المشاركات الشائعة

الجمعة، 26 يوليو 2013

ياسر رزق يكتب : السيسى.. الذى أعرفه ٢٦/ ٧/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم

لا أذكر أننى ترددت يوماً قبل أن أكتب بقدر ما أشعر الآن!
كلما أمسكت بالقلم لأسطر مقالى عن ثورة شعب توقعتها قولاً وكتابة، مقبلة كالقدر المحتوم، وعن غضبة جماهير كنت أرى وهج لهيبها من قبل أن أسمع دوى انفجارها، وعن نزول ثان للجيش كنت واثقاً أنه آت لا محالة، درءاً لفوضى، وصوناً لأمن وطن، وحماية لمقدرات شعب، وحفاظاً على تماسك دولة تلين مفاصلها وتتداعى.
كلما شرعت أن أكتب عن غروب نظام حكم بائس كفيف البصر، منزوع البصيرة، حذرت مراراً من أنه أصم، لا يسمع أجراس خطر تدق، وهو يندفع بالبلاد إلى طريق الهلاك، وعن أفول جماعة كنت أؤمن، رغم شهوتها للسلطة، وجشعها للتمكن، ونهمها للاستحواذ، أنها لن تعدو أن تكون - وقد كانت - جملة اعتراضية فى تاريخ الوطن.
كلما هممت بالكتابة عن ماض يأنف منه التاريخ، وعن مستقبل تبدو الطريق إليه وعرة محفوفة بألوان المخاطر، راودنى قلمى أن أكتب عن رجل كان مثار تساؤل المصريين حيناً، وموضع حيرتهم حيناً، ثم صار مناط أحلامهم، ومصدر إعجابهم.
■ ■ ■
التقيت أول ما التقيت باللواء أركان حرب عبدالفتاح السيسى منذ ٢٨ شهراً، بعد أسابيع من ثورة الـ١٨ يوماً، كان وقتها مديراً للمخابرات الحربية، جمعنا لقاء خاص ضم أيضاً ثلاثة من كبار قادة القوات المسلحة وثلاثة من كبار المثقفين، كانت هى المرة الأولى التى أتعرف عليه عن قرب، رغم ٢٥ عاماً قبلها أمضيتها محرراً عسكرياً، توثقت فيها علاقتى بمعظم قادة وقيادات القوات المسلحة.
تركز الحديث خلال اللقاء عن أسرار وتفاصيل دور الجيش فى مساندة ثورة ٢٥ يناير، وعن خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية الأولى التى رفعت البناء من قبل وضع الأساس، فبدأت بالانتخابات البرلمانية وانتهت بالدستور، فكان ما كان!
يومها.. خرجنا من اللقاء مأخوذين بشخصية هذا القائد الشاب، الهادئ، المثقف، المتدين، مرتب التفكير، منظم العبارات، المفعم بالاعتزاز بالوطنية المصرية والمؤسسة العسكرية العريقة.
بعدها.. عرفت أن هذا القائد الشاب هو أول من تنبأ فى القوات المسلحة بثورة الشعب على نظام مبارك، ووضع تقريراً يتضمن تقدير موقف لتداعيات الأحداث وصولاً إلى انتفاضة شعبية ستطيح بالنظام، وسلم التقرير إلى المشير طنطاوى فى مطلع شهر إبريل عام ٢٠١٠، وسأله المشير: «كيف ترى أن نتصرف حينئذ؟!»، فأجابه قائلاً: «سنساند انتفاضة الشعب ولن نطلق رصاصة على أحد من أبنائه».
كان «السيسى» يتوقع فى تقريره أن تقوم الانتفاضة فى مايو عام ٢٠١١، انطلاقاً من معلومات كانت تشير إلى احتمال اعتزال مبارك فى عيد ميلاده الثالث والثمانين، وترك الحكم إرثاً لابنه، لكن الثورة جاءت مبكرة عن ذلك الموعد بثلاثة عشر أسبوعاً، لسببين هما التزوير الفاجر لانتخابات مجلس الشعب فى نهاية عام ٢٠١٠، ثم الثورة التونسية.
ولقد كتبت وقتها عن قصة القائد الكبير «طنطاوى» والجنرال الشاب «السيسى» دون أن أشير إلى أبطالها.
■ ■ ■
تعددت المناسبات التى جمعتنى باللواء السيسى فى الشهور التالية، وزادت كثافة الاتصالات بيننا مع اقتراب انتهاء المرحلة الانتقالية، وكان من شبه المسلم به بين قيادات القوات المسلحة أن «السيسى» هو القائد العام المنتظر، بعد الاعتزال المتوقع للمشير طنطاوى والفريق سامى عنان، رئيس الأركان، عند تسليم السلطة للرئيس المنتخب.
وأذكر فى بواكير الحملة الانتخابية الرئاسية أن سألنى اللواء السيسى عن توقعاتى لنتائج التصويت، فقلت له: «من المبكر الجزم، لكن مسار الحملة فى بدايتها يشير إلى احتمال إعادة بين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح، وكان ذلك قبل أسابيع من إجراء المناظرة الشهيرة بينهما»، فرد على «السيسى» قائلاً: «وأين اسم الدكتور محمد مرسى؟! فى تقديرى أنه سيكون طرفاً فى الإعادة»، استبدت بى الدهشة لأن محمد مرسى كان «استبن» خيرت الشاطر، وكانت استطلاعات الرأى وقتها تضعه فى المركز الأخير بين أقوى ٥ مرشحين، لكنى قمعت دهشتى لأننى أعرف دقة تقديرات اللواء السيسى.
وحينما فاز مرسى بالرئاسة، سألت اللواء السيسى: هل تعتقد أن مرسى قادر على التحرر من سيطرة الجماعة ومكتب إرشادها ومرشدها العام؟!
وكانت إجابته ذات المغزى العميق: «المسألة ليست هل هو قادر.. وإنما هل هو يريد؟!».
■ ■ ■
تردد المشير طنطاوى فى اتخاذ قراره بالترجل يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٢، وأحجم عن الاعتزال وهو فى ذروة مجده، حاكماً يسلم السلطة لرئيس منتخب، ولم يكن يتخيل أنه يترك مهمة كتابة ورقة النهاية فى مشواره العسكرى، للرئيس مرسى الذى صور الأمر على أنه يوم النصر المؤزر لجماعة الإخوان على حكم العسكريين الذى دام ٦٠ عاماً.
فى يوم ١٢ أغسطس، أصدر مرسى قراراً بتعيين الفريق أول عبدالفتاح السيسى قائداً عاماً ووزيراً للدفاع والفريق صدقى صبحى «قائد الجيش الثالث» رئيساً للأركان، والحقيقة أن مرسى وضع توقيعه على قرار المؤسسة العسكرية باختيارها قائدها ورئيس أركانها الجديدين.
ومنذ تولى السيسى قيادة القوات المسلحة يوم ١٢ أغسطس الماضى، دارت ماكينة الشائعات الإخوانية بنشاط تروج لأن السيسى إخوانى، أباً وعماً وأبناء وزوجة منتقبة، وأنه ذراع الجماعة فى أخونة وأسلمة القوات المسلحة، وكنت أسمع وأطالع تلك الشائعات وأسخر منها، قولاً وكتابة، فهو أبعد ما يكون عن فكر الجماعة، وإن كان أقرب من قياداتها فهماً لصحيح الدين ووسطية الإسلام، بل أكاد أقول إنه يعتنق مبدأ الوطنية المصرية الذى تخاصمه الجماعة، ويؤمن بأن جماهير الشعب هى القائد والمعلم، وليست كما تراها الجماعة، قطيعاً يُساق، وجموعاً تنقاد.
كان هدف الجماعة هو تيئيس الشعب المصرى من الاحتفاظ بجيشه وطنياً خالصاً، نقياً من فيروسات الانتماءات السياسية، ومن كثرة الكذب، يبدو أن قيادات الجماعة صدقت أكاذيبها!
بعدما تولى السيسى منصبه، كان همه الأول هو استعادة الكفاءة القتالية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة بعد ١٨ شهراً أمضتها فى الشوارع والميادين، وتطوير تسليحها وفق خطة مدتها عام، وكان تركيزه الرئيسى هو إبعاد الجيش المصرى عن اللعبة السياسية والصراعات الحزبية، وكان يأمل - كما قال لى - أن تتوافق القوى السياسية من أجل مستقبل البلاد، وأن ينجح الرئيس المنتخب فى مهمته الصعبة، وأن ينأى بنفسه عن الدخول فى صدامات مع ركائز الدولة وأعمدتها، خاصة أن مرسى كان قد انزلق إلى صدام مع القضاء، حينما حنث باليمين الذى أقسمه على احترام الدستور والقانون وألغى قرار تنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان مجلس الشعب بعد ثمانية أيام لا غير من توليه منصبه.
■ ■ ■
حلت ذكرى نصر السادس من أكتوبر، وكان الاحتفال الذى أقيم بهذه المناسبة كارثياً بكل المقاييس!
فقد سحب مرسى تنظيم مراسم الاحتفال من القوات المسلحة وأسندها إلى وزير شبابه الإخوانى، وتجاهل دعوة قيادات حرب أكتوبر إلى الاحتفال، وملأ المدرجات بأعضاء حزب الحرية والعدالة، وأجلس فى المنصة الرئيسية قتلة الرئيس الراحل السادات بطل الحرب، وأبعد وزير الدفاع وقادة القوات المسلحة عن صدارة المشهد فى يوم عيدهم.
نكأ هذا الاحتفال جراح رجال الجيش التى لم تبرأ من صدمة الخروج غير الكريم للمشير طنطاوى والفريق سامى عنان، ووصل الغضب فى صفوف القوات المسلحة إلى درجة الغليان، وبدا أمام الجميع أن مرسى فقد اعتباره كقائد أعلى للقوات المسلحة.
زادت النقمة فى الأيام التالية، مع ترافق عدد من الأحداث، منها نشر خبر فى إحدى الصحف يسىء إلى طنطاوى وعنان، وتسابق المواقع الإلكترونية الإخوانية إلى بث كل ما يشوه صورتهما، ثم دعوة السيسى إلى اجتماع فى الرئاسة لمناقشة تأمين «مليونية الحساب»، وتبين أن الغرض من الاجتماع هو استبعاد النائب العام، ومحاولة الزج بالجيش فى صراع الرئاسة مع القضاء.
ولأول مرة منذ تولى مرسى السلطة، صدر بيان باسم قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة يعبر عن استيائهم من الإساءة لقادتها السابقين، وكانت تلك أول إشارة حمراء لمرسى وجماعته.
■ ■ ■
يوماً بعد يوم، تفاقمت أخطاء مرسى وخطايا جماعته، وتردت أحوال الشعب اقتصادياً وأمنياً، وباتت زياراته الخارجية مصدر إحراج للوطن ومثار سخرية للجماهير بسبب تصرفاته التى تنطوى على جهل فاضح بأصول البروتوكول، وأدائه الذى يتناقض مع مسلك رجل الدولة.
غير أن القطيعة بين نظام مرسى والشعب وقعت عندما أصدر يوم ٢١ نوفمبر الماضى إعلانه الدستورى الذى يخاصم كل الأعراف والقواعد القانونية والدستورية، ثم إعلانه الدستورى المعدل الذى أصدره يوم ٨ ديسمبر وحاول به خداع الجماهير، لكنه فشل فشلاً ذريعاً.
بعد ثلاثة أيام لا غير من الإعلان الأخير.. خرجت مئات الآلاف من جماهير الشعب الغاضبة تحاصر «الاتحادية» وتهتف برحيل مرسى، فيما عرف بيوم «الثلاثاء العظيم»، بينما كان مرسى ورجاله فى داخل القصر يتداولون فى مستقبلهم بعد الرحيل!
انفض التظاهر بسبب حماقة بعض القوى السياسية، دون أن تدرك أن استمراره عدة أيام تالية كان كفيلاً بإسقاط مرسى.
■ ■ ■
بعدها بيوم دعا السيسى إلى لقاء بالقرية الأوليمبية للدفاع الجوى بالتجمع الخامس يجمع الرئيس بكل القوى السياسية، بغرض الخروج من المأزق السياسى والوصول إلى توافق، وأطلع الرئيس على دعوته قبل إعلانها ورحب بها الرئيس.
وبينما كان المدعوون فى طريقهم إلى مقر اللقاء، جاءتهم مكالمات عاجلة تبلغهم بإرجاء الاجتماع إلى أجل غير مسمى، وكان مرسى - بضغط من المرشد - قد عدل عن رأيه، وطلب من السيسى إلغاء اللقاء!
حل العام الجديد.. وحمل معه المزيد من الأزمات!
فى ٣٠ يناير.. التقى السيسى بطلبة الكلية الحربية، ومن داخل هذا الصرح العلمى العسكرى العريق بعث برسالة إلى الرئيس وكل القوى السياسية يحذر فيها من خطر «انهيار الدولة» ثم التقى السيسى بـ«مرسى» وقال له بوضوح: «لقد فشلتم ومشروعكم قد انتهى»!
بعدها بأسبوعين.. أعلن الفريق صدقى صبحى، رئيس الأركان، لتليفزيون أبوظبى تصريحه القنبلة الذى قال فيه: «إن القوات المسلحة لا تنتمى لفصيل ولا تمارس السياسة، وعينها على ما يدور، وإذا ما احتاجها الشعب ففى أقل من ثانية ستكون موجودة فى الشارع».
فى يوم ١٧ يناير.. سرت موجة من الشائعات عبر المواقع الإلكترونية تفيد بوجود نية لإقالة السيسى، وتتبعت أجهزة القوات المسلحة الشائعة واكتشفت أن مصدرها مواقع تابعة لجماعة الإخوان.. وصدر فى اليوم التالى تصريح نارى لمصدر عسكرى قال فيه: «إن إقالة السيسى تعنى انتحاراً سياسياً للنظام بأكمله»!
كانت السبل قد تقطعت بين الاتحادية ومقر وزارة الدفاع، بعد أن تقطعت بينها وبين القضاء والإعلام والشرطة، وقبل كل ذلك بينها وبين الشارع والقوى السياسية.
وفى آخر لقاء بين مرسى وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة يوم ١٢ إبريل الماضى، سمع الرئيس من القادة عرضاً أميناً للوضع المتردى بالبلاد، وسمع آراءً صريحة وقاطعة فى مواقفه الغريبة المريبة من قضية حلايب ومشروع قناة السويس.
ولأول مرة بعد اجتماع عسكرى يخرج وزير الدفاع ليتحدث جنباً إلى جنب مع الرئيس الذى وقف بين القادة مشدوداً مشدوهاً، وكأنه فى وضع «انتباه»!
مضت الأيام ثقيلة على قلوب المصريين، وولدت حركة «تمرد» نهاية إبريل ليبدأ فصل جديد فى حياة المصريين.
■ ■ ■
فى يوم ١١ مايو.. دعا الفريق أول السيسى نخبة من رجال الفكر والثقافة والإعلام والفن والرياضة، لحضور مراسم «تفتيش حرب» للفرقة التاسعة المدرعة بمنطقة دهشور جنوب غرب الجيزة. وكانت هذه هى المرة الأولى التى يحضر فيها مدنيون هذا النشاط العسكرى شديد الحساسية.
كان يوماً رائعاً.. اختلط فيه مشاهير الفن والرياضة والإعلام برجال القوات المسلحة البواسل وتعالت هتافات «الجيش والشعب إيد واحدة».
وفى منصة الاحتفال.. تحدث الفريق أول السيسى للحاضرين، وتبادل معهم الحوارات.. ثم سأله المحامى الكبير القدير رجائى عطية عن نزول الجيش إلى الشارع.
وجاء رد السيسى دشاً بارداً على رؤوس من تصوروا أن الجيش يمكن أن ينوب عن الشعب فى الثورة، وأن يطيح بالنظام فى انقلاب عسكرى.
فقد دعا السيسى القوى السياسية إلى إيجاد صيغة تفاهم بينها، وقال إن نزول الجيش (فى انقلاب) سيعيد البلاد ٣٠ أو ٤٠ عاماً إلى الوراء.
وعلى مائدة الغداء التى جمعت قادة القوات المسلحة بالحضور.. تنحيت والفريق أول السيسى جانباً، وسألنى عن رأيى فى كلمته، فقلت له إنها قد تستقبل على غير المقصود منها، فالجماهير قد تتصور أن الجيش تخلى عنها حتى لو نزلت بالملايين إلى الشوارع، والإخوان قد يتصورون أنها ضوء أخضر لهم ليفعلوا ما يريدون وسألته بوضوح: هل كان ذلك مقصدك؟!.. قال: «طبعاً لا.. موقفنا واضح أننا مع إرادة الشعب حيثما ذهبت».
وقبل أن يغادر الحضور قاعة الطعام.. ودعهم الفريق أول السيسى بكلمة شكر رقيقة.. ثم قال لهم كلمة كان لها وقع السحر فى نفوسهم: «ما تستعجلوش»، وكررها قائلاً: «علشان خاطرى ما تستعجلوش».
وبينما كنت أتأهب لمغادرة مكان الاحتفال.. وقفت مع قائد ميدانى كبير.. وقلت له: البلد يختنق والناس فى حالة إحباط.. ثم استفززته قائلاً: هل ستتركون الناس لو نزلت فريسة لميليشيات الإخوان؟.. فرد علىّ قائلاً: نحن رهن إشارة الشعب.. ثم أمسك خنصره بإبهامه، مشيراً برقم «٣».. وقال: ٣ أيام فقط فى الشارع.
■ ■ ■
تسارعت وتيرة الأحداث فى البلاد.. تخطت استمارات حركة تمرد رقم ٢٠ مليون استمارة، وتحدد يوم الأحد ٣٠ يونيو موعداً لنزول جموع الشعب إلى الشارع لإسقاط مرسى.
كنت فى رحلة علاج بلندن، يوم ٢٣ يونيو عندما أطلق السيسى تصريحه المدوى من مسرح الجلاء للقوات المسلحة، والذى أعطى جميع القوى السياسية، وكان يقصد الرئيس - أولاً وأخيراً - مهلة مدتها ٧ أيام للتوافق وإنهاء الأزمة قبل حلول يوم ٣٠ يونيو.
وعلمت أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان قد اجتمع فى لقاء مصغر، واتفق على هذه المهلة.
وشاهدت ليل الأربعاء ٢٦ يونيو خطاب مرسى الذى لم يقدم فيه شيئاً يذكر، سوى استعداء من لم يكن قد استعداهم!
عدت إلى القاهرة ليل الخميس ٢٧ يونيو، وعلمت أن خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، والدكتور سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، طلبا لقاء السيسى غداة كلمته فى مسرح الجلاء.. وتم اللقاء فعلاً يوم الاثنين.
تحدث خيرت فى البداية بنبرة عتاب على المهلة التى أعطاها السيسى، وتركه السيسى يتكلم لمدة تقترب من الساعة، وكان يجلس مبتسماً.
وهو يتابع حديث الشاطر المستفز، مما أثار دهشة أحد معاونى السيسى المقربين ممن يعرفونه حق المعرفة، أخذ الشاطر يحذر من أن جماعة الإخوان لن تستطيع السيطرة على كوادرها ولا كوادر حلفائها من جماعات الإسلام السياسى والجماعات المسلحة الأخرى، فى حالة استمرار توتر الأوضاع، وقد تلجأ لمهاجمة وحدات عسكرية فى سيناء وغيرها، وكان الشاطر يتحدث وهو يحرك سبابته وكأنه يضغط على زناد ويصدر أصواتاً يقلد فيها وقع إطلاق الرصاص!
انتهى الشاطر من كلامه، ونظر إليه السيسى قائلاً: «خلصت»، ثم اعتدل فى مقعده وجلس متنمراً والشرر ينطلق من عينيه، وصاح فيه: ماذا تريدون؟ اهضموا أولاً ما أكلتمونه قبل أن تفكروا فى مزيد من الطعام.. لقد خربتم البلد.. وكرهتم الناس فى الدين.. أنتم ألد أعداء للدعوة الإسلامية، ولن أسمح بترويع الناس ولا إرهابهم، وأقسم بالله أن من يطلق رصاصته على مواطن أو يقترب من منشأة عسكرية لن يكون مصيره إلا الهلاك هو ومن وراءه.
امتقع لون الشاطر وأخذ يتلعثم وهو يحاول تهدئة السيسى.. بينما انكمش الكتاتنى فى مقعده.. وقال للسيسى: قل لنا ماذا تريد؟ فرد عليه: «ما نريده أعطيناه للرئيس فى ثلاثة تقارير تتحدث عن خطورة الأوضاع وعن حلول مقترحة»، ثم أعطى الكتاتنى صوراً من هذه التقارير قبل أن يغادر والشاطر مكتبه.
فى هذا اليوم تحديداً.. كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد اتخد قراره بالإجماع: إذا نزل عشرات الملايين إلى الشوارع والميادين مطالبين بسقوط الرئيس، فسوف يؤيدهم الجيش، وقال السيسى لهم إنه سيواصل جهوده عساه يقنع الرئيس بمطالب الجماهير وأبرزها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
فى اليوم التالى.. جلس السيسى ساعتين مع مرسى يحاول إقناعه بتقديم حلول فى خطابه المنتظر فى المساء دون أن يستعدى أحداً عليه، وبدا على مرسى الاقتناع، ووعد السيسى بأن يحتوى خطابه على هذه الحلول والمقترحات.
كالعادة.. نكث مرسى بوعوده، وخرج خطابه على النحو الذى رأيناه وسمعناه.
■ ■ ■
جاء يوم ٣٠ يونيو، وخرج عشرات الملايين فى مظاهرات ومسيرات تجوب شوارع وميادين مصر، فى مشهد غير مسبوق فى التاريخ الإنسانى المعاصر.
وانتظر الناس صدور بيان للقوات المسلحة بعد انتهاء مهلة الأيام السبعة، لكن البيان لم يصدر فى ذلك اليوم وإنما صدر فى اليوم التالى مجدداً المهلة بثمان وأربعين ساعة أخرى، ولعل هذا التجديد يدحض كل المزاعم التى تتقول على ثورة ٣٠ يونيو، وتصف تدخل الجيش استجابة للجماهير بأنه انقلاب عسكرى.
فلو كانت النية هى الانقلاب لوقع قبل ذلك بشهور، وكانت المناسبات عديدة والفرص متاحة، ولو كان العزم هو الانقلاب ما كانت هناك حاجة لمهلة أولى ولا لزوم، ولو كان القصد هو استغلال الخروج الجماهيرى الهائل لإقالة الرئيس، ما أعطيت مهلة ثانية كانت تتيح لمرسى وجماعته إحداث انقسام بين الشعب والجيش، إذا ما وافقوا على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو حتى استفتاء شعبى على رئاسته، ولقلبوا الطاولة على الجميع!
وأذكر أن قيادياً بجماعة الإخوان اتصل بى مساء الأول من يوليو بعد صدور بيان المهلة الثانية، وكان فى حديثه معى يقلل من حجم الجموع الهائلة التى نزلت الشوارع يوم ٣٠ يونيو، ويرى أن مهلة الثمانى والأربعين ساعة مقصود بها القوى السياسية لا الرئيس!
وفى يوم إعلان المهلة الثانية.. التقى مرسى مع السيسى، واللواء محمود حجازى، مدير المخابرات الحربية، وحاول استمالتهما قائلاً: «كل اللى انتم عايزينه حاتخدوه!».. فرد عليه القائدان: «لا نريد إلا مصلحة الشعب».
تجددت المظاهرات الحاشدة يوم الأربعاء ٣ يوليو، وعند الظهيرة.. اتصلت بالدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى المنحل، الذى عرفت أنه أحد وسطاء اللحظة الأخيرة الثلاثة بين الجيش والرئيس، وسألته عما جرى فى لقائه فى الصباح مع القيادات العسكرية بمقر إدارة المخابرات الحربية، ورد فعل الرئيس على الوساطة.. وأدركت مما سمعت أن الرئيس لا يعتزم أن يقدم أكثر من إقالة الحكومة وإجراء انتخابات برلمانية!
جرت المقادير على نحو ما جرت يوم الثالث من يوليو وما بعده، تولى إدارة شؤون البلاد رئيس المحكمة الدستورية العليا، وتشكلت حكومة جديدة، وبدأت عجلة خارطة الطريق فى الدوران باختيار لجنة الخبراء للنظر فى تعديل مواد دستور ٢٠١٢.
بينما الشارع المصرى تتهدده عمليات إرهابية وجرائم عنف وأعمال ترويع، تغذيها دعوات محرضين ضد الجيش وضد المواطنين وضد الوحدة الوطنية، وخيالات موهومين بإمكان عودة عقارب الساعة إلى الوراء، وإحياء من ماتوا سياسياً بغير أمر الله والشعب.
■ ■ ■
قبل أن يلقى السيسى خطابه فى الإسكندرية ويوجه دعوته للشعب بالنزول، التقيته منذ بضعة أيام فى مكتبه بمقر الأمانة العامة للقوات المسلحة، ودام اللقاء ساعتين.
كان كما عهدته، هادئاً، واثقاً، صافى الذهن، يتحدث عن مستقبل مصر، وهو يرنو أمامه وكأنه يراه ماثلاً مشرقاً، كان السيسى مفعماً بمشاعر وطنية جياشة، إلى حد أن عينيه امتلأتا بالدموع عندما سمع عبارة «شعب مصر الحر العظيم».
بدا السيسى صلباً وهو يتمسك بكل عزم وإصرار بأمرين أولهما ألا يترك المواطنين نهباً لترويع، ولا البلاد مسرحاً لإرهاب، والثانى ألا يخوض انتخابات رئاسة الجمهورية بأى حال، مكتفياً بشرف أنه يتولى منصب القائد العام لجيش مصر العظيم، الذى يعتبره منتهى طموحه، وسعيداً بأنه من خلال موقعه يخدم هذا الشعب العظيم بكل إخلاص، ومتمنياً أن يقابل الله حاملاً كتابه بيمينه.
وتركت السيسى وهو يقول لى: «إن شاء الله مصر أم الدنيا.. حتبقى قد الدنيا».. وقلت له: «بإذن الله مادام فى هذا البلد رجال مخلصون».
وغادرت المكان.. وهو يفوح بعطر كرامة، يذكرنى بالزعيم الاستثنائى جمال عبدالناصر.

