهم بيوتنا.. شعب غزة بكامله يقطن سيناء.. والعدو الصهيونى يستولى على القطاع، يهدم المساجد والمعالم العربية ويقيم المستعمرات.. العالم كله يرسل الأغذية والأدوية والأغطية لأهل غزة على الأرض المصرية.. إسرائيل تعلن ضم القطاع إلى الأرض التى سبق أن استولت عليها.. يفيق بعض أهل مصر من غفلتهم ويصرخون.. هذه أرضنا.. المجتمع العالمى يحاول حل المشكلة بالتفاوض.. الغضب يشمل أهل مصر جميعاً..
لابد من تحرير البلاد.. يجتمع مجلس الشعب الموقر دائما وأبداً فى شكله الجديد.. يقول ممثل الأغلبية بصوت جهير.. بلاد الإسلام لكل المسلمين والمسلم له حق العيش على أى أرض مسلمة.. وأهل غزة إخوة لنا فى الإسلام، وعلى المسلم نصرة أخيه المسلم.. فى ذات الوقت إسرائيل ترسم حدودها على الخرائط من جديد.. وتبنى المواقع العسكرية استعداداً لزحف جديد.. يا له من كابوس!

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

TNA Lockdown 2008 Awesome Kong & Raisha Saeed vs Gail Kim & ODB

عودة إعلام ما قبل 25 يناير


وائل قنديل - الشروقكان إعلام مبارك واحدا من أسباب اشتعال ثورة 25 يناير، حيث الغياب التام للمهنية والأخلاقية معا، ويمكن القول بشكل أو بآخر أن الإعلام والأمن مثلا جناحى النظام الذى قامت من أجل إسقاطه الثورة.

ولم يكن غريبا أن تطهير الإعلام كان مطلبا رئيسيا للمصريين بعد إزاحة المخلوع، ذلك أن الثوار أدركوا بوعيهم الفطرى أنه بدون إعلام محترم، فإن هذه الثورة فى خطر، وقد تحققت مخاوف الجميع فى محطات عديدة، أبرزها المهزلة التليفزيونية، أو قل الجريمة الإعلامية التى ارتكبها الجنرال ماسبيرو ليلة دهس المصريين بالمدرعات.

وقد أدركت القوى الكارهة للثورة هذه الحقيقة مبكرا فعملت على زرع الساحة الإعلامية بالألغام، وقنابل المسامير، فى إطار عملية خنق الثورة وإجهاضها، فى استعادة واضحة للنظام السابق.

وما جرى فى قناة النيل للأخبار مؤخرا يكشف بجلاء أنهم عازمون على ملاحقة الثورة وضربها فى كل مساحة ضوء تستطيع الوصول إليها، حيث قرر جنرال الإعلام الجديد القيام بعملية تطهير عكسية لكل ملامح الثورة فى القناة، بتعيين قيادات تنتمى قلبا وقالبا إلى نظام مبارك، مما دفع بالعاملين فى القناة إلى الصراخ ضد تحويلها إلى قناة رسمية لمعسكر العباسية ناطقة باسم الثورة المضادة.

وحسب مذكرة رفعها العاملون فى «النيل للأخبار» إلى اللواء وزير الإعلام فإن تعيين مذيعة كارهة للثورة وناشطة ضدها يمثل ضربة لقناة كانت أقرب لاستعادة مصداقيتها لدى المشاهد، ويقول المعترضون فى خطابهم للوزير: «نحن الموقعون أدناه نسجل لدى سيادتكم اعتراضنا الشديد على اختيار السيدة معتزة مهابة لأى منصب فى قناة النيل للأخبار وذلك لعدة أسباب:

أولا: السيدة معتزة مهابة ــ وهى حرة فى اعتقاداتها وتوجهاتها ــ تمثل نموذجا صارخا للثورة المضادة من خلال أحاديثها المباشرة معنا والتى ترفض فيها الاعتراف بالثورة المصرية أساسا وتخوين جميع المعترفين والمؤيدين بها. كما أنها عضو مؤسس فى جروب آسفين ياريس، وجروب نكسة 25 يناير على فيس بوك وهو معلوم للجميع، كما أنها تعلن عن هذه الآراء فى برامجها المناهضة للثورات العربية بشكل عام، وهو ما يضر بمصلحة ومصداقية القناة فى الفترة المقبلة التى تحاول أن تبنى جسرا للتواصل مع المشاهد من الحيادية لتعود ريادة التليفزيون المصرى من جديد».

وواضح تماما أن السيد اللواء الوزير لم يعر اعتراضات العاملين فى القناة أى اعتبار، ذلك أن العداء للثورة بات معلنا وسافرا، من أعلى مستوى فى السلطة إلى القيادات الصغرى، وبالتالى يمكن القول إن مرحلة جديدة بدأت فى الإعلام الحكومى تعتمد على الهجوم المكثف، والضرب فى سويداء القلب بالتعبير الأمنى الشهير.. بالتوازى مع حرب سياسية وأمنية تشن بأكثر الأسلحة فتكا، ضد قوى الثورة المتمسكة بإكمال مسيرتها.

إنهم يعيدون أجواء ما قبل 25 يناير الماضى، ويجترون الأكاذيب ذاتها عن المخططات الأجنبية، ويصنفون كل من يعترض على هذه المهزلة باعتباره عميلا ومأجورا.

