الطريق إلى «مبارك» يبدأ من «الهانم»، جملة كانت كفيلة بتعيين وزراء وإقالة محافظين، ورفع البعض إلى خانة «المليارات» دون أدنى عناء!. كل راغب سلطة أو ثروة عرف جيدا كيف يطبق تلك المعادلة، ومن «البورصة» إلى «الفكر» كان للهانم رجال لم تمتد إليهم يد التطهير حتى الآن!!. كنا نتهكم على «الفقى» ونقول إنه يعرض لقطات قديمة من «مهرجان القراءة للجميع» قبل أن تأكل الشيخوخة ملامح «الهانم»، ونتندر على «فاروق حسنى»، الذى أهمل سياسات الثقافة وتفرغ لرسم خطوط أزياء الهانم!! أما مكتبة الإسكندرية فكانت درة التاج فى مجوهرات الهانم «الثقافية والفكرية»، لأنها وضعت «الهانم» فى مكانة عالمية غير مسبوقة بعد تعيينها رئيسا لمجلس أمناء المكتبة بتفويض من زوجها المخلوع. بدهاء شديد أدرك مدير المكتبة الدكتور «إسماعيل سراج الدين» شهوة الهانم التى لا تنقطع للشهرة، ولتقبيل الأيادى من الوزراء ورجال الأعمال.. وفى حين أقيل اللواء «عبدالسلام المحجوب» من محافظة الإسكندرية، لأنه لم يلبى طلب الهانم بهدم مستشفى الشاطبى، تمت مكافأة «سراج الدين» ببرنامج على تليفزيون الدولة لا يراه أحد.. لكنها سبوبة لزوم التلميع وخلافه!. نأتى إلى خلافه، من واقع شهادة الدكتور «يوسف زيدان»، مدير مركز المخطوطات، المنشورة فى مقال بعنوان: «النداء الأخير لإنقاذ مكتبة الإسكندرية».. ففى شهادته يقول «زيدان» إن الأوراق التى وجدها المتظاهرون ضد «سراج الدين» تدل على قيامه بتحويل أموال تخص «حركة سوزان مبارك» من بنوك مصر إلى بنوك سويسرا!.. وتلك كارثة تشبه كارثة ترك «زكريا عزمى» بقصر العروبة ثلاثة أشهر ربما يكون قد أعدم خلالها أدلة إدانة «مبارك» وعائلته !!. ولكن ما السر فى تجديد مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية التعاقد مع «سراج الدين»؟.. السر ببساطة مؤلمة هو أن «الهانم» لاتزال تترأس مجلس الأمناء ولم يقصها عنه المجلس العسكرى الحاكم.. ضع ألف علامة استفهام من عندك!!. إذن «الهانم» مازالت تتحكم فى بعض المؤسسات الثقافية وغيرها عن طريق ما يسمى «أبناء مبارك» أى جسد النظام السابق الذى لم تسقط إلا رأسه. بقاء «سراج الدين» ليس عنداً فى العاملين بالمكتبة فحسب، الذين يتظاهرون كل يوم لإقالة رجل اللجنة الثقافية بالحزب الوطنى المنحل، لكن بالمخالفة لأى منطق مهنى أو سياسى. فكيف يدير مؤسسة فكرية مهمة رجل ممنوع من السفر، تحقق معه النيابة فى حوالى ١٠٧ تهم، منها «التدليس»، حيث قام بتوظيف أموال المكتبة فى تأسيس شركات خاصة.. وتلك التهمة لم ينفها فى لقاء مع الإعلامى «يسرى فودة»!.. الدكتور «إسماعيل» يصل راتبه إلى «١٢٠ ألف جنيه» بخلاف البدلات، فى بلد قام بثورة لرفع الحد الأدنى للأجور. إنه نموذج مثالى للفساد الإدارى، فالرجل عين ٩٢٠ شخصاً بالإدارة الهندسية فى مؤسسة ثقافية، لزوم مهرجانات مؤتمرات العائلة المالكة والتى مازالت تحكم حتى الآن! المؤسف أن الدكتور «زيدان» يحذر من نقص كبير فى ميزانية المكتبة لهذا العام، قد لا يجد - معها - العاملون رواتبهم فى شهر أبريل القادم. نحن أمام كارثة حقيقية، رجل قرر ألا يسقط قبل إسقاط منارة ثقافية عالمية لن تتكرر، لأنه مؤمن بأن دولة الهانم لم تسقط بعد! |
المشاركات الشائعة
-
يا صديقي لست أدري ما أنا ** أو تدري أنت ما أنت هنا أنت مثلي تائه في غربة** و جميع الناس أيضاً مثلنا نحن ضيفان نقضيَ فترة ** ثم نمض...
الجمعة، 3 فبراير 2012
كل رجال «الهانم» بقلم سحر الجعارة بالمصرى اليوم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق