|
المشاركات الشائعة
-
يا صديقي لست أدري ما أنا ** أو تدري أنت ما أنت هنا أنت مثلي تائه في غربة** و جميع الناس أيضاً مثلنا نحن ضيفان نقضيَ فترة ** ثم نمض...
الجمعة، 29 مارس 2013
تسونامى كيكو إسعاد يونس ٢٩/ ٣/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم
الاثنين، 25 مارس 2013
كيف يتحوَّل المؤمن إلى جلاد..؟! لعلاء الأسوانى بالمصرى اليوم 26 مارس 2013
خلال الاشتباكات التى تمت يوم الجمعة الماضى بين المتظاهرين والإخوان المسلمين فى منطقة المقطم.. قبض الإخوان على المناضل اليسارى كمال خليل وحبسوه فى المسجد، حيث رأى بنفسه عدداً من المتظاهرين وقد تم تجريدهم من ملابسهم وجلدهم ببشاعة داخل المسجد حتى غاب معظمهم عن الوعى. كان الإخوان يستعملون كرباجاً كبيراً فى ضرب ضحاياهم وقد سأل الأستاذ كمال صاحب الكرباج فقال له:
ـــ ده كرباج سودانى أنا ناقعه فى الزيت من فترة طويلة..الضربة الواحدة منه تقطع الجلد.
من حظ كمال خليل أن تعرَّف إلى أحد جيرانه بين الإخوان فتوسط ومنع تعذيبه لكنه نشر شهادته عن سلخانة الإخوان على موقع البداية، ثم تواترت شهادات الضحايا فى الصحف لتؤكد تعذيبهم ببشاعة، أما المتظاهر أمير عياد فقد اكتشف الإخوان أنه قبطى فضاعفوا جرعة التعذيب حتى شارف الموت وكانوا ينادونه بـ«الكلب المسيحى». لقد ارتكب الإخوان فى المقطم نفس الجرائم البشعة التى ارتكبوها من قبل أمام الاتحادية وفى معسكرات الأمن المركزى. قرأت شهادات ضحايا الإخوان وفكرت أن عضو الإخوان المسلمين الذى افتخر بكرباجه السودانى وزملائه الذين يجلدون ضحاياهم بقسوة حتى يفقدوا الوعى، هؤلاء جميعاً مؤمنون يحرصون على الصلاة والصيام ويحرصون فى حياتهم على ألا يفعلوا شيئاً حراماً أو حتى مكروهاً.. كيف يتحولون إلى جلادين..؟! يجب أن نذكر أن ارتكاب الجرائم باسم الدين قد حدث فى الأديان جميعاً. فالكنيسة الكاثوليكية مثلاً التى قدمت للعالم قيماً عظيمة فى المحبة والتسامح هى ذاتها التى شنت الحروب الصليبية وعقدت محاكم التفتيش وقتلت مئات الألوف من اليهود والمسلمين. أى دين يمكن أن نفهمه بطريقة صحيحة فيجعلنا كائنات إنسانية أرقى ومن الممكن قراءته بطريقة متعصبة تؤدى إلى ارتكاب الجرائم. السؤال: كيف يتحول المؤمن إلى جلاد..؟! أعتقد أن المؤمن الحقيقى لا يمكن أن يرتكب مثل هذه الجرائم وإنما المتطرف هو الذى يتحول إلى جلاد، ويتم تحوله عبر الخطوات التالية:
أولاً: احتكار الحقيقة
ليس الدين وجهة نظر يمكن مناقشتها أو تغييرها وإنما الدين إيمان وجدانى راسخ. الناس غالباً يستعملون العقل لتأييد الإيمان، ونادراً ما يكتشفون الإيمان بواسطة العقل. الدين اعتقاد حصرى بمعنى أن أصحاب كل دين يؤمنون بأن دينهم صحيح وكل الأديان الأخرى على خطأ.. بالرغم من ذلك فقد ثبت فى التاريخ أن الفهم الصحيح لأى دين يجعل صاحبه متسامحاً مع أصحاب الأديان الأخرى إلا أن المتطرف يؤمن دائماً بأنه يحتكر الفهم الصحيح للدين، أما الآخرون فهم فى نظره كفار أنجاس أو فاسقون منحلون مقيمون على الخطايا. إن المتطرف يعتبر أنه مركز العالم وكل من يختلف عنه فى الأطراف المهملة.. هذا اليقين باحتكار الحقيقة واحتقار الآخرين لا يستند إلى حقيقة الإسلام الذى يحمل فى جوهره تعاليم متسامحة مع البشر جميعاً، كما أن غطرسة المتطرفين تتجاهل حقيقة أن المسلمين يشكلون فقط خُمس سكان العالم ما يجعل المتطرف يحتقر أربعة أخماس البشر.
ثانياً: ممارسة الدين بالتميز
المتطرف ليس لديه تجربة دينية عميقة. الدين بالنسبة إليه ليس علاقة روحانية مع ربنا سبحانه وتعالى وإنما الدين عنده وسيلة لإظهار تميزه على الآخرين. المتطرف يستمتع بإظهار تدينه لأنه يحس عندئذ أنه أفضل من الآخرين الأقل التزاماً بالدين منه. إن المتطرف غالباً ما يعانى من مركبات نقص يعالجها بتفوقه الدينى على الآخرين. إنه لا يمارس تدينه ليمنحه السكينة والسلام وإنما يستعمله لكى يقهر الآخرين ويسيطر عليهم. قد يحس بأن الآخرين أفضل منه تعليماً أو أكثر حظاً فى الحياة لكنه يعوض ذلك بأن يمارس عليهم تدينه حتى يحس بأنه أفضل منهم عند الله كما أن المتطرف لا يكتفى بإظهار تميزه على الآخرين وإنما يظهر غالباً احتقاره للمختلفين عنه لكى يستمتع بتفوقه الدينى.
ثالثاً: استعادة مجد الدين عن طريق الحرب المقدسة
لابد للمتطرف أن يعيش فى عالم افتراضى متخيل مريح فى ظل فكرة وهمية تجعله يحس بأنه ليس مؤمناً عادياً، وإنما هو جندى شجاع يجاهد فى سبيل إعلاء كلمة الدين. لابد أن يتخيل المتطرف أن هناك حرباً عالمية كبرى شرسة متعددة الأطراف ضد الدين الذى يؤمن به ويجب عليه أن يقاتل بضراوة أعداء الدين لإعلاء كلمة الله. إن المتطرف الذى يتمسك بعالمه المتخيل يشبه تماماً الشخصية التى أبدعها الروائى الإسبانى الشهير «سرفانتس».. «دون كيخوته» الذى أحب أن يكون فارساً بعد أن انقضى عصر الفرسان فانتهى به الأمر إلى محاربة طواحين الهواء. إن مشايخ الإسلام السياسى نجحوا فى صناعة فكرة وهمية اسمها «الخلافة الإسلامية».. مئات الألوف من أتباع الإسلام السياسى الذين تعلموا تاريخاً مزيفاً عن طريق مشايخهم يؤمنون بأن المسلمين حكموا العالم عندما اتبعوا تعاليم دينهم، فلما خالفوا الدين ضعفوا واحتلهم الغرب وهم ينتظرون عودة خليفة جديد ليحكم وحده كل الدول الإسلامية.. لا مانع بالطبع من تعاون الدول الإسلامية مع بعضها البعض ولا مانع من تعاون البشر جميعاً، لكن استعادة الخلافة الإسلامية وهم كبير لسبب بسيط أنها لم توجد أصلاً حتى نستعيدها... يحتاج الإنسان فقط إلى قليل من القراءة الجادة ليدرك أن ما يسميه مشايخ الإسلام السياسى «الخلافة الإسلامية» لم تكن خلافة ولم تكن إسلامية. على مدى قرون من الدول التى أنشأها المسلمون لم يستمر الحكم العادل الرشيد سوى 31 عاماً.. 29 عاماً فى عهد الخلفاء الراشدين الأربعة وعامين حكم خلالهما عمر بن عبدالعزيز.. أما الدولة الأموية ومثلها الدولة العباسية فقد قامتا مثل كل الإمبراطوريات بعد ارتكاب جرائم رهيبة وقتل آلاف الأبرياء من أجل تمكين السلطان من العرش. أما الخلافة العثمانية فلم تكن إلا احتلالاً بشعاً لبلادنا وكل من يشك فى هذه الحقيقة عليه قراءة المؤرخ المصرى محمد بن إياس الحنفى القاهرى (1448 ــ 1523)، عندئذ سيدرك الأهوال التى قاساها المصريون على أيدى الجنود العثمانيين (المسلمين).. بل إن الخليفة العثمانى الذى يبكيه أتباع الإسلام السياسى كان من أسباب احتلال مصر عندما أصدر فى يوم 9 سبتمبر 1882 قراراً بإعلان عصيان الزعيم عرابى، ما أدى إلى انصراف كثيرين عن جيش المقاومة ونتج عن ذلك هزيمة الجيش المصرى والاحتلال البريطانى لمصر.. الخلافة الإسلامية لم توجد أساساً حتى نستعيدها لكن للأسف لا جدوى من محاولة إقناع المتطرفين بهذه الحقيقة لأنهم سيرفضون دائماً الخروج من العالم الافتراضى الذى صنعه مشايخهم.
رابعاً: نزع الطابع الإنسانى عن المعارضين
عندما استنكر كمال خليل جلد المتظاهرين بهذه البشاعة داخل المسجد «بيت الله» حاول الإخوان إقناعه بأن ضحاياهم ليسوا ثواراً وإنما بلطجية مجرمون، كما أنهم مدمنو مخدرات مسطولون لا يحسون بالتعذيب الذى يتعرضون له.. يحتاج الجلادون دائماً إلى مثل هذا التبرير تجنباً لوخز ضمائرهم. لابد من شيطنة الضحايا بشكل يبرر الاعتداء عليهم. إن كل من يعترض على جرائم الإخوان سرعان ما ينهالون عليه بالاتهامات لتشويهه، معارضو الإخوان فى رأيهم إما من فلول نظام مبارك أو عملاء للصهيونية العالمية أو أتباع سريون للماسونية أو فى أفضل الأحوال فاسقون منحلون جنسياً هدفهم الأساسى فى الحياة إشاعة الفاحشة فى المجتمع والسماح للسحاقيات والشواذ بالزواج من بعضهم البعض. هذه الخزعبلات يرددها أكبر قيادات الإخوان بغير أن يستشعروا أدنى حرج وبغير أن يسألوا أنفسهم مرة: ما الذى جعل ملايين المصريين الذين احتفلوا بنجاح مرسى يطالبونه الآن بالرحيل عن الحكم..؟! إن ذهن المتطرف عاجز تماماً عن رؤية الواقع كما أن قيادات الإخوان لا يمكن أن يقنعوا شبابهم بجلد الناس بالكرابيج إذا اعترفوا للضحايا بأى فضيلة. من هنا يرتكب الإخوان جرائمهم وهم يكبرون بحماس. إنهم يؤكدون عالمهم الافتراضى خوفاً من تأنيب الضمير.. إنهم يجتهدون لكى يقنعوا أنفسهم بأنهم لا يرتكبون جرائم وإنما يخوضون جهاداً دينياً مقدساً.
خامساً: إنكار كل ما يهدد العالم الافتراضى
خلال مذبحة مجلس الوزراء التى قتل فيها جنود الجيش عشرات المتظاهرين تمت تعرية فتاة متظاهرة ودهس الجنود جسدها العارى بأحذيتهم أمام الكاميرات، لكن الإخوان المتحالفين مع المجلس العسكرى آنذاك سخروا من البنت المسحولة وشككوا فى أخلاقها. وفى عهد رئاسة مرسى عادت الشرطة المصرية إلى جرائمها فقتل 80 متظاهراً وعذب كثيرون، أحدهم تم سحله أمام الكاميرات ورآه العالم كله لكن الإخوان أنكروا كل هذه الجرائم وبرروها.. هنا نكتشف سلوكاً تقليدياً لدى المتطرفين جميعاً هو إنكار كل ما يهدد عالمهم الافتراضى مهما كانت الحقيقة واضحة.. فالمتطرف الذى أسس حياته فى عالم افتراضى يرى نفسه من خلاله جندياً فى سبيل الله لن يسمح أبداً بإقناعه بعكس ذلك. إذا حاولت إقناع المتطرف بعكس ما يعتقده فأنت تضيع وقتك وجهدك وسيدهشك أن الذى يباهى بتدينه سيتحول إلى شخص عدوانى وقد يصب عليك أقذر الشتائم (كما يحدث على فيس بوك) لأنك تشكك فى أشياء يعتبرها مسلَّمات. إنه فى الواقع قد بنى عالمه الافتراضى ولن يسمح أبداً لأى شخص بإعادته إلى الواقع الحقيقى لأن ذلك سيؤدى إلى انهيار الأساس الذى بنى عليه حياته.
بعد هذه الخطوات الخمس يتحول المؤمن إلى متطرف ويكون مستعداً لارتكاب أى جريمة يأمره بها مشايخه.. سوف يضرب النساء ويسحلهن ويشتمهن بأقذر الشتائم ويجلد المعارضين بالكرابيح ويصعقهم بالكهرباء. سيتحول إلى جلاد لكنه سيظل مقتنعاً بأنه يمارس مهام مقدسة لأنه وحده صاحب الإيمان الصحيح، وقد كلفه الله بالدفاع عن العقيدة واستعادة مجد الدين، كما أن المختلفين معه ليسوا فى نظره كائنات إنسانية كاملة الحقوق، وإنما هم إما عملاء أو عاهرات أو أعداء للدين لابد من إزاحتهم عن الطريق حتى ترتفع راية الإسلام على الدنيا كلها.
إن الجرائم التى يرتكبها الإخوان المسلمون تتزايد كل يوم، وبالرغم من بشاعتها فهى تكشف حقيقة الإخوان. لقد اكتشف المصريون أن الإخوان لا علاقة لهم بالدين وعرفوا غدرهم وأكاذيبهم وخيانتهم للثورة. إن الإخوان الوجه الآخر لنظام مبارك. لقد استبدلنا بنظام مبارك نظاماً قمعياً آخر يتاجر بالدين. استبدلنا بالفاشية العسكرية فاشية دينية. سيسقط حكم الإخوان قريباً وسيحاكمون على كل هذه الجرائم. الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها بإذن الله.
الديمقراطية هى الحل
الجمعة، 22 مارس 2013
رسالة للعم أوباما بقلم إسعاد يونس ٢٢/ ٣/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم
|
الثلاثاء، 19 مارس 2013
'مصر علمت العالم' كتاب للدكتور وسيم السيسي:
![]() |
القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من محمود قرني: عن الدار المصرية اللبنانية صدر كتاب بعنوان 'مصر علمت العالم' للكاتب وصاحب الصالون الثقافي د. وسيم السيسي. يقع الكتاب في 176 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي غير المقدمة والخاتمة، على اثنين وثلاثين فصلاً، تتراوح بين الطول والقصر، حسب طبيعة الموضوع الذي يتناوله المؤلف.
وجاء ترتيب الفصول ليعطي صورة شاملة عن طبيعة الحضارة المصرية مثل الفنون والصناعات حتى 'الوحي الإلهي '، والحكومة الأولى في التاريخ، وأرقى ماوصلت إليه الكتب و'توم وجيري' اختراع مصري، والحضارة الفرعونية والجزيرة العربية، والقضاء الفرعوني، والرقص في مصر القديمة، ودراما الخير والشر، وبناة الأهرام، وتفسير الزار الفرعوني، وعمرو بن العاص ومكتبة الاسكندرية، ونفرتيتي ليست ليلى، وحتشبسوت ليست حلاوتهم، وإذا لم نكن الفراعنة، فمن هم الفراعنة إذن؟
يقول د. وسيم السيسي في مقدمة الكتاب: نحن نملك أعظم تاريخ .. اطلق عليه جيمس هنري برستد : فجر الضمير .. لأن تاريخ البشرية كان ظلاماً قبل تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ليس برستد وحده الذي كان مبهوراً بهذا التاريخ العظيم .. بل جان فرانسوا شامبليون كان أيضاً مولعاً به حتى أنه قال : يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة.
ويضيف د. السيسي: في المتحف البريطاني .. قسم المصريات، شاهدت جمجمة في صندوق زجاجي .. مكتوب عليه : عملية تربنة جراحة من جراحات المخ مصر القديمة، 2000 سنة قبل الميلاد ! وكان أمامي في طابور المشاهدة سيدتان .. قالت إحداهما للأخرى :
انظري! جراحة مخ .. من قبل الميلاد! أين كانت إنجلترا في هذا الزمن السحيق ؟!
وفي مؤتمر للمركز القومي للبحوث بالإشتراك مع جامعة مانشستر بالقاهرة عن الصيدلة في مصر القديمة، ألقيت بحثاً عن العقاقير التي استخدمتها مصر القديمة في أمراض المسالك البولية والذكورة، وقد طالبت في هذا المؤتمر بتغيير اسم البلهارسيا من Bilharzisis إلى Egyptiasis أي مرض مصري؛ لأن مصر أكتشفت مرض البلهارسيا قبل تيودور بلهارس بآلاف السنين، وأعطت اسماً للمرض 'عاع '، كما عرفت الدودة وأسمتها 'حررت '، كما عرفت الدواء وهو الأنتومين، وجعلته لبوسات شرجية بدلا من الحقن؛ لأن مصر لم تعرف الحقن في هذا الزمن القديم.
ويؤكد د. وسيم أنه لم تتعرض حضارة للظلم بسبب الجهل مثل الحضارة المصرية القديمة، قالوا عنهم : لايؤمنون بالله !
بينما إدريس عليه السلام كان مصرياً، وكان أول الرسل ! كما كان لقمان والخضر مصريين، بل إن كلمات : دين، آخره ، صوم، حساب، إمام، حج، ماعون ... إلخ، من آلاف الكلمات، كلها كلمات مصرية قديمة، كذلك ادعى البعض أن الحضارة العظيمة قامت بها مخلوقات من كوكب آخر ( إريك فون دانكشتين ـ عجلات الآلهة ـ كاتب ألماني )؛ ذلك لأنها حضارة تصيب الناس بالذهول، ولذا نسمع عن ال: Egypto Mania أو الولع بالمصريات، وقد أصبحت واحداً ممن وقعوا في هواها !
وفي الفصل الثالث، بعنوان 'أول حكومة في التاريخ' يرصد د. وسيم السيسي في حوار متخيّل بينه وبين 'حور محب' كيف كانت هذه الحكومة :
قال د. وسيم السيسي : حدثني عن أول حكومة في تاريخ البشرية .. كيف نشأت؟
قال 'حور محب' : أول حكومة في تاريخ العالم كله كانت لدينا سنة 4241 ق.م أي منذ 6253 سنة مضت، وكان ذلك في عصر ما قبل الأسرات.
'تجمعنا حول النيل حتى لا نهلك في الصحراء، كان ذلك منذ عشرات الآلاف من السنين وتعلمنا روح الفريق عند خطر الفيضان ووضعنا التقويم الذي تزرعون علي نظامه حتى الآن؛ لأنه أكثر التقاويم دقة وتعلمنا الزراعة حين فاض علينا النيل بالغرين، الذي حُرمتم منه الآن ومن الزراعة وعرفنا الصناعة من الزراعة، وصنعنا الحبال، المكيال، النول، المكوك، الفأس، المنجل، الشادوف، البكرة، المغزل، والكتان الموشي بأسلاك الذهب وصنعنا أوراق البردي فسجلنا تاريخنا وحضارتنا، وظل إستخدام البردي حتى القرن الحادي عشر الميلادي وصنعنا الدواء من النباتات الطبية كالزيوت والدهون
ثم أستطرد 'حور محب' قائلاً : كنت تسألني .. كيف تكونت أول حكومة في التاريخ؟
فكما قلت لك ، حين وحدنا النيل وعلمنا الزراعة، كان لابد من :
إنشاء جهاز فني هندسي للمياه لخدمة آلاف الزراع وهذا الجهاز أستدعي جهازاً أمنياً ( شرطة )، ثم جهازاً مالياً، ثم جهازا عسكرياً لحمايتنا من أعداء الخارج.
وهكذا تكونت أول حكومة في التاريخ .. لم ينفرد عقد وحدتها طوال سبعة آلاف سنة.
الأمر المدهش، والذي يؤكده د. وسيم السيسي في كتابه المهم 'مصر علمت العالم' أن كارتون 'توم وجيري' الذي يتربى عليه معظم أطفال العالم، هو اختراع مصري صميم، حينما يقول :
إن 'توم وجيري' اختراع مصري قديم .. ففي أوراق البردي تجد مدام قطة وقد أصبحت عبدة عند مدام فأرة !
وفي بردية أخرى تجد جيشاً من الفئران محاصراً قلعة محبوساً فيها مجموعة من القطط !
وهناك أسطورة مصرية تقول إن القطة الجميلة دائمة الابتسام 'باستت Bastet ' كانت أصلاً اللبوءة الغاضبة من أعمال البشر .. وقد كانت لها تماثيل كثيرة في مدينة 'بوباسطة '، ولكنها نُهبت الآن.
إن مصر القديمة تعيش فينا لم تغيرها 2500 سنة احتلال؛ لأن الحضارة أقوى من السيف والرمح على مر الزمان.
ويواصل د. السيسي رصده لمظاهر الحضارة المصرية التي أخذت عنها كل الحضارات وذلك حينما يصّور في الفصل العاشر، عملية الحساب الأخروي ومحاكمة الروح والجنة والنار، وقلب المتوفى، وريشة العدالة على الميزان، والقدر وهو يشفع لصاحبه وهو ما أخذته عَنّا الحضارات المختلفة، وكيف بدأت أسئلة القضاة المكونة من 42 سؤالاً :
هل حافظت على جسدك طاهراً ؟
هل امتدت يدك إلى ما ليس لك ؟
هل قتلت ؟
هل كذبت ؟
هل كنت أسيراً لغضبك يوماً ؟
هل سكرت حتى فقدت عقلك ؟
هل عذبت حيواناً
هل نسيت أن تسقى نباتاً ؟
هل كنت سبباً في دموع إنسان ؟
هل نظرت إلى امرأة غير زوجتك ؟
هل تحدثت بسوء عن غيرك ؟
هل مزقت الغيرة قلبك ؟
هل تملكك الغرور ؟
هل تعلقت في الدنيا بسلاسل من ذهب ؟
هل شهدت بالزور ؟
هل أخذك الغرور بذكائك فعميت عليك حكمتك ؟
هل تذكرت الإله وسألته الهداية في رحلة حياتك ؟
هل تنكرت لجارك ؟
هل سلبت حرية أحد ؟
هل عاملت من هو أقل منك بالطريقة التي تكره أن يُعاملك بها من هو أكبر منك ؟
كان الحكيم 'آني' يجيب عن أسئلة القضاة، وهو يتصبب عرقاً .. وحين سألوه عن الغضب تلعثم .. وعندما أنتهت الأسئلة .. تقدم 'آني' قائلاً : أيها الإله الأعظم ..
كنت عيناً للأعمى .
يداً للمشلول.
رجلاً للكسيح.
أباً لليتيم.
لم ألوث الماء.
لم أحلف كذباً.
لم أغش في الميزان.
لم أتلف أرضاً مزروعة.
إن قلبي نقي.
يداي طاهرتان.
أعلن 'تحوت' أن قلبه صافٍ وأن أعماله أرضت الإله.
وقال الإله الأعظم : إن روح 'آني' قد سجلت ولادتها في عالم الخلود وسفر الحياة ..
ويجمل د. وسيم السيسي غرامه للحضارة المصرية في الخاتمة قائلاً : هذه هي مصر التي علمت العالم .. علمته الإيمان بالإله الواحد .. هو ذا إخناتون يشدو في بردية بالمتحف البريطاني :
ايها الواحد الأحد الذي يطوي الأبد، يا مخترق الأبدية، ونورك يحيط بجميع مخلوقاتك، يا منقطع النظير في صفاته، ويملأ البلاد بجماله، يا موجد نفسك بنفسك .. أنت حي وأزلي، يا مرشد الملايين إلى السبل، يا خالق الجنين في بطن أمه، أنت جميل وعظيم ومتلألئ.
إن الغزوات التي مرت على مصر، كانت تغييراً في الحكام، ولم تكن تغييراً في شخصية 'هوية' مصر 'فلاندر بتري' .. طردت الهكسوس، جعلت الإسكندر يعتنق الآمونية، وجعلت روما تعتنق المسيحية، ووضعت أسس الرهبنة في المسيحية 'أفلوطين المصري '، والتصوف في الإسلام، دافعت عن الإسلام في ذات الصواري، وحطين، وعين جالوت .. كما بنت القلاع والمساجد، والحصون، وعمرت خزائن بغداد بنفائس الإسكندرية، وكان منها كتاب العالم المصري ديسكوريدس : خواص العقاقير.
ويؤكد د. وسيم علي أن مصر علمت العالم في كل نواحي الحياة، جمعت الحديث النبوي الشريف، وسجلته على ورق البردي فأصبح أقدم المخطوطات العربية،وجاء بن منظور القبطي 'المصري' ووضع لنا كتاب : لسـان العرب، وجاء ورش القبطي 'المصري' يرتل لنا القرآن الكريم الذي أنتشر في العالم كله : بقراءة ورش الباقية حتى الآن.
مصر علمت العالم الوسطية في كل شيء، فالكرم وسط ما بين الإسراف والبخل، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، لذا كان إسلام مصر مختلفاً عن إسلام الدول الأخرى، كذلك مسيحية مصر أيضاً.
الجدير بالذكر أن د. وسيم السيسي أحد كبار المهتمين بعلم المصرولوجيا، وهو أستاذ جراحات المسالك البولية، وزميل كلية الجراحين الملكية في أنجلترا وكلية الجراحين الأمريكية، وعضو في الجمعية الأمريكية لدراسات الظواهر الجوية، وحاصل على براءة اختراع لجهاز فحوص بالمسالك، وهناك عملية جراحية مسجلة بأسمه في جراحة البروستاتا المتضخمة.
كما أن له العديد من المؤلفات والمقالات في الصحف والمجلات منها : الطب في مصر القديمة، و'نظرة طبية فاحصة في الحب والجنس' و'مصر التي لا تعرفونها' وهو صاحب 'صالون المعادي الثقافي '، يكتب مقالاً أسبوعياً في جريدة المصري اليوم وغيرها من الصحف المصرية والعربية.
|
الجمعة، 8 مارس 2013
الوصفة السحرية لمحْق الدولة المصرية بقلم إسعاد يونس ٨/ ٣/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم
|
الخميس، 7 مارس 2013
حوار غاضب فى المقطم لعلاء الأسوانى بالمصرى اليوم 4 مارس 2013
مكتب الرجل الكبير فى المقطم يشغل الدور الثانى من مبنى فخم للغاية يقولون إن إنشاءه تكلف أربعين مليون جنيه. فى العادة يصل الكبير إلى مكتبه بعد أن يؤدى صلاة الفجر مباشرة.. يستقبله أفراد من جماعته بحب وحماس، يتزاحمون على تقبيل يده، بينما يحييهم مبتسماً ويربت عليهم بعطف أبوى. جدول الكبير مزدحم دائماً. مقابلات واجتماعات وتقارير يتلقاها من كل مكان فى مصر. اليوم ما إن وصل إلى مكتبه حتى طلب كوباً كبيراً من السحلب باللبن والمكسرات. يحب هذا المشروب لأنه يعطيه طاقة للتفكير والحديث. استغرق الكبير فى قراءة تقارير مطولة كتبها مسؤولون فى قطاعات مختلفة، ثم التقى أحد السفراء الأجانب لمدة ساعة، وحوالى الساعة الحادية عشرة جاءه صوت مدير مكتبه عبر اللاسلكى:
- سيادة اللواء وصل.
- خليه يتفضل.
دخل رجل جاوز الستين، متين البنيان، ملامحه الجامدة تنم عن مزاج صارم. صافحه الكبير بحرارة، ثم جلس أمامه ودار بينهما الحوار التالى:
الكبير: لقد استدعيتك لأننى أحس بقلق. مازالت هناك اضطرابات فى بورسعيد والمنصورة ومدن عديدة أخرى.
المسؤول: نحتاج إلى وقت، لكننا سوف نستعيد الأمن قريباً بإذن الله.
الكبير: أشكرك على المجهود الكبير الذى تبذله مع رجالك. جزاكم الله خيراً، لكننى أريد المزيد منكم.
المسؤول: لا شكر على واجب. تحت أمر فضيلتك وسوف ترى النتيجة قريباً.
الكبير: خلى بالك إن الوقت محدود. لازم البلد تهدى قبل الانتخابات.
المسؤول: تعودنا من فضيلتك أن تثق فى رجالك.
الكبير: لو لم أكن واثقاً فى قدراتك لما اخترتك لمنصبك. أنا أريد أن أسمع منك الخطوط العامة لخطتك حتى يطمئن قلبى.
المسؤول: أنا قضيت فى الخدمة أربعين سنة. اشتغلت فى معظم محافظات مصر. عندى تجربة كبيرة مع الشعب. شعبنا طيب ومطيع وأهم شىء عنده الاستقرار. شعبنا خوّاف بطبيعته ويكره المشاكل. معظم المصريين ماشيين على رأى المثل «من خاف سلم».. و«اللى يتجوز أمى أقوله يا عمى».. اللى حصل فى ثورة يناير شىء استثنائى.. طفرة.. شوية عيال على «فيس بوك» و«تويتر» قاموا بتهييج الناس والأمن تعامل معهم بغباء. أعوذ بالله من الغرور، لكننى لو كنت مسؤولاً أيام الثورة كنت عرفت أقضى عليها فى يومين اتنين. بعد ما مبارك تنحى معظم المصريين صدّقوا إنهم ثوار وافتكروا إن أى حاجة ما تعجبهمش ممكن يغيروها بالمظاهرات.. دلوقت لازم يفوقوا. لازم يرجعوا يخافوا. لازم الشعب يرجع لطبيعته. لازم الكل يعرف إن الاعتراض على السلطة له ثمن باهظ. كل واحد ينزل مظاهرة يبقى عارف إنه حيتقتل أو يُعتقل وينضرب لغاية لما يتمنى الموت. أى بنت حتتظاهر لازم تعرف إنها حتتبهدل وتتسحل فى الشارع وتتقلع هدومها والناس بتوعنا حيتحرشوا بها وممكن يغتصبوها.
الكبير: تمام.
المسؤول: إحنا عندنا أسماء العناصر المتزعمة للمظاهرات. خطتنا إننا نصطادهم واحد واحد. بدأنا التنفيذ وفضيلتك شفت بنفسك. رصاصة فى دماغ الواحد منهم فى زحام المظاهرة ونخلص منه.
الكبير: الله يفتح عليك.
المسؤول: بالنسبة للمشاغبين من الصف الثانى بنعتقلهم وبنضغط عليهم جامد. بنعمل فيهم حاجات تخلى الواحد منهم يطلع عينه مكسورة ومذلول وما يقدرش يعترض على السلطة مهما عملت فيه.
الكبير: شوف شغلك لكن من غير فضائح.
المسؤول: إحنا محترفين. كل أماكن الاعتقال ليست تابعة لنا إطلاقاً، حتى القوات اللى بتعتقل العناصر المشاغبة بتبقى لابسة ملكى، وبتعتقلهم فى ميكروباصات. مفيش أى دليل إن الدولة مسؤولة.المستشفيات متعاونة معنا، والطب الشرعى بيكتب تقريره زى ما إحنا عايزين.. النيابة أيضا بتؤدى دور عظيم.
الكبير: النائب العام ده ابنى. أنا مربيه على إيدى.
المسؤول: بأمر الله نقضى على المشاغبين فى أسبوع أو أسبوعين بالكتير.
الكبير: أنا مستعجل. لازم البلد تهدى قبل الانتخابات. استمرار الشغب بهذه الطريقة حيحرجنا قدام أصدقائنا فى الخارج. إنت عارف إن الإدارة الأمريكية بتثق فينا. وزير الخارجية الأمريكى كان عندى من يومين، وقالى بوضوح إن الأمريكان حيوافقوا على أى إجراءات نأخذها ضد المشاغبين، لكن بشرط إننا نحقق السيطرة بسرعة.
المسؤول: أنا عندى رأى وأرجو من فضيلتك إنك تتقبله بصدر رحب. الأمريكان معروف عنهم الغدر. أرجو من فضيلتك ألا تثق فيهم أو تعتمد عليهم. الأمريكان دعموا مبارك لما احتاجوه وساعة الجد تخلوا عنه وانقلبوا عليه.
الكبير: ماتخافش المرة دى الأمريكان بيدعمونا بجد. رجالك قتلوا المتظاهرين بينما وزير الخارجية الأمريكى فى القاهرة، والرجل مانطقش بكلمة اعتراض واحدة. عاوز دعم أكتر من كده؟!
المسؤول: كانوا بيعملوا نفس الشىء أيام مبارك.
الكبير: جماعتنا غير مبارك. إحنا لحمنا مسموم. وبعدين إحنا فاهمين طريقة التعامل مع أمريكا.
المسؤول: اشرح لى فضيلتك.
الكبير: تخيل إنك طبيب بتشتغل فى مستشفى. طبيعى إنك تحب ترضى مدير المستشفى. لو اكتشفت إن مدير المستشفى بيحب سكرتيرته وتزوجها سراً. معنى كده إنك لو أرضيت السكرتيرة وراحت موصية عليك المدير لازم يسمع كلامها، صح؟! هو ده وضعنا مع أمريكا بالظبط. أمريكا هى المدير وإسرائيل السكرتيرة. إحنا تفاهمنا مع إسرائيل، وهى بقت مطمئنة من ناحيتنا وتأكدت إن بقاءنا فى مصلحتها..من هنا لا يمكن الأمريكان ينقلبوا علينا أبداً. لكن فى نفس الوقت لو استغرقت وقت طويل لغاية لما تسيطر على البلد حتحرجنا كلنا.
المسؤول: أنا التزمت قدام فضيلتك إنى أسلمك البلد هادئة قبل الانتخابات.
الكبير: بارك الله فيك.
المسؤول: عندى طلب من فضيلتك.
نهض المسؤول ومدّ يده عبر المكتب ببضع ورقات ثم قال:
عاوزين أسلحة جديدة. أنا كتبت لفضيلتك الأنواع المطلوبة، وأتمنى إننا نحصل عليها فى أقرب فرصة.
التقط الكبير الأوراق وبدأ يطالعها باهتمام وقال:
إحنا مش جبنالكم قنابل غاز جديدة من أسبوع؟! رد المسؤول قائلاً:
صح فضيلتك. بس الغاز اللى إحنا طالبينه مش مسيل للدموع، ده أشد بكثير. دى غازات خانقة بتشتغل على الجهاز العصبى. فى ثوان المتظاهر يفقد الوعى ويتشنج وممكن يموت.
هزّ الكبير رأسه وهو يقرأ وقال:
خلاص نجيب لك الغازات دى مادامت فعّالة. إنت عاوز بنادق قناصة ثانى؟!
رد المسؤول بسرعة:
استعمال رصاص القناصة ضد المتظاهرين له تأثير حاسم. جربناه فى بورسعيد والنتيجة كانت عظيمة.. القناصة بيأخذوا مواقعهم ويصطادوا المتظاهرين زى العصافير ومفيش دليل عليهم.
ابتسم الكبير وبدا عليه الرضا وقال:
بنادق القناصة مكلفة جداً، لكن ولا يهمك. إن شاء الله نوفر لها ميزانية.
استطرد المسؤول قائلاً:
عندى طلب ثانى لفضيلتك. بالنسبة للضباط الملتحين. همّ عاوزين يربوا ذقونهم اتباعا لسنة النبى، صلى الله عليه وسلم. أنا ماعنديش اعتراض طبعاً. فضيلتك عارف إنى ملتزم دينياً. الحمد لله أنا أديت الحج مرتين غير عمرات كثيرة ربنا كرمنى بها. لا يمكن أقف ضد إنسان متدين أبداً. المشكلة إن لوائح الشرطة لا تسمح بإعفاء اللحية.. أتمنى إن فضيلتك تقابل الضباط الملتحين وتحاول تقنعهم إنهم يأجلوا المشكلة دى لغاية لما نسيطر على البلد.
ساد الصمت لحظة واربدّ وجه الكبير وقال:
لولا إنى عارف علاقتك بربنا سبحانه وتعالى لكنت شككت فى دينك. كيف تتوسط عندى لكى أمنع سنة مؤكدة للرسول، صلى الله عليه وسلم؟!
رد المسؤول بصوت خافت:
كل ما أطلبه تأجيل الموضوع حتى لا تحدث بلبلة بين الضباط.
صاح الكبير غاضباً:
اقرأ الفقه الإسلامى يا بنى قبل ما تتكلم. هل تعرف معنى أن أمنع أمراً شرعياً؟! والله إنى أفضل أن تقطع يدى أو أموت قبل أن أكون سبباً فى منع سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إعفاء اللحية واجب فى المذاهب الأربعة. هؤلاء الضباط يجتهدون لإرضاء الله سبحانه وتعالى، يجب أن نشجعهم لكى يكونوا قدوة لزملائهم. أتمنى أن أرى كل الضباط ملتحين وأولهم أنت.
ضحك المسؤول ليجارى الكبير الذى نظر إلى ساعته وقال:
أنت على وضوء؟
- الحمد لله.
- يلّه بنا نلحق صلاة الظهر.
نهض الكبير وقبل أن يخرج تفحص المسؤول بنظرة قوية وقال:
افتكر إنك وعدتنى تسلمنى البلد من غير متظاهرين قبل الانتخابات. كلامى واضح. أنا مش عاوز المخربين دول فى البلد. هؤلاء المتظاهرون خارجون على الشرعية وموتهم حلال شرعاً.. حكمهم فى الشرع الحنيف تطبيق حد الحرابة عليهم. يعنى المفروض نقطع أرجلهم وأيديهم من خلاف. أى شىء حتعملوه فيهم حيكون قطعاً أقل من الحكم الشرعى عليهم. حتى لو قتلتوهم تبقوا بتنفذوا حكم الشرع. عاوزك توصل رسالة واضحة لكل ضباطك. أنا منحتهم صلاحية مطلقة يعملوا فى المتظاهرين ما يشاءون. إياكم تخافوا. إياكم إيديكم ترتعش على الزناد. أنا أعطيتكم كلمة شرف: لن يُعاقب ضابط واحد حتى لو قتل ألف متظاهر.. لو كان ثمن الاستقرار إنك تقتل عشرة آلاف أو حتى مائة ألف. اقتلهم. أنا موافق. كل المخربين لازم يترموا فى السجن أو يموتوا عشان الشعب يعيش فى أمان.
هزّ المسؤول رأسه ثم هرول خلف الكبير الذى نزل على درجات السلم حتى لا يضيع دقائق فى انتظار المصعد. كان أذان الظهر قد ارتفع. دخل الكبير مسرعاً إلى المسجد فاستقبله المصلون من أفراد الجماعة بحفاوة وراحوا يقبّلون يديه، ثم انحنى أكثر من شخص لكى يخلع حذاءه ويحمله عنه. بعد دقائق كان الكبير يقف أمام المحراب يؤم المصلين وقد أغمض عينيه وراح يهمس بآيات القرآن فى خشوع تام.
الديمقراطية هى الحل
الثلاثاء، 5 مارس 2013
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)