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

استغاثة قناة النيل للأخبار - وهل يوجد ثورة؟


المصرى اليوم  بقلم   خالد منتصر    ٢٧/ ١٢/ ٢٠١١
وصلتنى رسالة من العاملين بقناة النيل للأخبار بتوقيع عدد كبير منهم، اعتراضاً على تعيين السيدة معتزة مهابة فى منصب قيادى بالقناة رغم أن هناك من هم أقدم منها، ومصدر الاعتراض الأساسى ليس الأقدمية فقط، ولكن إحساسهم بأن التليفزيون مازال على قديمه!
يعمل بنفس الآلية والمنهج وكأنه لم تحدث ثورة فى أرض المحروسة، فالوزير ترك الجميع واختار الوحيدة التى تهاجم الثورة على طول الخط، بل أسست جروبات على «فيس بوك» ضدها وتعلن ذلك فى برامجها، وهذا الاختيار له دلالة، وهى أن كل شىء كما كنت فى التليفزيون المصرى، وللسيد وزير الإعلام، وللسيدة معتزة حق الرد وإلى تفاصيل رسالة العاملين بقناة النيل للأخبار. تقول الرسالة: «نسجل لدى سيادتكم اعتراضنا الشديد على اختيار السيدة معتزة مهابة لأى منصب فى قناة النيل للأخبار وذلك لعدة أسباب:
أولاً: السيدة معتزة مهابة - وهى حرة فى اعتقاداتها وتوجهاتها - تمثل نموذجاً صارخاً للثورة المضادة من خلال أحاديثها المباشرة معنا، التى ترفض فيها الاعتراف بالثورة المصرية أساساً وتخوين جميع المعترفين والمؤيدين بها، كما أنها عضو مؤسس فى جروب (آسفين يا ريس)، وجروب (نكسة ٢٥ يناير) على (فيس بوك) وهو معلوم للجميع، كما أنها تعلن عن هذه الآراء فى برامجها المناهضة للثورات العربية بشكل عام، وهو ما يضر بمصلحة ومصداقية القناة فى الفترة المقبلة التى تحاول أن تبنى جسراً للتواصل مع المشاهد من الحيادية لتعود ريادة التليفزيون المصرى من جديد.
ثانياً: نحن جميعاً متوافقون على السيد أحمد سليمان، مدير إدارة البرامج السياسية بالقناة، الذى يقوم حالياً بالإشراف على البرامج وشؤون المذيعين، وهو شخصية تتمتع بصفة الأقدمية الإدارية عن الأستاذة معتزة مهابة، كما يحظى باحترام وقبول وشعبية من جميع العاملين بالقناة من مختلف وظائفهم، مما يصب فى مصلحة العمل الجماعى على خلاف الأستاذة معتزة مهابة، التى لا تحظى بأى شعبية أو قبول على الإطلاق، وبينها وبين الكثير من العاملين مواقف شخصية لم تنجح فى تخطيها على مدار سنوات طويلة من عملها بالقناة.
 وبناء عليه وفى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن فإن تولى الأستاذة معتزة مهابة أى مناصب قيادية بالقناة فى وطن به ثورة نظيفة نعتقد أنه أمر يثير الكثير من التساؤلات حول كيفية تقديم إعلام متوازن ومهنى ومحايد فى قناة تحاول أن تحظى بثقة المشاهدين. نحن فى حاجة إلى شخصية توافقية يتعاون معها الجميع لما فيه المصلحة العامة ولا يخل بمصداقية القناة لدى المشاهد المصرى الذى نحاول استعادته بصعوبة فى ظل رفض شعبى للإعلام الرسمى.
ونحن على ثقة فى رغبة سيادتكم فى استقرار العمل فى القناة فى أجواء ودية دون أى توترات تعطل مسيرة العمل فى المرحلة المقبلة».

