المشاركات الشائعة

الجمعة، 29 مارس 2013

تسونامى كيكو إسعاد يونس ٢٩/ ٣/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم

■ زمان واحنا صغيرين.. أنا وإخواتى البنات كنا فى أعمار متفاوتة من الصبا.. نعيش مع أمنا فى بيت هادئ هانئ أنيق.. تمتلئ أركانه بقطع رفيعة الذوق من الأثاث والزرع الحقيقى ذى الأوراق النادرة.. هنا بيانو هوفمان أسود يبدو كلؤلؤة سوداء وسط حجرة المعيشة.. وهناك لوحة أو فازة أو برواز صور فضى.. وكانت أمى تمارس هواية لطيفة وهى تغطية الجمدانات والزجاجات متباينة الأحجام بتنقيط الشموع الملونة عليها حتى تصبح كتلة شمعية من الدموع الملونة وتملأ بيها البيت.. وكان لدينا بيك أب متعدد السرعات والأسطوانات بحيث تغذيه بعدة أسطوانات موسيقية وهو يلعبها بالتوالى لمدة ساعة ساعتين.. وعندما ينتهى من المجموعة تقطع عملية الطبيخ أو التنضيف وتذهب إليه لتموّنه بمجموعة جديدة فتمتلئ أجواء البيت بالموسيقى المتنوعة.. وكانت تحرص على تزيين سفرة الطعام الكبيرة أو سفرة المطبخ ببعض الزهور الطازة لتضفى لمسة شاعرية على طقس تناول الطعام.. ويمكن كان نوع من التمويه على أصناف الطعام الفقيرة فى حالات الفلس، فناكل الموجود ونحن نشعر بالسعادة ونحمد ربنا عالنعمة.. كانت لا تطيق الغبار أو الفوضى وتنزعج جداً لو طقطوقة اتعوجت عن مكانها أو بوز لوحة مال على جنب والسيمترية باظت..
■ فإذا ما علمت أن إحدى أخواتى كانت طالبة فى الكونسيرفاتوار قسم غناء، والثانية طالبة فى معهد الباليه سهل عليك تخيل جو البيت الفنى وقدسية الموسيقى والغناء وأهمية البيانوا الهوفمان الأسود الأنيق.. وأيضاً أهمية الذوق والترتيب والحرص على ألا تصدر فى البيت تصرفات مزعجة أو نشاز، سواء فى الصوت أو فى السلوك.
■ جاءتنا أمنا فى يوم قائلة وعلى وجهها فرحة «النهاردة عندنا ضيوف».. فرحنا لفرحها وسألناها فى لهفة «مين.. مين؟؟».. قالت «واحدة صاحبتى من زمان قوى.. بقالى عمر ماشفتهاش.. كانت أكبر منى بكتير بس كنت بحبها جداً وكانت ست زى القمر وكذا وكيت.. النهاردة لقت نمرتى وكلمتنى وقالتلى إنها عايزة تشوفنى.. وتورينى ابنها اللى جابته أخيراً بعد طول عذاب ومحاولات للخلفة.. صحيح هى عندها خمسة وستين سنة لكن لما ربنا بيريد بيكون.. بتقوللى ابنها عنده تسع سنين ونفسها توريه لكل أصحابها من فرحتها بيه.. عاوزين نحسن استقبالها ونكون لطاف مع الولد.. خدوا هاتولوه لعبة لطيفة وشوكولاتة وكده.. دلعوه بقى بما إنكوا بنات وأكبر منه عشان مايحسش بغربة».
■ دق جرس الباب فهرعنا كلنا لاستقبال الضيفة العزيزة.. خلف الباب كانت تقف.. امراة مترهلة سمينة وعريضة.. مرهقة وصوت نهجانها أعلى من بابور الجاز رغم أنها طالعة فى الأسانسير.. على وجهها تبدو علامات جمال رائع.. شبه سوزان هيوارد بالظبط.. بس بعد ما جالها انتفاخ فى الأوداج وكلضمة فى الخدود.. «أهلا أهلا أهلا».. لم تتحرك كإن فيه تُقيلة ف ضهرها مثبتاها فى الأرض.. توقفنا لحظة نشوف حاتهمّ بالتقدم والا لسه.. ابتسمت فى خجل «ياللا يا كيكو يا حبيبى.. ماتتكسفش أمال بقى».. نظرنا حولنا فى تساؤل.. فظهر ببطء وجه كيكو من خلف ظهرها.. أتاريه قافش فيها ومستخبى خلف جثتها فمش باين.. ظهر وجهه على مراحل.. فقد كان وجها مبطرخاً مربعاً تعانى عيونه وأنفه وفمه من اكتظاظ اللحم حولهم فباينين بالتيلة.. مجرد علامات فقط لتعرف إن ده وجه بنى آدم مش ضلع كندوز مشفى..
■ المهم استسلم كيكو لنداء الجماهير بأن يظهر من خلف باب التلاجة الستة وعشرين قدم الممثل فى الوالدة الغالية.. غمغمنا كلنا وقد اعتلت وجوهنا تعبيرات أمومية مبالغ فى سماجتها.. يا حوبيبى.. ياتى ياتى ياتى.. كميلة خالص.. كيوتى كيوت فعلا.. اتفضل يا كيكو يا حوبيبى.. إن كيكو يتتعتع.. أبتا.. كوتى كوتى كوتى.. طق طق طق.. بس بس بس.. أصدرنا كل الأصوات التى تستدعى الكتاكيت والقطط والكلاب والبط.. وده متبّت فى الأرض وقافش فى فستان أمه.. المهم نجحنا أخيراً فى إطلاق يديه من عفقة قفا الولية.. حاولنا السلام والتقبيل والطقوس الرخمة دى فما كان من كيكو إلا أنه غطى وشه بكوعه قال الواد زهقان م البوس ومش طايق.. فتراجعنا حامدين شاكرين تعففه.. ده حتى عجل وصوته كإنه قايم من على تعميرة جوزة فى غرزة فى الصحراوى..
■ بيتك حلو قوى يا حبيبتى.. خدوا لفة فى البيت وماما بتشرح معالمه.. واحنا عينينا على كيكو بنشتغلله بيبى سيتر لحد ما رحلة الاستكشاف تخلص.. ولسبب خفى كنا نردد معاً بعض الآيات القرآنية.. قلب المؤمن بقى.. جاءت الصديقتان واستقرتا على الكنبة الاستوديو فى أريحية وبدأتا الحديث عن الذكريات وكيف ترملت أمى فى سن صغيرة وكيف تزوجت صديقتها فى سن كبيرة.. كل ده واحنا التلاتة قاعدين عينينا على كيكو الصامت الذى لم يستجب للحظة لمداعباتنا، كما أوصتنا أمنا، لحد ما حسينا بكم لا بأس به من البواخة.. ولكننا لاحظنا أن عيونه تتجول فى المكان وتستقر أحياناً على بعض المعالم وهو يهز رجليه اللى مش واصلة للأرض وقاعد متنى وموطى كده زى ما يكون بيخمر فعلة دنيئة فى دماغه..
■ زغرتلنا ماما فقمنا وأحضرنا الهدية والشوكولاتة والبومبونى.. وسبحان الله كنا أفرطنا فى الكمية.. وقدمناهم للمحروس كيكو.. فى ثانية كانت الهدية اتفكت واتعضت واتقطمت وتحولت لأنقاض.. بينما انتفخ الشدقين بكل الحلويات دفعة واحدة.. وابتدى يريل ريالة مشكلتة على الكنبة من كتر التلميظ بسرعة كأن حد حايدخل جوه بقه ياخد الحاجة.. ابتدت عينين ماما تزنهر وهى بتختلس نظرات للريالة اللى كنا بنلحقها قبل ما توصل للكنبة.. لكن الحقيقة كيكو ماطولش.. كان بلع الوليمة مما أثبت لنا إن الواد مابيمضغش الأكل.. ده بيطوحه على زوره عدل.. ثم انتفض قائماً.. وسعت عيون ماما رغم محاولة التمويه عشان أمه المسترسلة فى الحكاوى ماتاخدش بالها.. وانتفضنا احنا التلاتة معاه.. ولكن الواد مع تخنه وتربيعة كسمه كان سريع.. انتشر فى البيت انتشار صاعقى.. وابتدى يلحوس فى اللوحات والفازات وينخور بضوافره فى الشمع اللى طلع عين ماما فى عمايله ويقطع الورد والزرع وينطور.. واحنا بنلعب أدوار حراس المرمى ونلقى بجثثنا عالحاجة قبل ما توصل للأرض وتندش.. واحدة تطير فى الهوا تلحق القذيفة والتانية تستلم منها وترجع الحاجة مكانها والتالتة عاملة ساتر بجسمها عشان ماما مايجيلهاش سكتة قلبية.
ثم بدأ يقفز عالكراسى ويتنطط محدثاً موجات من الزلازل الرجراجة.. ثم تطايرت أسطوانات البيك أب زى ما يكون بيلعب لعبة الفريسبى بتاعة زمان.. واحنا بنشقط.. ثم فجأة توقف ولمعت عيناه وخرج لسانه من فمه فبدا كلحمة الراس ولسان العجل خارج منها واتجه الى البيانو الهوفمان.. وقفنا بجسمنا فى استعداد للتضحية بأعمارنا حماية لأهم قطعة فى البيت واطمأنينا لحظة إلى أنه جلس على كرسى البيانو الدوار وابتدا يلف يمين وشمال والكرسى بيصوّت تحته.. ولكن بعد مقاومة انتحارية استطاع أن يفتح البيانو ويغلقه على أصابعنا عدة مرات.. واحنا بنأوأو فى صمت.. وبدأ العزف العشوائى بكفوفه وكيعانه ومناخيره وكرشه.. والبعيد اتجرأ كمان وغنى بصوت رعدوى حميرى.. هنا كانت ماما قد أخرجت من ودانها أسنان اللهب، بينما أمه الرخمة بتضحك فى جاموسية شديدة من لطافة الواد.. هدّينا الجو وقررنا المقاومة الخفية.. فبدأ فاصل من اللعب معاه بقى بطريقته عشان يتلهى ويتهد.. وتضمن لعبنا الكثير من الزغد عالساكت.. والقرص فى الخباثة والقرم بسهوكة.. وتوووت فى ودنه ودب صوابع فى مناخيره وشنكله وكعبلة ودوس على صوابع رجليه.. كفاح ومقاومة شعبية.. طب نعمل فيه إيه ده؟؟.. نحطله مسامير فى الشوكولاتة؟؟.. نسمّه مثلا؟؟.. نخبطه حقنة هوا فى الحمام؟؟.. نصفيه تصفية جسدية إزاى ده؟؟.. ما هى طنط دى تريللا قوى وكل اللى بتعمله إنها تضحك وتقوله بس يا كيكو يا حوبيبى.. شربات الواد.. شقى بس جميل.. جيرانى بيموتوا فيه!!.. طبعا كدابة لإنهم بالتأكيد ماتوا منه مش فيه.. الولية دى مالهش جيران أصلاً.. دى جاية لاجئة..
■ قعدنا فوقه احنا التلاتة واشتركنا فى كتابة التماس لماما إنها تطالبهم بالرحيل فى هدوء درءاً للشر بدل ما نرميهولها من منور المطبخ.. ولكنها أشارت بدماغها أن لا يمكن أطرد صاحبتى.. شاورنالها.. صاحبتك إيه داحنا فاضللنا تكة وندخل مصحة تأهيل بدنى ونفسى.. والبيت اللى ماحيلتناش غيره أصبح كأنه خارج من تسونامى كيكو.. أشارت لتنقطنا «نديهم فرصة».. اتبعنا طقوس العفرتة الطاردة وجبنا مقشة رز ورشينا عليها ملح إنجليزى وشبشب مقلوب وخبيناهم ورا باب المطبخ ياكش يقوموا يغوروا من نفسهم بدل ما نرفع السلاح ونعلن العصيان المدنى ونقلعلهم ملط.. ثم بدأنا نردد شقع بقع يا ديل الفار.. يا يروّحوا يا نقيدهم نار.. ولكن يبدو أن ربنا أراد أن يهدينا للدعاء الصح وهو دعاء الاستغاثة بعد أن صعبنا عليه.. كان فاضللنا هسة ونتحول لأطفال شوارع بعد خراب بيتنا والانتهاء لمصير إن أمنا تدور تشحت علينا..
■ المهم أخيراً قاموا غاروا بفضل الله وتركونا نلملم فى كراكيبنا ونلعق جراحنا ونحمد ربنا على نجاتنا.. مفيش مشكلة لما نبتدى من جديد.. اليأس خيانة..
■ تجربة مُرّة من طنطاية بعيل واحد ابن هرمة كانت حاتشردنا.. فمابالكم بطنطاية اليومين دول بعيالها الكتار من فصيل الكيكو اللى كابسين على نفسنا؟؟.. اقرأوا معى دعاء الاستغاثة.