الخميس، 25 يوليو 2013

اللى له جيش ماينضربش على بطنه لأسعاد يونس بالمصرى اليوم 26/7/2013

■ أسعد كثيرا عندما تتناول بعض المواقع مقالى وتنشره مقسمة إياه إلى مقاطع منفصلة.. ولكنها فى بعض الأحيان تقوم بعنونة كل فقرة بعنوان يعكس وجهة نظرها التى قد.. وأكرر قد تختلف أو تتفق مع ما طرحته.. وأحيانا ما تتسبب هذه العنونة فى ردود أفعال يحسبها البعض علىّ خطأ.. فمثلا عنونة فقرة من مقالى بعنوان «هوجة يناير» جعل البعض يفترض أن هذه وجهة نظرى.. ولهؤلاء أقول.. ما يحسب علىّ هو ما طرحته فى مقالى فقط.. قد تكون وجهة نظر الموقع، ولكنها بالتأكيد ليست وجهة نظرى.. أصل مش معقول حاطلق على ثورة 25 يناير هوجة يعنى.. طب مانا اشتركت فيها.. ده حتى يبقى عيب قوى عالواحد فى السن ده يمشى ف هوجة..

■ أرى حولى بعض ردود الأفعال المختلفة لموضوع تفويض الجيش فى مقاومة الإرهاب والذى سننزل من أجله اليوم، ولو حكمت نقعد فى الشوارع سنة حانقعد.... بعضها متوقع من ناس معروفة اتجاهاتهم.. والأخرى من ناس تعشق الاختلاف لحظة حدوث الحدث لإثبات الذات وخلاص.. ومع احترام الاختلاف من باب التحضر.. (الواحد نفسه لا يبقى متحضر ولا نيلة.. إلهى اللى يختلف معايا يجيله كرشة نفس ويفضل يكح لحد ما يبولق وما يوعى يعبر عن رأيه داهية تاخده مطرح ماهو قاعد).. إحم.. لا أرى ولا أشعر ولا أفهم شيئا فى الوقت الحالى سوى الخلاص من الخطر الداهم الذى يهدد بلادى متمثلا فى الإخوان المعتصمين وأصحاب شعار الإسلام السياسى الأونطة ده والإرهابيين حملة السلاح والمتآمرين على وطن بأكمله بناسُه بتاريخُه بمكانتُه بأمانُه ببابا غنوجُه.. والذى لا يشعر بأن وطنه مهدد يبقى البعيد مش طبيعى.. واللى عايز ينظّر.. مش وقته.. واللى عايز يقسم الناس ويسميها فلول وناصريين وشيوعيين وثوار وكنبة وبطيخ.. أجّل الموضوع ده شوية يا أمور.. فيه حاجة اسمها الأولويات.. نحن فى مواجهة مخطط قذر تجمع على خطورته كل هذه الفئات.. ولأن أخلاقى حميدة وشخصيتى نميسة فأنا لا أرغب فى الاختلاف مع أحد حاليا.. أرغب فقط فى الخلاص بأسرع وقت.. ولا أرغب فى رؤية دم من أى حد وأولهم أنا طبعا.. ناهيك عن الغلابة اللى بيتحطوا كحائط صد تتم التضحية به كصف أول مقابل طبق بامية ورز.. لما نبقى نخلص م القرف والهم ده نبقى نمارس ترف الاختلاف والتنظير وبهوءة النفخ والتقعير.. وأعتقد ساعتها حانكون أقرب للتفرغ لبناء البلد دى بقى.. بلا عوق..
■ مساكين هؤلاء.. يظنون أن الجيش المصرى سيحصل على التفويض منا لدكهم فى رابعة والنهضة.. إيه يا ولاد الذكاوة دى؟؟.. ما شاء الله.. آدى آخرة اللى يحش برسيم ويبلّع ببول إبل.. بقى الجيش المصرى بكل قوته وعتاده حايحرك قواته ويتمخطر لحد ما يوصل رابعة.. ويدخل بوز الدبابة جوه الجامع اللى قيادات الإخوان مستخبيين جواه وحاطين النسوان والعيال ساتر؟؟.. يا سادة إنتوا أتفه من ذلك.. إنتوا حلكوا قبض وإحضار من النائب العام لتحاكموا على ما ترتكبونه من جرائم.. إحنا نازلين نفوض جيشنا ليحارب الإرهاب.. مش الإخوان.. ماتخافوش.. إحنا مش محتاجين الجيش عشان يخلص عليكوا.. إحنان وكنتيجة لكم الاستفزاز الذى خرج منكم تجاهنا، نستطيع أن نضربكم بكل براطيش البلد لوحدنا.. لكن لأننا شعب مسالم ومحترم ومتحضر عكس عكاسكم يعنى طالبين حاجتين.. أولا: الجيش يقاوم الإرهاب المسلح الذى يهدد أمن البلاد.. فإذا كنتم تمارسون هذا الإرهاب.. خافوا.. وإذا كنتم مسلحين.. خافوا.. وإذا كنتم تهددون أمن البلاد الداخلى والخارجى.. خافوا.. وإذا كنتم تحرضون فئة من الشعب لتقتل فئاته الأخرى.. خافوا..
■ أما إذا كنتم خايفين على الاعتصام لا ينفض.. لا ماتخافوش.. خليكوا معتصمين إنشالله عشر سنين.. كل المطلوب أن تنقلوا هذا الاعتصام إلى حتة خلا شوية.. عشان قملكم وسبانكم سرح عالسكان.. وفيرانكم وأبراصكم اللى بتقنوها أصبحت تتوالد بكثافة داخل هدومكم وبتسرح برضه.. وريحتكم عمت الأقمار الصناعية التى ترصدكم لحد ما الشاشات غشلقت.. إنتوا عاملين شبورة وساخة فى المنطقة.. الظاهر الحُما عندكوا عزيز حبتين.. مع إن المفروض إن جهاد المناكحة ده بيطلب تلييفة بعده.. بس الظاهر المعلومة مش داخلة فى سيستم التطهر بتاعكوا.. لكن والله مانتوا مروحين.. خليكوا يا حبايبى.. أحد قياداتكوا صرح بأن العملية بتكلفكوا مليون ونص فى اليوم طبيخ وعلف.. ولسه حاتبحبحوا إيدكوا شوية لما قياداتكوا الذكية تلبس الطرح وتقعد تقرص فى العجين وتنقرش الكحك.. فخليكوا.. مادام التمويل جاى من بره وحاتستعملوه فى العلف بس.. لا ضرر ولا ضرار.. هو من جيب أبونا؟
■ أما الطلب الثانى الذى نطلبه فهو تطبيق العدالة عالجميع من أول ثورة يناير لحد دلوقتى.. يعنى يا جيش قاوم الإرهاب واضرب عليه بكل الحديد اللى ف إيديك.. لكن الدولة تحقق العدالة.. الكلاب اللى بتهوهو وتهدد بحرق البلد.. وبتخطب وتنعر.. واللى بتستعين وتستقوى بالخارج فى ممارسة داعرة فاضحة لجريمة الخيانة الوطنية.. واللى قاعدين يحرضوا ويصوتوا ويولولوا زى إناث العناكب على تويتر وفيسبوك وفى المنشورات والميكروفونات يتقبض عليهم بعد ما النيابة توجه لهم اتهام.. يتلموا بشلة المعلم كده بعد وضوح الاتهام وثبوت الأدلة والبراهين ويتحطوا فى السجن وتتم محاكمتهم.. والعدالة تاخد مجراها.. وأهو يبقوا اتجمعوا هما ومرسى اللى بيطالبوا بيه.. إنتوا قلتوا هاتولنا مرسى.. بس ماقلتوش فين.. أما بعد ذلك وبعد ما الدنيا تنضف من الإرهابيين.. نبقى نتصالح مع من ليست على أيديهم دماء..
■ قالك عندما يصاب الإنسان بصدمة تؤدى إلى حزن شديد فإن خمسة أشياء تحدث له بالتدريج.. الإنكار.. الغضب.. المساومة.. الاكتئاب ثم القبول..
■ الأول الإنكار: إحنا أغلبية ساحقة.. إحنا الشعب المصرى.. دول ميتين ألف بس.. ده فوتو شوب عامله خالد يوسف (على فكرة بصفتنا متخصصين.. التصريح ده لوحده ينم عن قدر مهول من الحمورية إن دلت على شىء فإنما تدل على إن الدكتوراهات اللى معاكوا مضروبة تحت بير السلم فى العتبة ودرب البرابرة).. إحنا كل الدول معانا.. الجيش فى جيبنا والداخلية بتاعتنا ومرسومة على دراعنا.. النيابة فى عب طلعت والقضاة من أجل مصر.. الشرعية الشرعية الشرعية.. ده انقلاب عسكرى..
■ الثانى الغضب.. إحنا حانولعلكوا فى البلد.. اللى يرش مورسيكو بالمية نرشه بالدم.. حانجيبكوا فى شكاير.. حانسحقكوا.. نطالب بإعدام السيسى والشعب كله بالمرة..
■ الثالث المساومة.. طب بقولكوا إيه.. إدونا مرسى والضرب يقف فى سينا.. وفرولنا خروج آمن على غزة أو قطر أو تركيا وإحنا نغور.. طب ربع جنيه ونروح..
■ الرابع الاكتئاب.. آه يانى يامه يانى.. إلحقنى يا أوباما.. إعملك منظر يا إردو.. إلهى يجيكوا ويحط عليكوا يا بعدا.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. يارب خد المصريين كلهم يارب وسيبنا إحنا..
■ القبول.. وده اللى حايحصل شئتم أم أبيتم.. فقصّروا بقى..
■ الدكتور سليم العوا.. إنت بتكذّب السيسى؟؟.. يانهار أزرق.. ربنا يطول فى عمرك وتقدر تلحق تلم خسايرك..
■ عندنا فى السيما.. اللى كان بيلعب أدوار العملاء والجواسيس والإرهابيين والمجرمين عادل أدهم.. رشدى أباظة.. يوسف شعبان.. حسين فهمى.. لحد ما توصل لكنعان وصفى وغسان مطر.. يقوم يحكم علينا الزمن ويبقى الإجرام ممثل فى البلتاجى وصفوت وأبو ليتين وعاصم عبدالماجد؟؟.. بوظتولنا الإجرام الله يحرقكوا.

الجمعة، 19 يوليو 2013

أتى الدهر تائباً بعظيم من عظيم شعبه عظماء بقلم د. وسيم السيسى ٢٠/ ٧/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم

لمبروزو هو القائل: المجرم الحقيقى هو المجتمع، وما هؤلاء المساكين المقبوض عليهم، إلا أدوات هذا المجتمع فى تنفيذ جريمته!
كما قال أحد الفلاسفة: العقول العظيمة تناقش الأفكار، العقول المتوسطة تناقش الأحداث، أما العقول الصغيرة فهى التى تناقش الأشخاص.
ترى من هو المجرم الحقيقى وراء هذا الفكر الإرهابى العالمى الذى نعيش فيه؟!
ترى ما الذى يجعل روبرت دريفوس فى مقدمة كتابه: «رهبنة خومينى» يقول: لن يؤدى هذا الكتاب هدفه إلا إذا جيمى كارتر، برز نيسكى، كيسنجر، رمزى كلارك، سيروس فانس، دخلوا السجن!
كما يقول فى نفس المقدمة: لن يهدأ بال العالم، ولا الدول الإسلامية حتى تعيش فى سلام، إلا إذا انتهت جماعات الإخوان المسلمين، ومؤيدوها فى لندن، وجامعة جورج تاون فى واشنطن العاصمة، جنيف، مالطا، وسائر الدول التى يلجأون إليها.
توحد الشعب المصرى بثورة سعد زغلول ضد بريطانيا العظمى، فكان لابد من «فرق تسد» كما فعلت مع الهند، وها هى الثمار الشريرة تجنيها الآن! فلأول مرة يقتل المصرى أخاه!
وتتسلم أمريكا الراية من بريطانيا ١٩٥٢، وتبدأ الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى، فيكون مخلب القط: الإخوان فى مصر، الوهابية فى السعودية، الخومينى فى إيران، حماس فى فلسطين، حزب الله فى لبنان، القاعدة فى أفغانستان، الجهاديين فى باكستان، يلعبون بورقة الدين، كراسى الحكم للقادة، ووقود النار والجنة الموعودة للبسطاء المخدوعين، وأمير الشعراء فى الهمزية النبوية يقول:
أبوا الخروج إليك من أوهامهم
والناس فى أوهامهم سجناء
خلعوا شاه إيران بالإسلام السياسى لأنه كان وطنياً تحالف مع فرنسا وألمانيا بدلاً من إنجلترا وأمريكا، وحين بدأ مشروعه النووى، أتوا بالخومينى الذى حول الأبراج النووية للتبريد إلى مخازن للغلال! «رهبنة خومينى - روبرت ديفوس ص١٥».
لكن لماذا تدعم أمريكا الإسلام السياسى؟ للأسباب الآتية:
١- تحالف الإسلام السياسى مع الصهيونية العالمية! لم يُقتل يهودى فى كارثة البرجين أو مذبحة الدير البحرى أو فندق أوروبا بالهرم!
بل أخذ من الماسونية العمل السرى «د. سعدالدين إبراهيم»، ومن الماركسية اللينينية العمل التنظيمى.
٢- أمريكا فى قبضة الصهيونية العالمية «فولبرايت وقوله: كل ما تبقى لنا هو تغيير اسم نيويورك إلى Jewyork».
٣- سقوط أى دولة تحكم برجال الدين أو القوات المسلحة، وحين تسقط الدولة ترثها أمريكا بكل ثرواتها كالبترول فى العراق، فضلاً عن بقاء إسرائيل كقوة عظمى وسط خرائب العراق، سوريا، ولا قدر الله مصر!
روبرت دريفوس يقول: ليس هناك فى التاريخ الأمريكى فصل سوف يكتب مملوءا بالخيانة للقيم والمبادئ التى قامت عليها الولايات المتحدة الأمريكية مثل هذا التحالف والتواطؤ الإخوانى الأمريكى!
ألم يقل شارل ديجول: لقد انتقلت أمريكا من التخلف للانحطاط دون أن تمر بالحضارة! كما يحدثنا دريفوس فى كتابه الثانى «لعبة الشيطان Devil»s Game»، وكيف أن هذا الشيطان «أمريكا» برؤسائها المتعاقبين الذين فشلوا فى فهم الإسلام السياسى، فكانت النتيجة هذا الكابوس الذى يعيش العالم فيه الآن.
تقول الأسطورة المصرية إن الشيطان ست فقأ عين حورس، ولكن السماء أعادت لحورس عينه، لذا نقول: العين عليها حارس «حورس»! فقأ الإخوان عين مصر، ولكن الشعب مع السيسى أعادوا لمصر بصرها، وكما أهدت مصر للعالم نور الحضارة فى الزمن القديم، كذلك علمت مصر العالم فى الزمن الحديث قانون الأخلاق الذى يفتقده أوباما وأردوجان وميركل! ولكننا نعذرهم فكل واحد منهم وراءه مصائب وفضائح ورعب من المجهول، فالأول اشترى سيناء بأربعة مليارات من الدولارات، والثانى مرعوب من المصير المحتوم، والثالثة صوت سيدها عبر البحار! وأخيراً بعد عذاب دام سنوات:
أتى الدهر تائباً بعظيم.. من عظيم شعبه عظماء
من كالسيسى فى القادة حديثاً.. وللسيسى القلوب فداء

