لمبروزو هو القائل: المجرم الحقيقى هو المجتمع، وما هؤلاء المساكين المقبوض عليهم، إلا أدوات هذا المجتمع فى تنفيذ جريمته!
كما قال أحد الفلاسفة: العقول العظيمة تناقش الأفكار، العقول المتوسطة تناقش الأحداث، أما العقول الصغيرة فهى التى تناقش الأشخاص.
ترى من هو المجرم الحقيقى وراء هذا الفكر الإرهابى العالمى الذى نعيش فيه؟!
ترى ما الذى يجعل روبرت دريفوس فى مقدمة كتابه: «رهبنة خومينى» يقول: لن يؤدى هذا الكتاب هدفه إلا إذا جيمى كارتر، برز نيسكى، كيسنجر، رمزى كلارك، سيروس فانس، دخلوا السجن!
كما يقول فى نفس المقدمة: لن يهدأ بال العالم، ولا الدول الإسلامية حتى تعيش فى سلام، إلا إذا انتهت جماعات الإخوان المسلمين، ومؤيدوها فى لندن، وجامعة جورج تاون فى واشنطن العاصمة، جنيف، مالطا، وسائر الدول التى يلجأون إليها.
توحد الشعب المصرى بثورة سعد زغلول ضد بريطانيا العظمى، فكان لابد من «فرق تسد» كما فعلت مع الهند، وها هى الثمار الشريرة تجنيها الآن! فلأول مرة يقتل المصرى أخاه!
وتتسلم أمريكا الراية من بريطانيا ١٩٥٢، وتبدأ الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى، فيكون مخلب القط: الإخوان فى مصر، الوهابية فى السعودية، الخومينى فى إيران، حماس فى فلسطين، حزب الله فى لبنان، القاعدة فى أفغانستان، الجهاديين فى باكستان، يلعبون بورقة الدين، كراسى الحكم للقادة، ووقود النار والجنة الموعودة للبسطاء المخدوعين، وأمير الشعراء فى الهمزية النبوية يقول:
أبوا الخروج إليك من أوهامهم
والناس فى أوهامهم سجناء
خلعوا شاه إيران بالإسلام السياسى لأنه كان وطنياً تحالف مع فرنسا وألمانيا بدلاً من إنجلترا وأمريكا، وحين بدأ مشروعه النووى، أتوا بالخومينى الذى حول الأبراج النووية للتبريد إلى مخازن للغلال! «رهبنة خومينى - روبرت ديفوس ص١٥».
لكن لماذا تدعم أمريكا الإسلام السياسى؟ للأسباب الآتية:
١- تحالف الإسلام السياسى مع الصهيونية العالمية! لم يُقتل يهودى فى كارثة البرجين أو مذبحة الدير البحرى أو فندق أوروبا بالهرم!
بل أخذ من الماسونية العمل السرى «د. سعدالدين إبراهيم»، ومن الماركسية اللينينية العمل التنظيمى.
٢- أمريكا فى قبضة الصهيونية العالمية «فولبرايت وقوله: كل ما تبقى لنا هو تغيير اسم نيويورك إلى Jewyork».
٣- سقوط أى دولة تحكم برجال الدين أو القوات المسلحة، وحين تسقط الدولة ترثها أمريكا بكل ثرواتها كالبترول فى العراق، فضلاً عن بقاء إسرائيل كقوة عظمى وسط خرائب العراق، سوريا، ولا قدر الله مصر!
روبرت دريفوس يقول: ليس هناك فى التاريخ الأمريكى فصل سوف يكتب مملوءا بالخيانة للقيم والمبادئ التى قامت عليها الولايات المتحدة الأمريكية مثل هذا التحالف والتواطؤ الإخوانى الأمريكى!
ألم يقل شارل ديجول: لقد انتقلت أمريكا من التخلف للانحطاط دون أن تمر بالحضارة! كما يحدثنا دريفوس فى كتابه الثانى «لعبة الشيطان Devil»s Game»، وكيف أن هذا الشيطان «أمريكا» برؤسائها المتعاقبين الذين فشلوا فى فهم الإسلام السياسى، فكانت النتيجة هذا الكابوس الذى يعيش العالم فيه الآن.
تقول الأسطورة المصرية إن الشيطان ست فقأ عين حورس، ولكن السماء أعادت لحورس عينه، لذا نقول: العين عليها حارس «حورس»! فقأ الإخوان عين مصر، ولكن الشعب مع السيسى أعادوا لمصر بصرها، وكما أهدت مصر للعالم نور الحضارة فى الزمن القديم، كذلك علمت مصر العالم فى الزمن الحديث قانون الأخلاق الذى يفتقده أوباما وأردوجان وميركل! ولكننا نعذرهم فكل واحد منهم وراءه مصائب وفضائح ورعب من المجهول، فالأول اشترى سيناء بأربعة مليارات من الدولارات، والثانى مرعوب من المصير المحتوم، والثالثة صوت سيدها عبر البحار! وأخيراً بعد عذاب دام سنوات:
أتى الدهر تائباً بعظيم.. من عظيم شعبه عظماء
من كالسيسى فى القادة حديثاً.. وللسيسى القلوب فداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق