مقابلة مع الرئيس بقلم د. محمد أبوالغار ٢١/ ٨/ ٢٠١٢ بالمصرى اليوم

بدعوة من الرئيس يوم الخميس الماضى اجتمعت مجموعة من الأحزاب والمجموعة الوطنية الديمقراطية، وقد تحدث د.مرسى عن موضوعين مهمين لقيا قبولاً من الجميع أولهما أن الدولة جادة تماماً فى إنهاء الإرهاب فى سيناء، والأمر الآخر هو عدم وجود أى تفكير عند الرئيس للمساس بالقضاء. ثم بدأ الحضور يقولون آراءهم، فطالب د. أيمن نور باستخدام سلطة الرئيس التشريعية فى زيادة ٥٠ عضواً فى الهيئة التأسيسية للدستور، وذلك لتعديل العوار الكبير فى نسبة تمثيل القوى السياسية والمهنية، وتحدث أيضاً عن الإفراج عن المحبوسين فى القضايا التى صاحبت الأحداث بعد الثورة، وقد عارض المهندس أبوالعلا ماضى أى إضافة لهيئة كتابة الدستور، وطالب د.البلتاجى بإمكانية إضافة حوالى ستة أعضاء يتم التفاوض معهم لإصلاح جزئى للخلل الموجود، وتحدث الكثيرون فى موضوعات مختلفة، ولاحظت غياب د. أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، وعلمت أنه لم تتم دعوته لهذا اللقاء وهو أمر غريب، وقد علق أحد الحضور على عدم دعوة د. رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، وطالب بنسيان أى خلافات سابقة. وقبل انتهاء اللقاء صاح د. علاء الأسوانى معترضاً على عدم إعطاء الكلمة لأربعة من الحضور، بالرغم من أنهم طلبوها وهم د. علاء الأسوانى والأستاذة سكينة فؤاد ود.عمرو حمزاوى ومحمد أبوالغار، فأعطى د. مرسى الكلمة للأربعة وتكلم الأسوانى عن حرية الصحافة والقنوات الفضائية واعترض على إغلاق قناة الفراعين، وقال إنه شخصياً رفع قضية ضد عكاشة ولكنه يوافق على حقه وحق الآخرين فى حرية الإعلام، واعترض بشدة على مصادرة صحيفة الدستور، ثم تحدث عن انتماء الرئيس إلى جمعية الإخوان المسلمين وهى غير مرخصة ولا أحد يعرف عن نظامها أو تمويلها أو حساباتها شيئاً وهذا مخالف للقانون والأصول. وانتقل إلى الأوسمة التى منحها الرئيس لنفسه، وقال مرسى إن هذا أمر روتينى لجميع الرؤساء حتى يمكنهم أن يمنحوا هذه الأوسمة، وأعتقد أنه كان على مرسى إلغاء هذا القانون الغريب ورفض الأوسمة، واعترض الأسوانى أيضاً على منح أوسمة للمشير طنطاوى والفريق عنان. وتحدثت الأستاذة سكينة فؤاد عن الحريات العامة وحرية الإبداع، وفى الاتجاه نفسه تحدث د. عمرو حمزاوى ولكن بعض الحضور أيد تقييد الإعلام إذا حدثت تجاوزات، ولكن القضية هى من الذى يحدد ما هى التجاوزات وما هو مستواها، كلها عبارات مطاطة سبق استخدامها من كل الحكام الديكتاتوريين والفاشيين فى العالم كله. وكنت آخر المتحدثين وبدأت أيضاً بالخوف الشديد على حرية الإعلام وحرية الإبداع وقلت إن التجاوزات فى حرية الإعلام يجب أن تحل بالمزيد من الحرية، وهذا هو صمام الأمن الأساسى لمنع الفساد والاستبداد. ثم تحدثت عن قضية تهجير الأقباط من قراهم عند أى حدث طائفى، وهو أمر حديث فى تاريخ مصر ويخالف القواعد الإنسانية العالمية التى قد تعرضنا لعقوبات دولية، وإذا وافقنا على هذه الانتهاكات فلماذا إذن نحتج على نقل المسلمين فى البوسنة والفلسطينيين من أراضيهم، وقلت للرئيس إن هذه مسؤوليته الشخصية وطلبت منه أن يكلف أحد مساعديه بالاتصال بى لعرض تصور عن حل المشكلة ووعد بذلك. ثم تحدثت عن الجمعية التأسيسية للدستور وقلت إن اللجنة يرأسها مستشار شديد الاحترام وبها مجموعة وطنية محترمة ولكن الجمعية بوضوح شديد لا تمثل كل المصريين، واقترحت أن تكون الموافقة على قراراتها بنسبة ٧٠% وأن تكون نفس النسبة فى الاستفتاء لأن الدستور يحتاج إلى توافق مجتمعى كبير. وتحدثت عن أمن سيناء وطالبت بفتح المعبر بنفس قواعد مطار القاهرة بعد الانتهاء من تدمير جميع الأنفاق والتأكد من ذلك من الناحيتين المصرية والفلسطينية بالتعاون مع حماس. وتحدثت أخيراً عن قانون الانتخابات وأنه يجب أن يكون عليه توافق مجتمعى وسياسى وأن يأخذ وقته فى الصياغة. أرجو أن يستمع الرئيس لرأى من دعاهم.. نحن فى موقف حرج داخلى، أمنى واقتصادى، وخارجى بين مشكلة مياه النيل والوضع فى سيناء والعلاقات مع إسرائيل وأمريكا وغيرهما. مصر كلها يجب أن تجتمع على قلب رجل واحد لنعبر هذه المشاكل وعلى جماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسى أن يعرفا أنهما لن يستطيعا أن يحلا مشاكل مصر وحدهما. قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.