الأحد، 14 يوليو 2013

أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى فى حوار لـ«المصري اليوم»: «الإخوان» مريضة بـ«الضلال الدينى» والمصالحة مع التيار الإسلامى محكوم عليها بالفشل






 


  حوار   إبراهيم الطيب    ١٤/ ٧/ ٢٠١٣



فى ظروف كالتى تشهدها البلاد، وما نراه من مشاهد اقتتال وسحل وترويع «باسم الدين»، بالتأكيد نحن بحاجة لطبيب نفسى يفسر لنا حجم المتغيرات التى يمر بها المجتمع وأسبابها، وأيضا يجيب على السؤال الشائك: هل من الممكن دمج أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى الحياة السياسية مرة أخرى بعد أعمال العنف والدم التى ارتكبوها، أم أنه مطلب يصعب تطبيقه؟!.
الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى، قال فى حوارلـ«المصرى اليوم»، إن جماعة الإخوان المسلمين، تنتحر حاليا بالبطىء، فى حالة تحطيم ذاتى، كما أنها مصابة بـ«ضلال دينى» ومحاولة دمجها سياسيا فى أى تحالف وطنى ليست من الديمقراطية، لأنها ستسعى للمغالبة، مشيرا إلى أن أى مصالحة مع التيار الإسلامى ستفشل.. وإلى نص الحوار:
■ كيف تفسر من الناحية النفسية لجوء جماعة الإخوان لاستخدام العنف المفرط بهذا الشكل؟
- التيار الإسلامى يتميز بأيديولوجية لا تتحمل الحوار ولا تتقبله، لأنه يؤمن أنه على صواب، والكل على خطأ، وهذا يسمى فى الطب النفسى بـ«الضلال الدينى»، أو «الضلال السياسى»، وهو اعتقاد خاطئ غير قابل للإقناع أو الحوار لدى الشخص، ولديه حالة يقين فى تبرير ما يقوله، فمثلاً يأتى مريض إلىّ معتقدا أنه المهدى المنتظر، وعندما أتناقش معه لا أصل لشىء، ويأتى مريض آخر وهو على يقين من خيانة زوجته له مع شخص آخر، وهذا الشخص قد يكون متوفى أصلا، ولكنه على يقين من صحة كلامه ولا يقبل النقاش، وهذا الأمر حدث فى الاتحاد السوفيتى، فكان كل فرد يقول إن الشيوعية خاطئة، يعتبرونه مصابا بـ«الضلال السياسى»، ويدخل مستشفى الأمراض العقلية، لدرجة جعلت الجمعية العالمية للطب النفسى تًخرج الجمعية السوفيتية للطب النفسى من عضويتها.
■ هل نستطيع القول إن جميع أعضاء التيار الإسلامى مصابون بـ«الضلال السياسى» أم أن هذا المرض لدى قيادات الجماعة فقط؟
- بدراسة شخصية القيادات الحالية للتيار الإسلامى، نجد أنهم مصابون بما يسمى «الضلال الدينى»، أى أنهم على يقين من صحة أفكارهم، وباقى المسلمين فى جميع أنحاء العالم ليسوا على صواب، وهؤلاء من غير الممكن إقناعهم بالمشاركة فى الحياة السياسية، ولذا أعتقد أن محاولة المسؤولين عن إدارة المرحلة الانتقالية للتواصل مع هؤلاء لدمجهم فى الحياة السياسية سينتهى إلى الفشل، لأنه من الناحية النفسية هؤلاء غير قادرين على المشاركة، وإذا شاركوا ستكون مشاركتهم للمغالبة، أو لتحطيم كل ما يحدث، ولا أعتقد إطلاقا أن مجموعة تؤمن بقتل المسلم واستخدام العنف ضده يمكن ضمها لأى نظام ديمقراطى لأنهم يتكلمون عن الديمقراطية، ولكنهم فى قرارة أنفسهم لا يؤمنون بها.
■ هل معنى كلامك إقصاء هذه الفئة من المشاركة فى الحياة السياسية ومنع دمجها سياسيا؟
- بعد الحرب العالمية الثانية، أصدر البرلمان الألمانى قرارا بمنع أى حزب يؤمن بالنازية والتطرف والعنصرية من المشاركة السياسية، واعتقال أى شخص يتكلم عن النازية، وأعتقد فى رأيى أن تجربة العام الماضى تؤيد الفكر الفاشى للتيار الإسلامى بكل أنواعه، بحيث إن الغرب أو بعضا من الشرق يقولون يجب دمج هؤلاء سياسياً، وهذا الفكر سينتهى للفشل، والحل الوحيد هو استيعاب الشباب الذين يرون أن قياداتهم بعيدة عن المضمون الأساسى للدعوة، وللعلم لا يمكن أن نعترف بالأحزاب التى تؤمن بالعنف والقتل والتفجيرات للوصول إلى أهدافها، وقد تبين من التحقيقات أن ما سمى «الطرف الثالث أو اللهو الخفى»، الذى ارتكب الجرائم خلال العامين الماضيين، هو من صُنع هذا التيار الإسلامى وتدبيره، ودعنى ألفت نظرك لشىء تاريخى هو أن جميع الاغتيالات التى وقعت فى تاريخ مصر من صنع هذا التيار، بدءا من اغتيال الخازندار باشا مرورا باغتيال رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الأسبق، والكاتب فرج فودة، والرئيس الراحل أنور السادات، ومجزرة الأقصر فى التسعينيات، كلها اغتيالات نفذها منتمون لهذا التيار، سواء كانوا من الجماعة الإسلامية أو الجهاد الإسلامى أو السلفيين، وغالبية هؤلاء منشقون عن جماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم فالتعاون مع هذه الفئات لن يأتى بنتائج تجعل الديمقراطية تسود.
■ ماذا عن شباب جماعة الإخوان هل يتم التعامل معهم بنفس النهج؟
- الكبار من الجماعة لديهم تصلب فى الفكر وصعوبة فى التغيير والإقناع، أما الشباب فمن الممكن التواصل معهم وإزالة الأفكار المتطرفة لديهم، فهؤلاء الشباب تم وضعهم فى إطار لا يستطيعون الخروج منه ويشعرون أنهم مهمشون، وهذا الأمر يثير العنف لدى هؤلاء الشباب لمدة معينة، وللعلم غالبية الشباب المنتمين لهذا التيار تم عمل «غسيل مخ» لأفكارهم منذ الطفولة والمراهقة، بحيث أصبح تفكيرهم منغلقا تماما، مثل الغمة التى تضعها على جانبى الحصان حتى لا يرى أمامه، فهؤلاء أسرى أفكار متطرفة ضلالية ولا يتم تشجيعهم على القراءة، ولا يسمح لهم بقراءة أى شىء سوى القرآن أو الشريعة فقط، ويصبحون أسرى للأفكار التى تبث إليهم، ولاحظ أن أجهزة المخابرات العالمية، عندما تقبض على جاسوس تعرضه لحرمان حسى، وإقصاء جميع أفكاره القديمة وبناء أفكار جديدة، ولاحظ أيضا أن كل المتطرفين ومحاولى الانتحار يعملون فى مجموعات منغلقة ويصبح هدفهم الأصيل هو العنف والقتل دون شعور بالندم، لأن عقلهم جماعى سلبى الفكر منغلق، وأنا لا أتصور أن إنسانا مسلما حقيقيا ويعتنق الدين الإسلامى السمح يلقى الأطفال من على أسطح العمارات، ويهاجم الجيش والشرطة التى تحميه، وللعلم كل قوانين العالم تجرم التعرض للمؤسسات العسكرية أو الشرطية، وتلقى القبض عليهم فوراً، وبالتالى لا أعتقد إطلاقاً أن هؤلاء قابلون للحوار والتواصل، والمضى فى هذا الأمر يعتبر مضيعة للوقت لأنه لا يمكن إدخال الديمقراطية فى عقل من هو فاشى، كما أن الجينات الوراثية لهؤلاء المتطرفين تجعلهم غير قادرين على قبول الرأى الآخر، ولذا أعود وأؤكد أن القيادات الحالية للتيار الإسلامى لا تصلح إطلاقاً فى دمجها فى أى تحالف وطنى، ولكن لا مانع من وجود الأحزاب التى تؤمن بالتعددية.
■ وماذا عن حزب النور، السلفى، هل ينطبق عليه نفس النظرية أم يستثنى منها؟
- دعنى أقل إن التيارات الإسلامية هى جمعيات للدعوة وليست جمعيات للحكم أو السياسة مهما حاولوا المراوغة، فمثلا تجد حزب النور يضع بعضا من أنصاره فى ميدان رابعة العدوية للمشاركة فى اعتصام الإخوان، وبعضا آخر يجلس على مائدة المفاوضات لمحاولة التعطيل، ومن ثم يجب الالتفات لمثل هذه الأمور.
■ هل لديك مخاوف من انزلاق البلاد لحرب أهلية فى ضوء ما نشهده من عنف؟
- لا يمكن الوصول لمرحلة الحرب الأهلية بين المصريين، وكل ما يحدث هو محاولات للعنف أحيانا، والتفجير أحيانا أخرى من قبل هؤلاء الجماعات، لأنها فى حالة تحطيم ذاتى غير مباشر، وتلجأ لمحاولات انتحارية لا شعورية، وكل ذلك لأنهم وصلوا للحكم وهم غير مؤهلين وفاقدون للكفاءة، وبعيدون كل البعد عن الديمقراطية، ومن ثم ضمهم لأى تحالف وطنى تعطيل للمسيرة وليس نوعا من الديمقراطية، وأنصح القائمين على السياسة بالاستمرار فى الديمقراطية، ومن يرد الانضمام للعمل السياسى بناء على نبذ العنف فأهلاً وسهلاً به، أما من يريد تغيير عقول المصريين فلا مجال له، ودعنى ألفت نظرك لشىء وهو أن انتهاء الإخوان فى مصر يعنى ضياع ونهاية ما يسمى «التنظيم الدولى للجماعة»، فالجماعة ظلت تعمل لمدة ٨٠ عاماً وجاءت القيادات الحالية لتقضى عليها، ومن ثم فالجماعة الآن فى عملية انتحار بطىء وتحطيم ذاتى غير مباشر وأشبه بفريسة تركل بقدميها قبل موتها.
■ كيف ترى شباب حملة تمرد؟
- متفرد ومتميز واستطاع إفساد خطة للغرب وأمريكا لنقل الصراع والإرهاب لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديدا مصر بهدف تفكيكها وتحطيم جيوشها، فهؤلاء الشباب قضوا على تلك الأفكار التى تصب فى النهاية لصالح الكيان الصهيونى، وجعلوا السياسة الأمريكية فى حالة ارتجاج مخى مما فعله فيهم تمرد والشعب المصرى.
■ كيف تقيم خطابات الرئيس المعزول محمد مرسى، منذ قدومه للحكم، وما دلالاتها من الناحية النفسية؟
- خطابات مرسى منذ أن جاء إلى الحكم كارثية وغير موفقة وموجهة إلى جماعته فقط، وتعبر عن حالة خواء داخلى، وغالبية تلك الخطابات إن لم تكن جميعها يشوبها إسفاف كبير، وأشبه بجلسات المصاطب وحوارات المقاهى، فلا يوجد رئيس جمهورية فى العالم يتحدث بهذه اللغة، ويذكر أسماء معارضيه علناً، بل يقول الشىء ونقيضه فى نفس الوقت، حيث تحدث عن احترامه وتقديره للقضاة واتهمهم بالتزوير، وتحدث ساخراً عن أحكام البراءة التى حصل عليها بعض رموز النظام الأسبق، ونفس الأمر مع الإعلام، ولم أر رئيسا يهاجم إعلام وطنه بهذا الشكل إلا فى الأنظمة المستبدة، وحديثه عن الأصابع والمؤامرات والطرف الثالث يعكس فشله وعجزه، وإلقاء أسباب الفشل والعجز على مبررات أخرى يسمى فى علم النفس «إسقاط»، فهو يتحدث دائما عن مبررات الفشل دون أن يعترف به، وجميع خطاباته موجهة فقط لجماعة الإخوان والبسطاء من الناس فقط، أما الأذكياء والمثقفون فلم يحظ الخطاب بأى نوع من التقدير لديهم.
■ لماذا فشل مرسى فى أن يكون رئيساً لكل المصريين؟
- مرسى لا يعبر عن ذاته، إنما يعبر عن الجماعة التى جاءت به رئيسا، وهو على علم تام بأنه إن لم تكن الجماعة وراءه بأموالها وأعضائها، لكان من المستحيل قدومه رئيسا لأنه شخص غير معروف لعامة الشعب، ولذا محاولته أن يكون رئيسا للجميع كانت مستحيلة من الناحية النفسية.
■ البعض فسر تصرفات جماعة الإخوان المغايرة لما تحدثوا عنه، بأنها نتاج العنف والتعذيب الذى تعرضوا له بالمعتقلات، هل يمكن من الناحية النفسية أن ينعكس ذلك على سلوكهم؟
- فى الغالب الاعتقال والتعذيب والسجن يؤدى لما يسمى «الكرب التالى للصدمة»، وهذا المرض يجعل الشخص المسجون عصبيا طوال الوقت ويميل للإدمان والتبلد فى العواطف، وبعد خروجه إما ألا يرتكب أو يمارس أى نوع من أنواع الظلم الذى وقع عليه فى السجن، وهو ما حدث مع زعيم جنوب أفريقيا، نيلسون مانديلا، أو أن تتغير أخلاقه ويحدث عنده نوع من الشماتة والرغبة فى الانتقام ممن عذبه بل والانتقام من المجتمع كله لأنه صمت على تعذيبه، ويسلك نفس السلوك المعتدى، وهذا يسمى فى علم الطب النفسى مرض «التوحد مع المعتدى»، وهذا هو ما حدث مع من كانوا فى الحكم، فتجد الكثير من المنتمين لجماعة الإخوان ارتكبوا نفس أفعال الرئيس المعزول محمد مرسى وقلدوه فى أفعاله دون إدراك، لأنها عملية نفسية لا شعورية، وأنا أعرف أصدقاء أطباء كثر من جماعة الإخوان، تغير سلوكهم بعد وصول الجماعة للحكم ولكنهم لا يدركون ذلك ولا يعترفون به.
■ تعنى بحديثك أن السلطة بتوصيفك النفسى «أمرضت» الجماعة؟
- السلطة مرض يؤثر فى الإنسان نفسيا ويصيبه بعدة صفات منها التعالى والغطرسة المتلازمة، والاستمرار فى السلطة لسنوات طويلة يصيب الإنسان بهذا المرض، ويتصور أنه مبعوث العناية الإلهية ويلتصق بالكرسى، والإخوان وصلوا لهذه الحالة مبكرا، لأنهم خرجوا من السجون إلى السلطة مباشرة، ومارسوا عملهم دون مساءلة أو محاسبة، ودعنى أقل لك إن كل المستبدين يقولون نفس الكلام على معارضيهم، فما قاله الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى قاله الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على، ويقوله حاليا الرئيس السورى بشار الأسد، والإخوان يكررون نفس كلام الرئيس السابق حسنى مبارك ويعتبرون أنفسهم ممثلى الإسلام، ومعارضيهم كفرة.
■ الجماعة تعتبر تكريم مرسى لك فى عيد العلم بعد أن اتهمته بأنه مريض نفسى هو من رقى أخلاقهم، بم تعلق؟
- لم أصف مرسى يوماً بأنه مريض نفسى، وليس لى حق فى إطلاق هذا الوصف، لأنى لم أفحصه طبيا، وحتى لو فحصته وتأكدت من مرضه فإن أخلاقيات المهنة تمنعنى من إعلان ذلك، والدليل على ذلك عندما سُئلت عن القذافى وتوصيف مرضه النفسى، رفضت أن أصفه بالمريض النفسى، فهو مجرم حرب، أعود مرة أخرى للحديث عن تكريمى من مرسى، للعلم سبق تكريمى بالخارج قبل تكريمى بمصر، بصفتى أول من يفوز برئاسة الجمعية العالمية للطب النفسى من خارج أوروبا وأمريكا، من بين ٢٢٠ ألف طبيب نفسى على مستوى العالم، ومن بين ١٣٦ جمعية للطب النفسى عالمياً، وللعلم الذى كرمنى بهذه الاحتفالية هو أكاديمية البحث العلمى، وليس مرسى، وهنا أشير لموقف طريف حدث فى عملية التكريم، هو أن التكريم جاء لحصولى على جائزة مبارك للعلوم والتى تم تغيير اسمها لجائزة النيل، وعندما كرمنى الرئيس تم تغيير اسمها لوسام العلوم والفنون، ولذا جاءت الشهادة التى حصلت عليها باسم جائزة مبارك وجاءت الميدالية التى أخذتها من الرئيس مرسى مكتوبا عليها جائزة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وأنا هنا فى مكتبى أضع صورة تكريمى من مبارك ومرسى، وهذا يسبب لى حرجا ونقدا من ضيوفى الذين أستقبلهم.
■ لا يمكن أن نتحدث عن سلوكيات المصريين دون الإشارة لما حدث بقرية أبو مسلم ومقتل ٤ مصريين ينتمون للمذهب الشيعى، كيف تقيم تلك الواقعة من الناحية النفسية وما هى دوافعها؟
- ما رأيناه من مقتل مصريين شيعة يدل على الهمجية والحيوانية ووفاة النفس اللوامة لدى مرتكبى الواقعة، فهؤلاء لا يتسمون بالأخلاق أو الضمير الذى يراقب تلك الهمجية، ودعنى أقل لك إن ما يحدث فى مصر شىء غريب جدا، حيث يوجد فى الحيوانات والإنسان ما يسمى «المخ القديم» وهو عبارة عن أجزاء من المخ مسؤولة عن كل عمل اندفاعى يشمل القوة وإشباع الرغبات وعدم الاكتراث بالأخلاق وهذا هو سلوك الحيوان، والله سبحانه وتعالى ميز الإنسان فى عقله بما يسمى «الفص الأمامى بالمخ»، وهذا الفص مسؤول عن الضمير والقيم والتقاليد والأخلاق والإنسانية بمعناها الشامل، وهذا الفص لا يعمل إلا فى وجود الإطار القانونى وتوافر الأمن والأمان وهيبة الدولة، وفى حالة غياب تلك الأشياء كما هو الحال الآن تصبح النفس اللوامة معطلة أو بمعنى يصبح الجزء المسؤول عن أعمال الخير والضمير وأحكام العقل غائبا، ويصبح العقل الهمجى الذى لا يلتزم بأى قوانين هو القائم، وهذا ما حدث فى واقعة قرية أبو مسلم.
■ تعنى إذاً أن العقول فى مصر تغيبت بسبب الظروف الراهنة وغياب دولة القانون؟
- من الناحية النفسية شخصية الإنسان لها تكوين هرمى، بمعنى أنه لا بد أن تتوافر لها أولاً الاحتياجات البيولوجية من مسكن وملبس وطعام وشراب، يليها بعد ذلك مرحلة الاستقرار وتوافر الإحساس بالأمن والأمان، وبعد هذين الأمرين تأتى مرحلة الانتماء للوطن والانتماء الدينى، بمعنى أنه لو تم حرمان شخص من هذه الاحتياجات الأساسية وأصبح غير مستقر أمنيا فهو لا يكترث ولا يهتم بانتمائه لوطنه أو دينه، وهذا ما يحدث مع سكان العشوائيات، أضف إلى ذلك ما يسمى بـ«سياسة غريزة القطيع»، الذى ينساق دون وعى وراء قائده.
■ هل تعنى أن بلد غالبية سكانه بهذه المواصفات لا تصلح معهم الديمقراطية الذى يعنيها الإخوان؟
- ديمقراطية الصندوق التى تحدث عنها الإخوان ليست هى كل الديمقراطية، ولابد أولاً أن تتحقق فى وجود عناصر أخرى من تعليم وصحة واحتياجات أساسية وحرية تعبير، لأن الصندوق دون هذه المقومات لا يعنى الديمقراطية ولا يعكسها، وهذه الديمقراطية يتم تغليفها بغلاف دينى، وبمناسبة الحديث عن التدين الكاذب دعنى أذكرك بما قاله ابن رشد فى هذا الشأن وهو: إذا أردت أن تتحكم فى جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف دينى، والشيخ الغزالى رحمه الله قال أيضا: كل تدين يجافى العلم والثقافة والفن ويخاصم الفكر فهو تدين يفقد كل صلاحياته... أؤكد لك أن التيارات الإسلامية لا تؤمن بالحوار لأنها لا تؤمن إلا بالرأى الواحد باعتباره رأى الشريعة والدين، وهذا يتناقض مع فكرة وجود خمسة أحزاب ذات مرجعية إسلامية فى بلد واحد يدعى تطبيق الشريعة.
■ هل أنت متفائل بالمستقبل؟
- بالطبع متفائل، وذلك بفضل الشباب، ووعيهم السياسى الصحيح أحيانا يكون وعيا غير محنك، لكنه شىء إيجابى فى حد ذاته وحماسهم شىء إيجابى، وأدعو قيادات الوطن لاستيعاب هؤلاء الشباب ودمجهم فى المناصب التنفيذية وتدريبهم كى يتولوا شؤون البلد فى السنوات القليلة المقبلة، لأنى ضد أن يتولى شخص تجاوز عمره ٦٥ عاماً أى منصب تنفيذى بالدولة، لأننا الآن فى عهد الشباب وزمانهم