الأحد، 25 ديسمبر 2011

الأداء الكارثى للمجلس العسكرى



المصرى اليوم
  بقلم   د. محمد أبوالغار    ٢٥/ ١٢/ ٢٠١١
لم أصدق ما رأيته ورآه الشعب المصرى كله من تصرفات المجلس العسكرى، التى انتابتها العصبية وسوء التقدير، وعدم القدرة على التصرف بحكمة.
أعلم جيداً ومن واقع خبرة مباشرة مع المجلس العسكرى أنهم يتمتعون بأدب جم ويحسنون الإنصات والاستماع لساعات طويلة للمجموعات الكبيرة من المدنيين، ولكنهم فى النهاية لا يجيدون اتخاذ قرار مبنى على ما وصلهم من كل قادة الفكر والسياسة والأحزاب والشباب، وكل ما كانوا يستمعون إليه يذهب سدى حتى شعر الكثيرون بأن هذه الاجتماعات أصبحت غير مجدية.
والوضع الذى أصبحنا فيه الآن هو بسبب المجلس العسكرى بدءاً من فشل المحاولات المتعددة للمجلس فى إيجاد توافق على صيغة للدستور القادم، أو قواعد اختيار اللجنة التى سوف تصوغ هذا الدستور، وكل المطبات المتتالية التى سبّبت قلقاً لدى المصريين جميعاً سببها عدم الاستجابة للنصح حتى أصبح المجلس فى مأزق، فهو بمثابة رئيس الجمهورية ولا يستطيع أن يفعل شيئاً.
الأمر الثانى هو فشل المجلس العسكرى فى إعادة بناء وزارة الداخلية لحفظ الأمن فى مصر، وهو ما أدى إلى فوضى عارمة فى البلاد، وكانت سبباً أساسياً فى انهيار اقتصاد وتدنى الدخل القومى من السياحة، حتى وصل الأمر إلى أن اتهم البعض المجلس بأن ذلك كان متعمداً، ولكنى لا أعتقد ذلك، وأعتبر أن السبب هو قلة الحيلة وعدم القدرة على ضبط الداخلية.
أما الأحداث الأخيرة فقد بدأت باختيار الجنزورى، وهو كان وزيراً ورئيساً للوزراء ما يقرب من عقدين فى عهد مبارك، ولم يلق اختياره قبولاً شعبياً، لكن فى النهاية تقبل معظمنا اختياره على مضض، وقيل إنه سوف يكون له سلطات رئيس الجمهورية، وثبت أن ذلك غير صحيح.
وكان الخطأ الأول للمجلس هو القرار بطرد مجموعة صغيرة من أهالى الشهداء معتصمة بجوار المجمع، بينما الميدان مفتوح بصورة طبيعية، وكان استخدام القوة المفرطة سبباً فى غضب شديد عند مجموعات كبيرة من الشعب المصرى ونزولهم لميدان التحرير، ثم بدأت معارك شارع محمد محمود، التى أدت إلى استشهاد عشرات من المصريين واستخدم فيها الغازات والخرطوش والرصاص الحى، وقد أدى ذلك إلى غضب أكبر فى الشارع المصرى، وعندما توقفت الشرطة والجيش عن ضرب المتظاهرين هدأت الأمور فوراً وبدأت الحياة تعود إلى صورتها شبه الطبيعية، وطالب الجميع بمحاكمات للمتسببين فى مقتل عشرات من المصريين وفقدان الكثيرين بصرهم، وهو الأمر الذى حدث فى ماسبيرو، ثم محمد محمود، ولم يستجب المجلس العسكرى، وبدأت الثقة فى المجلس العسكرى تنهار تماماً، وأصبح معظم الشعب يعتقد أنه هو سبب ما يحدث من فوضى فى مصر.
وبعد أن هدأت الأمور ولم يبق إلا حوالى مائتين من الثوار فى شارع مجلس الشعب بدأ المجلس يفكر فى طريقة لفتح الشارع، وكانت الطريقة الطبيعية هى اتخاذ قرار يكون له رد فعل إيجابى فى الشارع المصرى، مثل إلغاء محاكمات المدنيين أمام المحاكم العسكرية، والإفراج عن الثوار، الذين تمت محاكمتهم أمام المجلس، هذا القرار كان كافياً لأن تتجمع القوى الوطنية وتقوم بإقناع الشباب بفتح شارع مجلس الشعب، ويكون ذلك بداية لعقد مصالحة بين الشعب والمجلس العسكرى.
وقد تمت استشارة قوى وطنية، كنت أنا من ضمنهم، وكانت النصيحة هى البعد عن استخدام القوة، لكن لا أحد يستمع إلينا، وكانت الكارثة الأخيرة بالهجوم على الثوار ومن معهم بواسطة قوات الصاعقة والمظلات، واستخدام طرق بالية، مثل إلقاء الطوب والرخام عليهم من فوق أسطح مجلس الشعب ومجلس الوزراء.
أدى ذلك إلى تجربة مريرة واستشهاد مجموعة أخرى من الشباب وإصابة الكثيرين، واحتراق المجمع العلمى المصرى، واستمر الجيش لعدة ليال فى الهجوم على الثوار، الذين اختلط بهم بعض الباعة الجائلين وبعض أطفال الشوارع أو العاطلين.
كل هذا العك سببه أن المجلس العسكرى لا يستمع لأحد.. لو أن المجلس كان قد استمع لآراء مهمة بعمل مجلس رئاسى يضم بعض الشخصيات المدنية المحترمة منذ أول الطريق لكنا الآن فى وضع أحسن بكثير، وكنا عبرنا المرحلة الصعبة دون خسائر بشرية وبأقل الخسائر المدنية.
وأمس، استمعت إلى وزير العدل وهو يلقى بياناً يعدد فيه بعض الوقائع التى لا تعنى شيئاً على الإطلاق إلى أن تثبت أهميتها وصحتها وخطورتها، وقال أيضاً إن بعض منظمات المجتمع المدنى تلقت أموالاً من الخارج، والجميع يعلم أن هناك عدداً كبيراً من هذه المنظمات تتلقى أموالاً من الخارج بصفة رسمية وقانونية، وأعتقد أنه ليس من مقام وزير العدل فى دولة مصر أن يلقى هذا النوع من البيانات، ويجب فقط الإعلان عن حقائق واضحة عليها دلائل تكفى لإحالتها إلى المحكمة، وهذا لم يحدث وفى الوقت نفسه لم يذكر وزير العدل شيئاً عن الذين قتلوا بالرصاص، ومن المسؤول أو المتهم بذلك.
كنت أود أن يكون بيان وزير العدل عنواناً للحقيقة والعدل، وللأسف لم يكن كذلك، وأثار استفهامات وتساؤلات أكثر من الإجابات.
لا أحد فى مصر سعيد بالفوضى والتسيب الأمنى ومحاصرة أقسام الشرطة وخطف السيارات والأطفال وطلب الفدية وقطع الطرق السريعة بالعصابات المنظمة، ولا أيضاً اختلاط البلطجية والبائعين وأطفال الشوارع بالشباب الثائر.
الموقف الآن أصبح كارثياً، وعلى المجلس العسكرى أن يرتب أمره للعودة إلى ثكناته فى أقرب فرصة ممكنة، وخلال هذه الفترة ربما يكون المجلس الرئاسى فكرة جيدة يمكن العودة إليها وتنفيذها لإنقاذ ما تبقى من مصر.

السبت، 24 ديسمبر 2011

مليونية الدفاع عن شرف الجندية لوائل قنديل بالشروق- رائعة

لا يوجد شعب فى العالم يحب جيشه ويحترمه مثل الشعب المصرى، واقرأوا التاريخ جيدا وتوقفوا عند ثورة أحمد عرابى، الضابط زعيم الفلاحين، ثم ثورة يوليو أو حركة الضباط عام 1952، وفى الثورتين كان الشعب حاميا للجيش.

ومن هنا تبدو محاولة تشويه ثوار الشعب المصرى الآن بأنهم يريدون هدم الجيش وتقويض الدولة عملا سخيفا وادعاء مضحكا، فالمتظاهرون فى الميدان الآن ينزلون ضد أداء سياسى باهت ومتهافت للسلطة السياسية «المعسكرة» ولم يكن نزولهم ضد الجيش المصرى.

غير أن المؤسف فى المشهد كله هو هذا التعامل العنيف إلى حدود تجاوز الإنسانية من قبل الجنود والضباط ضد المتظاهرين والمتظاهرات، وتبريرات المجلس العسكرى لهذا العنف الإجرامى فى أحيان كثيرة.

لقد قالوا «اسألوا الظروف» وقد سألناها فوجدنا أنها ليست أشد وطأة من تلك الظروف التى مر بها الجندى المصرى البطل سليمان خاطر عام 1985، وللتذكرة فقد وضع المقاتل ابن مصر تحت ضغوط نفسية وأخلاقية لا يتحملها بشر فى مواجهة قطيع من الصهاينة استهانوا بكرامة الجيش المصرى وانتهكوا أراضى سيناء، رافضين الالتزام بتعليمات تمنعهم من دخول منطقة عسكرية كان سليمان مكلفا بحراستها.. وتنفيذا للتعليمات العسكرية اضطر سليمان لإطلاق الرصاص على الصهاينة بعد أن أبلغهم بأنه ممنوع الاقتراب بلغتين.

لقد قتل سليمان عدوه تنفيذا للتعليمات وحفاظا على شرف العسكرية المصرية فماذا جرى معه؟

أحالته بلاده التى حمى ترابها من الدنس الصهيونى إلى المحاكمة العسكرية، وتعرض لأبشع أنواع القتل المعنوى من صحف حسنى مبارك (راجع أرشيف مجلة المصور فى عصر مكرم محمد أحمد)، حيث وصفه إعلام السلطة بالمجنون، وانتهت قصة سليمان بإعلان رسمى عن انتحاره داخل زنزانته.

ولكن مظاهرات الغضب الشعبى العارم فى ذلك الوقت قالت إن سليمان قتل ولم ينتحر، وحتى يبين التاريخ إذا ما كان قد قتل أم انتحر أم انتحروه، فإن المهم هنا أن نقارن بين رد الفعل الرسمى معه، وبين رد الفعل مع الجنود والضباط الذين ظهروا فى لقطات مصورة يمارسون فيها القتل والسحل لثوار وثائرات مصر.. فهؤلاء الذين خدشوا بهاء صورة الجندية فى وجدان المصريين، تلقوا التحية من اللواء عادل عمارة عضو المجلس العسكرى فى مؤتمره الصحفى، رغم أن المقتولين والمسحولات لم يكونوا صهاينة، بل مصريين ومصريات ممن انتفضوا دفاعا عن الجندى سليمان خاطر، وحين قتل الصهاينة جنودا مصريين على الحدود فى شهر رمضان الماضى.

ومن هنا لا يصح أبدا أن يلجأ بعض الكتبة الكذبة إلى محاولة تشويه ثوار الميدان من باب أنهم يعادون الجيش ويريدون هدمه وتعريض من مصر القومى للخطر والهلاك.. ذلك أن جزءا من غضب هؤلاء نابع من حرصهم على صلابة وكرامة الجيش المصرى، وعدم امتهانه بتشغيله فى أعمال حراسة منشآت أو تنظيم مرور أو خلافه.

إن من مصر القومى تحميه وتصونه هذه الجموع التى تحتشد فى الميادين منذ 25 يناير وحتى الآن.

أنور وجدى هو اللهو الخفى لثورة اللوتس



المصرى اليوم  بقلم   د. وسيم السيسى    ٢٤/ ١٢/ ٢٠١١
هذه الأيام المباركة، الثورة مستمرة، رد الكرامة، بنات مصر خط أحمر، سحق عظام شباب الثورة خط أحمر، هتك أعراض بناتنا ونسائنا بكشف العذرية، دم أحمر، وهؤلاء الذين يدافعون عن هذه الجرائم أقل ما يوصفون به أنهم منافقون، وللمنافقين وجه سميك غليظ، وقفا أشبه بقفا الحمار، وعيون فيها الذلة والصغار، يظنون أنهم يخدعوننا بالاستقرار والاستثمار، ونحن نعرفهم أكثر مما يعرفون أنفسهم، يخرجون علينا فى الفضائيات كأنهم أسود، وليس لهم من الأسد إلا جلده، وهم فى الداخل قطط صغيرة تموء، تطلب كسرة من خبز على موائد السلطان.. يا للعار!
هؤلاء هم الانتهازيون والمغيبون، والمغسولة عقولهم بالريالات والدنانير والدولارات، هؤلاء هم العرائس المعلقة بخيوط فى أيدى الصهيونية العالمية: الولايات المتحدة، إسرائيل، الدول الخليجية، هؤلاء هم الجراد الذى يريد أن يأكل أخضر ويابس مصر.. ولكن هيهات!
هل قرأتم تقرير البرلمان الأوروبى منذ بضع سنوات عن العنف ضد المرأة؟! إليكم فقرات منه: «إن اضطهاد المرأة هو اضطهاد للطفل، واضطهاد الطفل اضطهاد للمستقبل، مستقبل أى أمة»، وعرّف العنف بأنه اعتداء باللسان أو اليد أو الجنس، وبناتنا وشبابنا تعرضوا لكل هذا، أضف إليه الغازات، قنابل المولوتوف، الرصاص الحى! ضاع المئات من زهرة شبابنا، لم يحاكم فرد واحد ممن اعتدوا.. هل رأيتم جبروتاً أعظم من هذا الجبروت، أو احتقاراً لهذا الشعب الطيب المغلوب على أمره أسوأ وألعن من هذا الاحتقار؟!
إننا نستلهم هذه الأيام ثورة المرأة فى ثورة سعد: هدى شعراوى، سيزا نبراوى، صفية زغلول التى رفعت الخمار من على وجهها، فكان إيذاناً لمصر كلها بالانطلاق، وخرجت الأغانى الشعبية تعبر عن هذه الحقبة الذهبية المباركة، منها أغنية تقول:
«تفضلون سعدان - الرجل - علينا ليه.. ده إحنا شطارة وشاطرين، معانا شهادات ودبلومات.. ونعرف بولتيكا بالسبع لغات، هو سعدان أحسن مننا فى إيه!».
من المسؤول عن تدمير هذا الشعب وشق وحدته وتوحده؟ بالاستفتاء ١٩ مارس مرة، والعباسية فى مقابل التحرير مرات، وهيكل مع رشا فى كارثة كانت مقبلة لولا مخزون هذا الشعب الحضارى، هل هو اللهو الخفى الذى صوره جلال عامر فى عبقرية نادرة حين قال: «اللهو الخفى هو الحبيب المجهول فى أغنية ليلى مراد: كلام جميل.. كلام معقول، لكن حبيبى المجهول ليس فيك حاجة منه، وفى النهاية حين ترى أنور وجدى تقول: حبيبى.. أتاريك قاعد هنا جنبى.. تتلقى منى التعليمات!».. فمن هو أنور وجدى لثورة اللوتس.. ثورة ٢٠١١؟!
يقول روبرت دريفوس فى كتابه «رهينة خومينى».. هذا الكتاب لن يؤدى هدفه إلا إذا دخل جيمى كارتر، سيروس فانس، روبرت ماكنمارا، هنرى كيسنجر.. السجن!
وذلك لمخططاتهم الجهنمية، فى الإتيان بحكومات دينية أو عسكرية أو الاثنتين معاً، حتى يسهل التفاوض مع رجل واحد وليس برلماناً، والسبب الثانى حتى تتخلف هذه الدول فتعتمد على هذه القوى الشريرة، ويذكر الكتاب كيف أتوا بحسن البنا - إنجلترا - والخومينى - الولايات المتحدة - وبن لادن، وحماس، والبقية قادمة لهذا النفق المظلم.. ولكن هيهات!
أقسمت الأرض ألا تكتم سراً أو تشرب دماً أو تقبل عاراً، حتى تنتقم لنفسها منهم، ولا يظن من قتلوا شبابنا أو هتكوا أعراض بناتنا أنهم سوف ينجون بتوزيع الجريمة، لأن من أصدر الأوامر لم يفعل، ومن فعل عبد المأمور، ومن تغاضى عن محاسبة المجرمين، تغاضى تحت شعار السلام الاجتماعى، وكل هؤلاء سوف يأتى اليوم الذى نراهم فيه كـ«مبارك» وأولاده داخل القفص
وليس المستشفى الدولى ٧ نجوم.

لماذا يُهدر المجلس العسكرى سُمعته؟


المصرى اليوم  بقلم   د. سعد الدين إبراهيم    ٢٤/ ١٢/ ٢٠١١
منذ عشر سنوات أجرى مركز ابن خلدون استقصاءً للرأى العام المصرى عن ثقته فى المؤسسات العامة، وحظيت المؤسسة القضائية وقتها بالمركز الأول، تليها مُباشرة فى المركز الثانى المؤسسة العسكرية (الجيش)، ثم المؤسسة الدينية (الأزهر) فى المركز الثالث، فالمؤسسة الجامعية فى المركز الرابع. وجاء الإعلام وقتها فى المركز التاسع، ومجلس الشعب فى المركز العاشر (الأخير).
وحبذا لو قام مركز ابن خلدون أو صحيفة «المصرى اليوم»، باستقصاء مُماثل، لمعرفة ما طرأ من تغيير فى درجات ثقة المصريين بمؤسساتهم العامة، خاصة وقد قاربت ثورة ٢٥ يناير على إتمام عامها الأول.. وما زال العالم كله مُنبهراً بتلك الثورة، ومهموماً بتطورات الأمور فيها نحو مزيد من العُنف. وضمن ذلك ما صدم كثيراً من مُراقبى الشأن العلمى، لخبر احتراق مبنى «المجمع العلمى المصرى»، خلال المُصادمات بين الثوار الشباب وقوات الجيش والشرطة، فى قلب القاهرة، بين ميدان التحرير وشارع مجلس الشعب، وحيث توجد مجموعة مهمة من مبانى الوزارات والجمعيات.
وحينما يتم حصر خسائر مصر، فقد يسهل ذلك فيما أصاب الشعب من قتلى وجرحى، وما أصاب الاقتصاد من إهدار للثروة والإنتاج، وما أصاب المجتمع من تفسخ فى مؤسساته، ومن صراع بين طوائفه وطبقاته. ولكن سيكون من الصعب تقدير الخسائر الأدبية والمعنوية، ومنها ما لحق المتحف المصرى من سرقات، وما لحق مُقتنيات المجمع العلمى من احتراق. فرغم أن حياة البشر هى أغلى نعمة ربانية، إلا أن هناك ما يقرب من تسعين مليون مصرى، يتوالدون ويتكاثرون، ويُعوّضون وفياتنا. كذلك رغم أن آثار المتحف المصرى غالية، إلا أن من سطوا عليها، سيبيعونها، وستعود للظهور، إن آجلاً أو عاجلاً، فى أحد المتاحف العالمية الأخرى، أو عند تجّار التحف والآثار.
ولكن احتراق المُقتنيات التاريخية هو الخسارة التى لا يمكن أن تُعوّض. وهنا، نأتى إلى لُبّ هذا المقال عن مسؤولية المجلس العسكرى، وعما لا بد أن يلحق بسُمعته من خسائر، لا فقط لأعضائه كأفراد، ولكن للمؤسسة الكبرى التى يُمثلونها، وينتمون إليها، وهى المؤسسة العسكرية المصرية.
فحينما احتلت إسرائيل سيناء (١٩٦٧/١٩٧٣)، نبّه المؤرخون الإسرائيليون حكومتهم، إلى عدم المساس بالمُقتنيات التاريخية لدير «سانت كاترين». وفعلاً، رغم كل مباذل ذلك الاحتلال، إلا أن دير سانت كاترين ـ بسُكانه من القساوسة، ومُقتنياته من الآثار والمخطوطات تمت المُحافظة عليه تماماً، وذلك بشهادة رُهبان الدير، حينما زرناهم مع طُلابى من الجامعة، فى أعقاب تحرير سيناء، قبل ثلاثين عاماً. وهذا لم يمنع العُلماء والمؤرخين الإسرائيليين من التردد على دير سانت كاترين وتسجيل كل محتوياته. فهذه بالنسبة لهم أهم وأبقى من تسجيل أى مواقع عسكرية أو موارد اقتصادية.
ويحضرنى هنا حديث جرى بينى وبين الفريق مُنير شاش، أحد أبطال حرب أكتوبر، فى أعقاب تعيينه مُحافظاً لشمال سيناء، قال لى الرجل فى حضور طُلابى، إنه درس فى الكُلية الحربية، ثم فى كُلية الأركان، وفى دورات تدريبية مُتتالية كل جغرافية سيناء: جبالها، وتلالها، وممراتها، ووديانها، وشواطئها، وعيون المياه العذبة فيها، ولكن الشىء الذى لم يدرسه كضابط، هو أهل سيناء من البشر!
لذلك قرر الفريق المُتقاعد مُنير شاش لحظة تعيينه مُحافظاً لشمال سيناء أن «يدرس البشر»، بعد أن كانت دراساته السابقة عن «الحَجَرْ».
ولذلك كرّس الرجل الشهور الأولى من تسلمه مهام عمله كمحافظ، أن يملأ تلك الفجوة فى تعليمه ومعلوماته، بالقراءة المُكثفة، وبالزيارات الميدانية لكل قبائل وعشائر سيناء، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، فقد اكتشف الرجل أن التقسيم الإدارى لسيناء شىء، وطبيعة الحياة الاجتماعية القبلية شىء آخر، فالقبائل والبدو يتجولون، ويرتحلون، سعياً وراء الماء والكلأ، لقطعانهم من الإبل والماعز والماشية، وفى هذا التجوال اليومى والترحال الموسمى، لا تعنيهم الحدود الإدارية بأى شكل من الأشكال، وإن ولاءهم هو للقبيلة والعشيرة والقطيع، قبل أن يكون للدولة أو الوطن، أو الأمة ـ مهما قال المسؤولون فى القاهرة!
إن استطرادنا فى هذه النقطة عن الفجوات فى تعليم وثقافة أفراد المؤسسة العسكرية، هو لهواجسى حول معرفة وتدريب الجيل الحالى من أبناء هذه المؤسسة، وعما إذا كانوا بشجاعة المرحوم مُنير شاش، الذى اكتشف قصور معرفته ومعلوماته حينما تولى منصباً سياسياً، لم يكن قد استعد له. دارت هذه الأفكار والتساؤلات بخاطرى، أثناء حديث عابر مع مهندس مصرى شاب صادفته فى مطار «زيورخ»، يعمل فى شركة شِل للبترول، فى طريقه إلى مقر عمله بمدينة «هامبورج» الألمانية، واسمه خالد، وكان عائداً لتوّه من القاهرة، وحينما سألته عن الأخبار، كان حادث المجمع العلمى المصرى، هو أول الأخبار التى سردها، ودمعه مُحتبس فى عينيه..
ثم سألنى بصوت حزين: «هل نستحق هذا الذى يحدث لنا، ولتراثنا؟!» ورغم تأثرى بحزن هذا المهندس الشاب، إلا أننى حمدت الله أنه يوجد أمثاله من أبناء مصر الذين يُدركون عظمة تاريخهم، ويتألمون لما يُصيب تراث أجدادهم من خسائر وأضرار. ولعل المهندس خالد يفعل مثلما فعل الفريق مُنير شاش، فيدعو، ثم يعمل حملة لإنقاذ بقايا المجمع العلمى المصرى، وترميم مُقتنياته، وإعادة بنائه بنفس التصميم المعمارى، والذى كان سمة مُميزة لمعمار «القاهرة الخديوية».
إن هذه دعوة لمؤسستنا العسكرية أن تسدّ أى فجوات فى تعليمها ومعارفها عن المُجتمع والدولة فى مصر، أسوة بما فعله أحد أبنائها العظام، حينما تولى مسؤولية إدارة شمال سيناء، لذلك ما زال أهل سيناء يذكرون الرجل بالخير، ويترحمون عليه. فهل سيذكر أبناؤنا المجلس العسكرى بالخير.
وعلى الله قصد السبيل

We Wish You a Merry Christmas- Enya

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

لقاء هام مع الاستاذ ابراهيم درويش الفقيه الدستورى والاستاذوسيم السيسى وك...

شاهد السؤال الناري من محمود سعد وماذا كان رد وتحليل

النساء قادمون



المصري اليوم  بقلم   إسعاد يونس    ٢٣/ ١٢/ ٢٠١١
■ النساء قادمون.. مع الاعتذار لصديقى المؤلف المستنير الرائع عاطف بشاى.. فهو الذى كتب السيناريو والحوار لعديد من الأعمال التليفزيونية الناجحة.. «النساء قادمون» هو الجزء الثانى من ثلاثية النساء.. الجزء الأول كان «يا رجال العالم اتحدوا».. والثانى بعنوان «النساء قادمون».. وصحتها لغوياً النساء قادمات.. ولكنه قصد أن يكتبها هكذا وله فى ذلك غرض.. وأعتقد أنه آن الأوان أن يجلس ليكتب الجزء الثالث.. الذى أتخيل أن عنوانه سيكون: «الراجل اللى م العينة دى ياخد جنب بقى».
■ يبدو أن عاطف كان بشكل ما يتنبأ.. وأنا أوافقه.. فالنساء قادمون فعلاً.
■ فى الأسبوع الماضى حدثت صدمتان: الأولى موقعة البنت المسحولة.. والثانية هى المظاهرة النسائية الشهيرة.. أما عن البنت المسحولة التى تعرّت بفعل السحل والجرجرة ثم تم طحنها بالعصيان والبيادات من فريق من الأشاوس المدربين جيداً آكلى قروانة العدس العسكرى، خريجى فرق التدريب على قتال أعداء الوطن.. نسخ مكررة من أحمد زكى فى الجزء الأول من فيلم «البرىء».. فلم تكن الوحيدة، رغم تركيز الكل عليها، لأنها تعرت أثناء السحل.. كانت هناك نساء آخريات تم طحنهن وضربهن وإهانتهن والتحرش بهن، إن لم يكن الموقف أصعب، والستر واجب.. رأيت سيدة تخطت سن الشباب ومعروفة بأنها أم الثوار وهى تجر من شعرها وتُضرب بالشلوت والعصا على كل أجزاء جسمها وبالذات مؤخرتها.. رأيت الطبيبة التى رمى ابننا نور أيمن نور بجسده الهزيل عليها فتم سحق الاثنين معاً.. وأكم من فتيات خرجن من هذه الموقعة وهن مشوهات محطمات الأضلع مهانات الكرامة.. ولا أدرى إن كانت علاقاتهن بوطنهن مازالت قائمة أم أن الكفر بالأشياء قد بدأ يتسرب إليهن.. مع أمنياتى ألا يكون هذا قد حدث..
■ ولكن لأننا شعب ذو خصوصية متفردة.. فقد انطلقت التعليقات من حناجر مليئة بالفشار والبطاطس المحمرة تعلق على الحدث من داخل غرف مغلقة وأجساد مترهلة وكروش مهرهرة وحناجر مشغولة بالتجشؤ بعد لهط الشنجوتشات أمام التليفزيون وأصابع ملزقة بزيت القلية والمربى تطلق وابلا من اللعنات فوق مفاتيح الكومبيوترات على تلك التى تعرت.. ما هى غلطانة.. فقد كان يجب عليها التحوط وهى نازلة تدافع عن وطنها.. كان يجب أن تدلق صفيحة غراء على جتتها وتلبس لباس صعيدى وفانلة جوخ وتمسمرها فى لحمها.. مش نازلة تجاهد؟.. تشرب بقى.. فقد استنت دون أن تقصد أسلوبا جديدا فى مقاومة الثوار.. اللى حاتنزل بعد كده حانقلعها.. أطلق المشمئنطون صيحات الاستنكار ضد الأندر وير اللبنى.. دس الرجال الأشداء الغيورون على شرفهم أنوفهم فى اختيارات المرأة ماذا تلبس تحت العباءة.. يا صلاة النبى.. إيه الرجولة دى يا ضرغام إنت وهو؟؟.. واللى قالك إيه اللى نزلها وسط الرجالة.. واللى قال ما هما دول بتوع الخيام اللى بيضربوا بانجو وحقن.. واللى قال دول بلطجية وأطفال شوارع.. واللى ميّل عاللى جنبه وهمس.. بس ربك والحق البت مزة مزة يعنى.. هدير من الخيابة والسلبية والرعونة.
■ تأملت نساء الوطن اللى عندهم دم كل ذلك وهن يتعجبن: إيه القرف ده؟؟.. سيبناكوا يا رجالة تحلوا المشاكل.. ما شفناش غير حوسة ولبخة ودهولة وتردد وضيق خلق وكرشة نفس.. مخنوقين كلكوا من بعض والتخوين نازل على ودنه.. تحزبات ومؤامرات وتشويه رموز.. كلام زجزاجى.. المبدأ الذى يتم إرساؤه النهارده يتلحس بكرة.. والفتوى اللى تنزل بمنع شىء تبيحه اليوم التالى أول ما المصلحة تلعلع والأبيج يظهر.. كله بيتهم بعضه بعلاقات مع الأمريكان، وكله بيسلم عليهم من تحت الترابيزة.. وصلت للإسرائيليين كمان.. كله حاطط ديل الجلابية فى سنانه ومشمع الفتلة على المصلحة.. كثير من اللعاب يسيل.. فصيل كبير مفيش فى دماغه حاجة غير: كيف سأقمع غيرى أول ما أأنتخ عالكرسى.. وأولهم نص المجتمع ده.. إزاى حاحجبه وأنقبه وأجعل منه قطيع من المواعين يتم تعبئتها وتفريغها بأوامر صريحة قاطعة.. وبعد كل ده لما ننزل ندافع عن وطنا وأسرنا ومجتمعنا الذى نعول ثلاثين بالمائة من أسره.. يتقال علينا كده؟؟.. المحصلة.. قطاع كبير من المجتمع يتصف بالنطاعة حقيقة.. أما القطاع الآخر المستنير.. فهو ده الضهر والسند الحقيقى.. لدينا رجال نفخر بهم.. ولدينا رجال لا يقال لهم سوى: اتاخر إنت بقى شوية فالنساء قادمون.. يمكن يعدلوا المايلة اللى جبتوا أكتافها الأرض.
■ النساء قرفانون.. محبطون.. زهقانون.. مقررون إن كفاية خيابة كده بقى.. المظاهرة ما هى إلا مقدمة.. نحن قادمون.
■ فاصل من الحديث اليومى لأبناء الوطن الواحد:
■ إنت مش فاهم حاجة.. عليا النعمة إنت اللى مش فاهم حاجة.. ما إنت لو فاهم حاجة ماكنتش قلت اللى قلته ده.. طبعا.. أصل إنت اللى فاهم قوى.. طبعا أنا فاهم أمال إنت اللى فاهم؟؟.. أنا أفهم منك ومن اللى خلفوك.. طب فاهم ايه؟؟.. اللى إنت مش فاهمه.. يا أخى والله انتوا اللى ضيعتوا البلد بفهمكوا الضيق ده.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيكوا.. طب قسما بالله ما ضيع البلد غيركوا الله يلعنكم فى كل كتاب.. الله يلعنكم إنتم مع التانيين اللى مش فاهمين حاجة خالص بقى.. مصر منكم براء.. دى براء منكم إنتم.. ربنا يخفيكم فى نار جهنم.. إن شاء الله ربنا حايسمع دعانا.. لأ طبعا حايسمع دعانا إحنا بمحقكم وسحقكم داحنا واصلين يابنى إنت مش شايف شكلنا؟؟.. وإنتوا مش شايفين علمنا؟؟.. لكى الله يا مصر.. ما تجيبش سيرة مصر على لسانك.. مصر مبلية بيكم وبأشكالكم اللى طلعت علينا من البلاليع فجأة.. اسم الله عليكوا إنتوا اللى غرقتوها فى البكابورت.. ما تقولش كده على مصر.. مصر مصر.. مصر حاتفضل غالية عليا.. لأ عليا أنا.. إنت تيت.. إنت اللى ستين تيت.. حاغزك بالمطوة.. حاولع فيك بالمولوتوف.. تيت.. تيت تيت.. سارينة إسعاف.
■ مصر: جاتها نيلة اللى عايزة خلف.

صاحبة الرداء الأحمر التى حاولت إنقاذ «فتاة التحرير» لـ«المتظاهرين»: لا تتركوا حقكم


المصرى اليوم  كتب   بسنت زين الدين    ٢٣/ ١٢/ ٢٠١١
عزة هلال
نشرت شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية فيديو مسجلاً لسيدة تدعى عزة هلال سليمان، «٤٨ سنة»، تبين أنها المرأة التى كانت ترتدى زياً أحمر أثناء محاولتها إنقاذ الفتاة المحجبة، التى قامت قوات الشرطة العسكرية بتعرية جسدها أثناء الاشتباكات الأخيرة، وظهرت «عزة» فى الفيديو وهى تتألم، ولم تستطع التحدث طويلاً، لكنها قالت إن بلطجية كانوا مع العساكر والضباط اعتدوا عليهما بالضرب، ووجهت رسالة للمتظاهرين بألا يتركوا حقهم يضيع هباء، وأضافت: «هما بيعملوا فينا كده ليه؟!»
وعن واقعة تعرية الفتاة، قالت «عزة» لمراسل الشبكة إن أفراد الأمن نزعوا حجاب الفتاة، ثم ضربوها، مما دفعها إلى الجرى نحوها لإنقاذها وتغطية جسدها، إلا أن أفراد الأمن دفعوها على الأرض وضربوهما معاً، وبانتهاء الفيديو، قال مراسل الشبكة إن «عزة» كانت تدافع عن قضيتها فى وجه الجيش، والآن هى تحاول الكفاح من أجل الحياة.
واعتبرت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية المظاهرات النسائية التى اندلعت وسط القاهرة، للاحتجاج على استخدام الجيش العنف ضد النساء بمثابة «ناقوس الخطر بالنسبة للجيش، وتحذير شديد اللهجة، قد يؤدى إلى اشتعال الأمور بشكل أكثر ضراوة لو استمر فى استهداف النساء». فيما تظاهر عدد من المصريين المقيمين بالخارج أمام القنصلية المصرية فى نيويورك، أمس الأول، منددين بسياسات المجلس العسكرى فى إدارة شؤون البلاد.
وتضامناً مع الفتاة التى تعرضت للتعرية على أيدى قوات الأمن، قامت بعض المتظاهرات بارتداء زى مشابه للفتاة أثناء تعرضها للضرب، و«المصرى اليوم» تمتنع عن نشر صور المظاهرة التزاماً بالمعايير الأخلاقية للصحافة.

جراكن الكيروسين لا تزال تحكم مصر -لوائل قنديل بالشروق


هذه العبارة كتبتها فى مقالى المنشور يوم 22 يناير الماضى، قبل الثورة بثلاثة أيام «فى مصر وزراء ومسئولون بدرجة «جركن جاز» وآخرون بدرجة ولاعة أو عود ثقاب، بعض هؤلاء دخلوا عالم السياسة بالصدفة، وآخرون بالوراثة، وصنف ثالث بالمصاهرة والنسب.

كان ذلك تعليقا على أداء الحكومة المصرية وهى تتعامل مع انعكاسات المشهد التونسى على الأوضاع فى مصر، حين صم بعضهم أذنيه عن أصوات الغضب المتصاعدة حثيثا، وراح يصب الزيت على النار المشتعلة أصلا، متخذا قرارات ومقدما على إجراءات، وطارحا خطابا بائسا يزيد من الاحتقان.

إن وظيفة الحكومات فى كل دول العالم هى إدارة شئون البلاد على نحو يجعل قاطنيها أكثر اطمئنانا وسعادة، لكن فى مصر الآن سلطة لا تمارس سوى الترويع والتفزيع وإشاعة الرعب، وتأليب المواطنين على بعضهم البعض، مستخدمة فزاعات التدخل الخارجى والأساطيل الأجنبية المتوثبة للانقضاض على الوطن.. ولاحظ أن هذا الخطاب ذاته تردد على أوسع نطاق ليلة الخطاب الأخير للمخلوع، والذى انتظره الناس ليسمعوا منه اعتذارا عن الدماء التى أراقها نظامه، وإعلانا عن الرحيل عن السلطة، فإذا به يفجع الجميع بأنه مستمر وجاثم على صدورهم.

وأذكر فى تلك الليلة الحالكة أن منصات التوك شو امتلأت براجمى الثوار بمقذوفات الكلام الكاذب عن الأمن القومى المهدد، والبوارج الحربية المتربصة بنا فى المياه الإقليمية، ويطالبون المعتصمين أمام القصر الرئاسى بالعودة إلى منازلهم لأن الرجل «الرئيس» فعل ما عليه وزيادة، بل ويتهمونهم بإضاعة البلاد والعباد إن أصروا على رحيله عن السلطة.

ولعلك تذكر أنه فى صباح اليوم التالى رحل المخلوع عن السلطة، ولم نسمع أن الأعداء دخلوا مصر واحتلوها، كما أشاع قناصة التوك شو، ولم نر دبابات الناتو تمرح فى شوارع بلادنا، ولم يهتز الأمن القومى كما حاولوا إقناعنا.

والآن يتكرر الخطاب نفسه، بالعبارات والألفاظ ذاتها تقريبا، عن مؤامرة أجنبية لإسقاط مصر واحتلالها، بمناسبة الدعوات المتصاعدة لجمعة «رد الاعتبار لحرائر مصر» والاستعداد لفعاليات يوم 25 يناير، مرور عام على الثورة، ولو دققت جيدا فى الكلام ستكتشف أنه أرشيفى معاد إلى درجة الملل.

إن الذين يطلقون هذه الموجة العاتية من التخويف والترهيب يدركون جيدا أن كائنا من كان لا يجرؤ على التفكير فى الاقتراب من حدود مصر، لأنه يدرك تماما أن فى ذلك هلاكه، وأن ثمانين مليون مصرى جاهزون لالتهام أى مغامر يفكر فى العبث بوطنهم وأمنه.

لكنها الطريقة القديمة فى الاحتفاظ بالحكم عن طريق إشاعة الخوف بين المحكومين، وهى طريقة بليدة وبائسة، تعبر عن عجز وعدم كفاءة للإدارة، ذلك أن دور الإطفائى هو محاصرة الحريق والسيطرة عليه، وليس الاكتفاء بصناعته وتقديم وصف تفصيلى لخطورته وبشاعته.

توقفوا عن اللعب بالنار وارحموا شعبا عريقا لم يعرف فى تاريخه احترابا أهليا، ولا تصغروا وطنا كان وسيبقى كبيرا.