الجمعة، 12 يوليو 2013

فيلم سيما بقلم إسعاد يونس ١٢/ ٧/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم

■ وكأنها كانت نهاية فيلم سينمائى عنيف آكشن دموى بالقبض على رئيس العصابة وعزله تمهيدا لمحاكمته.. ثم تتوالى صور أعضاء العصابة وش وبروفيل وتتحرك أصابع ماكينة الطباعة لتكتب جملا مثل «وتم إيداعه مستشفى الأمراض العقلية نظرا لصعوبة محاكمته وهو لا يتمتع بأى قوى عقلية».. أو «قبض عليه وهو يعد حقيبة ضخمة من أموال مغسولة ليوزعها على محاسيبه وأفراد عُصبته ليقتلوا بها الناس أو ينشئوا بها كابينيهات شوارع بدون صرف إمعانا فى ذل البشرية وخنقها بروائحه الكريهة».. أو «تم القبض عليه وهو بلباس النوم مرددا فى غتاتة خلاص يا عزة بلاش صريخ بقى.. مانتى عارفة إنى مجرم وكان لازم حايتقبض عليا وإلا تبقى قوانين الطبيعة انضربت فى الخلاط».. ولكن شاء القدر أن تصبح النهاية مفتوحة لنشاهد ونعيش معا أحداث الجزء الثانى منه، والتى نتوقع أن تنتهى قريبا بالنهاية السعيدة المرتقبة والتى تتمناها جموع الشعب المصرى قاطبة والتى وجدت نفسها مضطرة للتمثيل فى هذا الفيلم الردىء المسف، ولكن حمدا لله كان الدور بطولة مطلقة والباقى كومبارس.
■ أنا معرفش إحنا كنا بنتعلم الوطنية فى صغرنا إزاى.. لكن حدود الوطن وحبه وأسراره وكرامته كانت أشياء مقدسة لدينا.. واضح إن الأجهزة المعنية بالتعليم والاجتماع والنفس والتربية الوطنية لديها مهمة خطيرة، وهى إعادة مراجعة المناهج والسلوك الاجتماعى لترسيخ فكرة الوطن من تانى.. واضح إنها باظت شوية ومعالمها اتشوهت فوجدنا هؤلاء الخوارج عن الوطن والدين يخونون البلد عادى جدا وبمنتهى العين الباكسة.. ويجب التركيز فى الفترة القادمة على المسلسلات الوطنية والمأخوذة من ملفات المخابرات المصرية.. بالمناسبة هذه الملفات بعد هوجة الخيانة المنتشرة فى جماعات اليمين المتطرف الإرهابى حاتتدملك وتكلبظ بعد القبض على جموع الخونة دول.. شرط أن يُعدموا فى نهاية المسلسلات دى.
■ العملية ٦٧٥٣٤ سوف يتم تنفيذها الساعة صفر يوم الجمعة لإنقاذ البطل.. هلموا يا رفاق نتوجه إلى السكنة العسكرية لتحرير الهُمام.. إما الشهادة وإما عتق أسر القائد المغوار.. تقولش تشى جيفارا والا جمال عبدالناصر؟؟.. إيشحال إن ماكانش أهطل؟؟
■ الناس اللى مثلهم الأعلى زى مرسى ده والبلطاجى وأبو ليتين وزروط بظاظى لازم يكونوا محتاجين تأهيل عقلى وصدمات كهربا عشان يفوقوا ويرجعوا بنى آدمين تانى.. صعبانين عليا والله..
■ فى التحرير.. وجدت أهلى وناسى.. وجدت مصر اللى على حق.. وجدت كتلا بشرية من كل الأطياف والطبقات تتناغم وتتعاون وتتحاب.. لا شفنا بلطجة ولا سلاح ولا فلول ولا طرف تانى ولا تالت.. طلع كل الكلام ده عندهم هما.. وطلعوا المصريين ناس مسالمين متحضرين مالهمش فى التجرمة والهلفطة وطولة اليد واللسان.. ده حتى يا مؤمن الميدان كانت ريحته زى القشطة.. حتى الجلخ طلع مش من عندنا.. واخدينه هما حق حصرى..
■ كل الزعبوبة دى منهم خوفا على انهيار الحلم وسقوط الأسطورة.. قالك بقالنا تلاتة وتمانين سنة بنبنى فى الجماعة.. تيجوا تهدوهالنا إنتوا فى سنة؟؟..طب وإحنا مالنا؟؟.. إنتوا بقالكوا كل ده قاعدين فى الضلمة بتخططوا لوهم محدش فاهمه غيركوا.. وبتهجصوا بكلام لا علاقة له بالواقع.. بل يتسم بمنتهى الجهل والشر والفشل.. ولما طلعتوا على وش الدنيا اتضحت الحقيقة.. كشفكوا على الملأ كده اتأخر تلاتة وتمانين سنة.. اللى أنا مش فاهماه.. إزاى كل الأنظمة اللى مريتوا بيها خضعت لإرهابكم وخافت من عبارة حانولعلكوا الدنيا.. فعقدوا معاكوا مهادنات واتفاقيات.. وطلعتوا ولا تسووا المجهود ولا الفكر ولا الخوف ده كله.. طلعتوا فريق من الخونة بياعين الشرف والدم والوطن.. دانتوا عصابة يابا..
■ أما بالنسبة للحمام الزغاليل اللى مسشور ريشه عند الكوافير وشامط فرع زيتون فى بقه ومديها تصالح ولا إقصاء، خد الإذن يا محترم منك ليه من الأمهات الثكالى للشباب والضباط والجنود اللى راحوا قبل ماتبقشش من جيب أهلك.. والا أقولك.. خد الإذن من مصر اللى اتهانت واتمرمطت وسمعتها بقت فى الأرض وافتقرت واتعوزت واتكشف سترها ولا ست البنات فى ميدان العالم العام.. تصالح إيه يا حاج منك ليه؟؟.. مش فيه حاجة اسمها قصاص؟؟.. مش فيه قوانين عقوبات؟؟.. مش فيه جرائم خيانة عظمى؟؟.. مش فيه شىء اسمه إرهاب جماعى وتهريب سلاح وتسهيل دخول عصابات لاحتلال البلد من كل الحدود والمعابر وتحريض على قتل وسحل ورمى عيال من فوق أسطح عمارات؟؟.. بتتساهل فى حق مين إنت؟؟..
■ على رأى واحدة صاحبتى، دانت فى أمريكا بلد الحرية والديمقراطية لو تخطيت السرعة وإنت سايق العربية، بتوقفك على جنب سيارة شرطة، ويترجل منها الضابط ويجيلك لحد عندك يطلب رخصك، تستجرى ساعتها تعمل دكر وتفتح باب العربية بس؟؟.. مش تنزل منها؟.. يطلع مسدسه ويكلبشك ويسوقك عالقسم فورا وبدون تفاهم، ولو اتفاتكت وعملت فيها أحمد المغير والا عايص عبدالماجد يرزعك طلقة ف رجليك يكومك على طول.. مش تقوللى حرس جمهورى والا سكنة عسكرية؟؟.. إحنا حانهرج؟؟..
■ السادة حزب النور والإخوة السلفيين عموما.. بصرف النظر عن اللى اتكشفن وبان عن اجتماعاتكوا بالسفيرة الأنتيكة واشتراككوا فى مخطط تعطيل التشكيل الوزارى.. إحنا مانعرفش عنكم اسم الله على مقامكم غير الأخ اللى أدن فى المجلس.. وتصريحات السيد الشحات وتكفير نجيب محفوظ والفن وتلبيس التماثيل شمع، وتنقيب تمثال الست الهانم أم كلثوم وقطع رقبة العبقرى طه حسين والأفندى أبومناخير وروبين هود الطريق الزراعى وفتاوى النكاح والمفاخذة وأمك ماتلبسش حجاب وعايز أختى كاميليا وسوسن وعبير وليلى ومانبقاش رجالة لو ماحرقناش الكنايس والأستاذ اللى قعد يعيط لما مشوه من الرياسة المنكوبة على أيام المنزوع.. وبلاوى كتير قوى وربنا حليم ستار بقى.. فنلم الدور والنبى.. مش طالباكوا خالص.. الشعب بجد ماعندوش أى استعداد يتحمل سخافات من النوع ده تانى.. اركنوا على جنب شوية بقى.. وللعلم فكرة إنكم الفزاعة البديلة للإخوان دى قدمت خلاص.. كله اتحرق.. دوبوا فى المجتمع بهدوء كده.. كل واحد يحمل معتقداته ويخليها لنفسه.. لا حد يتحرش بيكم ولا انتوا تتحرشوا بحد.. غير كده.. مش حايبقى حلو..
■ كلمة لوجه الله.. على بعض العيال اللى طلعوا فى المقدر جديد أيام الثورة وعملولهم شوية صفحات وخدوا شهرة كل شوية تتصبغ بصبغة وتتلون بلون.. حياة النبى بلاش قرننة وزعرنة وفتى فى الفاضى والمليان.. الشعب عملها من غيركوا ومش ناقصكوا ولا طايقكوا، فارحمونا إنتوا روخرين من كتر الهرى وركزوا فى القرشين اللى جمعتموهم والعربيات اللى ركبتوها وحلوا عن كتافنا..
■ السيد الدكتور حازم الببلاوى رجل محترم وكفء.. كل الأمل أن يستعين فى تشكيل الوزارة الجديدة بكفاءات أحسن منه وأبرع.. هكذا تنهض البلاد عندما لا تتوقف عند سقف فكر واحد وزمن واحد.. أما موضوع طرح الحقائب الوزارية على بواقى من باعوا البلد.. فبأى منطق؟؟.. القط استلم مفتاح الكرار من بدرى وفضّاه من كل ما فيه.. محاولة افتعال الحكمة والسماحة فى هذا الوقت مرفوضة من وجهة نظرى الشخصية كمواطنة.. عايزين ناس توبها أبيض مش ملوث بالدم والنصب والاحتيال، والأهم إنها معدومة الكفاءة.. ثبت أن أى منتمٍ لتيار الإسلام السياسى (أو كان منتمى وعمل نفسه خلع كده وكده) ده أبيض يا ورد.. ماسح زى الملليم المعضوض.. فمالوش عازة بالمرة.
■ السيد المتحدث العسكرى.. اعتذار واجب.. معلش يعنى ماتآخذناش من هوجة البصبصة الحريمى لسعادتك دى.. البنات والستات حصلهم صدمة حضارية لما شافوك.. أصلهم يا ولداه خارجين من أزمة نفسية بسبب كمية السحن استغفر الله العظيم من عينة البلطاجى النفاف وظروط التفاف وإشى عبدالله بدر على خالد عبدالله على المحروس اللى عايز راجل.. ده غير الكبير قوى اللى كان مجموعة صوابع طالعلها بنى آدم.. بلاوى سعادتك تجيب كلالى فى زوايا العينين وتصيب النفر مننا بقطع خلف حاد مع رعشة فى الحواجب واعوجاج فى مقصات البُق.. فوجب الاعتذار يعنى.. ورمضان كريم يا باشا..

الجمعة، 5 يوليو 2013

شكراً يا رب بقلم إسعاد يونس ٥/ ٧/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم


■ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. شكراً يارب.. اللهم لك ألف حمد وشكر.. يا مانح النعم يا أكرم الأكرمين.. شعب مصر وأنا منه يسجد لك حامداً شاكراً مسبحاً بنعمتك. فقد أقصيت عنا غماً كاد أن يهلك تسعين مليونا من البشر.
■ كل الشكر لـ«المشير» عبدالفتاح السيسى إن شاء الله.. فهو لقب يستحقه ونتمنى أن يحصل عليه فوراً.. وأقل ما يمكن أن نكافئه به.. أنت رجل تفخر به مصر.
■ شكراً لرجالنا البواسل فى القوات المسلحة المصرية.. خير أجناد الأرض الذين فتحوا صدورهم ووضعوا أرواحهم فوق أكفهم ليشتروا بها الباقى من أعمارنا ومستقبل أولادنا جميعا.
■ شكراً لرجال الداخلية الذين عادوا إلى أحضاننا بعد طول غياب وطول معاناة وحرب، ليكونوا الدرع الواقية والذراع الحامية لأبناء وطنهم.
■ شكراً لمحمود بدر ورفاقه البواسل.. مؤسسى حملة تمرد.. شباب مصر الرائع الفتىّ الذكى المثابر المبدع.. تسلم إيد الأم اللى ربت كل واحد فيكم.. ويسلم عقل الأب اللى رعى كل واحد فيكم وأوصلكم لمجتمعكم فتأخذوا بيده وتنقذوه بفكرة نبيلة ضربت مثلاً للعالم كله فى الإبداع والنباهة والرقى والتحضر.
■ شكراً لمولانا الإمام الطيب شيخ أزهرنا وصبور عصرنا وحكيم وسطيتنا فى ديننا.
■ شكراً قداسة البابا تواضروس على حكمتك وعلمك الفياض ووطنيتك الخالصة.
■ شكراً لكل شهيد ضحى بالروح والدم من أجل هذا الوطن الغالى.. وشكراً لكل أم أودعت ضناها بين يدى الله راضية بحكمه شاخصة لجنته.. قبلة على قدمك يا أنبل المخلوقات.
■ شكراً لكتيبة الإعلام المدنى الحر بكاملها.. التى وقفت بجوار الشعب المصرى وانحازت له رغم قسوة التهديدات وضراوتها وسفالة الهجوم ووضاعة الوسائل.. سيدات ورجال واجهوا الهجمة الرجعية الشرسة بأرواحهم وقوت أولادهم.. كانوا من أقوى الدروع التى حمت الوطن.. وأشدها عناداً ورفضاً للاستسلام.. القوة الناعمة التى تتوق كل الأنظمة الديكتاتورية الفاشلة لوأدها والقضاء عليها.. أو على أقل تقدير إما لشرائها أو لإخراسها.. يطيب لى أن أذكر الأسماء ولكنى أموت رعباً أن أنسى أحداً.. لا أريد أن أنسى إبراهيم عيسى وعمرو أديب ولميس الحديدى ويسرى فودة ويوسف الحسينى وريم ماجد وعادل حمودة وخيرى رمضان وجابر القرموطى ووائل الإبراشى ومحمد شردى ود. ضياء رشوان ود. خالد أبوبكر ومنى الشاذلى وفريق صباح أون، وأبطالاً آخرين أكثر، بما فى ذلك فرق التحقيقات والتقارير والإعداد.. شكراً لكل كتاب الصحافة الأحرار جنود بلاط صاحبة الجلالة.. شكر خاص لكل بطل وبطلة فيكم.. وكل العذر إن خانتنى الذاكرة.. جميلكم لا يُنسى.
■ وأيضاً شكر خاص لذلك الرجل الذى لعب دوراً مهما رغم هجومنا «جميعاً» عليه فى بداية الثورة، ووضعه على مائدة السخرية والتريقة والتسفيه.. ولكن شيئا فشيئا بدأ الناس مع اشتداد الأزمة يسمعونه، وإن كانوا يخجلون من إعلان ذلك وهو الأمر الذى لم يفسره غير حالة الإرهاب الفكرى التى فرضها بعضنا على الآخر فى هوجة المشاعر المتباينة والارتباك الذى كان الجميع يعانى منه.. هذا الرجل لعب دوراً فى توجيه الناس وحشدهم للخلاص من الكابوس.. وكانت له أفكار قد نختلف معها ولكن إنكار جهده هو عودة لحالة التناحر والخصام التى نريد أن ننساها.. وهو الإعلامى الدكتور توفيق عكاشة.
■ شكرا للشباب الذين عرفتنا عليهم الثورة.. شباب الثوار الأنقياء الذين يحملون عبء الأحزاب السياسية على أكتافهم.. من أول التيار الشعبى إلى الدستور والمصريين الأحرار إلى جميع الأحزاب المدنية المختلفة.. ومنهم أحمد دومة ورفقاؤه الذين يعيشون الآن خلف الأسوار بلا أى ذنب جنوه إلا حبهم لوطنهم.. فالحرية لأحمد دومة والرفاق جميعا، وأتمنى أن تتم بأسرع وقت حتى تكتمل الفرحة وتكتحل عيونهم برؤية مصر الحرة الجديدة التى كادوا أن يبذلوا حياتهم من أجلها.
■ شكراً لرموز المعارضة الذين ثابروا وتحملوا النقد والاتهامات بالتخوين وخلافه.. فقد أضاءوا الكثير من المشاعل، وأناروا بصيرتنا بكثير من الأمور التى لم نكن نفهم فيها.
■ شكراً للفقهاء الدستوريين الذين علمونا كيف نقرأ دساتيرنا ونناقشها.. وكذلك الحقوقيون الذين ساهموا فى توعيتنا وتوسيع مداركنا.
■ شكراً لكتيبة رجال القضاء الأشراف بكل تنويعاتهم الذين وقفوا بكل صلابة وقوة ضد الغشم والجهل والنوايا الملعونة.. وشكر خاص لسيادة المستشارة تهانى الجبالى التى لم تهدأ لحظة ولم تبخل بجهد أو مال أو رأى.
■ شكراً لكل النشطاء أصحاب الأهداف السليمة المستقيمة بلا مؤامرات أو اتفاقات جانبية.. أصحاب الرأى الواحد والنية الصافية والمبدأ الذى لا يتجزأ.. فقد عرضوا أنفسهم للأخطار كثيراً غير مبالين إلا بمصر.
■ شكراً للمثقفين المصريين كتيبة الفكر والتنوير.. الذين بدأوا حربهم بتكوين جبهة الإبداع لمواجهة العقم الفكرى الذى استشعروه مع بداية تكوين اللجنة التأسيسية لوضع الدستور.. والذين استمر كفاحهم فى الشوارع والمكاتب والبرامج والمقالات منذ بداية الثورة وحتى يوم النصر، وأخذوا الريادة فى عزل وزير الثقافة الإخوانى ومنعه من دخول الوزارة.. واجهوا حملة من تهبيط الهمم والتعجيز بأنهم لن يصمدوا فى اعتصامهم.. ولكنهم نجحوا وأثبتوا أن كتيبة المثقفين ما هى إلا محارب قديم وعتيق يحمل قلمه فى مواجهة الردة والتخلف.. والذى ثبت أنه أمضى من السيف والمدفع.. وأخص بالذكر المقاتلين خالد يوسف ود. محمد العدل اللذين كنت أنا شاهدة على أنهما قضيا العامين الماضيين فى الشوارع والمظاهرات والاعتصامات.. لم يبخلا بكل نفيس وغال ولم يتأخرا عن طلب أو دعم.
■ شكراً للمرأة المصرية بجميع أطيافها.. حرائر مصر اللائى أثبتن أن حضارة مصر تكمن فى نسائها قبل رجالها.. رغم كل التعنت والإهمال والإقصاء والتفرقة العنصرية والتحرش وكل مظاهر السفالة والانحدار.. صمدت المرأة المصرية بكل قوة وعظمة فاستحقت انحناءة الإجلال والاحترام.
■ شكراً للشعب المصرى قاطبة.. فلاحيه وعماله وبسطائه وشبابه ورجاله وكهوله.. حتى أطفاله.. هذا الشعب الذى ستحتار كتب التاريخ فى وصفه ورصد ميزاته واستيعاب حضارته وفلسفته.
■ شكراً لباسم يوسف.. الذى أعاننا كثيراً فى تقبل الهطل وخفف عنا مشقة المعاناة، وجسد السخرية السياسية فى أحدث أثوابها.. الذى أرعب النظام بنكاته الساخرة وعراه من كل ستر وجعله يحسب ألف حساب لما سيتشدق به البلد عنه إثر كل حلقة.
■ وأخيراً شكراً محمد مرسى.. أنت كنت فلتة زمانك وظاهرة عصرك وأوانك.. أنت وكل أتباعك الذين اكتشفت مصر أنهم كانوا زى الخراج اللى طالع تحت الباط.. بلوة وحطت عليكى يا مصر وشاء السميع العليم يزيحها.. كل الشكر لكم لأنكم وحدتمونا كلنا تحت لواء كرهكم والقرف منكم واحتقاركم واستكتار أن مصر تحوى ناس معفنة زيكم.. فكل الشكر.
■ الأسبوع اللى جاى بقى نفتكر مع بعض تفاصيل الأيام الضنك اللى عشناها مع العالم السكة دى.. داحنا حانضحك ضوحك.