الاثنين، 25 مارس 2013

كيف يتحوَّل المؤمن إلى جلاد..؟! لعلاء الأسوانى بالمصرى اليوم 26 مارس 2013


خلال الاشتباكات التى تمت يوم الجمعة الماضى بين المتظاهرين والإخوان المسلمين فى منطقة المقطم.. قبض الإخوان على المناضل اليسارى كمال خليل وحبسوه فى المسجد، حيث رأى بنفسه عدداً من المتظاهرين وقد تم تجريدهم من ملابسهم وجلدهم ببشاعة داخل المسجد حتى غاب معظمهم عن الوعى. كان الإخوان يستعملون كرباجاً كبيراً فى ضرب ضحاياهم وقد سأل الأستاذ كمال صاحب الكرباج فقال له:
ـــ ده كرباج سودانى أنا ناقعه فى الزيت من فترة طويلة..الضربة الواحدة منه تقطع الجلد.
من حظ كمال خليل أن تعرَّف إلى أحد جيرانه بين الإخوان فتوسط ومنع تعذيبه لكنه نشر شهادته عن سلخانة الإخوان على موقع البداية، ثم تواترت شهادات الضحايا فى الصحف لتؤكد تعذيبهم ببشاعة، أما المتظاهر أمير عياد فقد اكتشف الإخوان أنه قبطى فضاعفوا جرعة التعذيب حتى شارف الموت وكانوا ينادونه بـ«الكلب المسيحى». لقد ارتكب الإخوان فى المقطم نفس الجرائم البشعة التى ارتكبوها من قبل أمام الاتحادية وفى معسكرات الأمن المركزى. قرأت شهادات ضحايا الإخوان وفكرت أن عضو الإخوان المسلمين الذى افتخر بكرباجه السودانى وزملائه الذين يجلدون ضحاياهم بقسوة حتى يفقدوا الوعى، هؤلاء جميعاً مؤمنون يحرصون على الصلاة والصيام ويحرصون فى حياتهم على ألا يفعلوا شيئاً حراماً أو حتى مكروهاً.. كيف يتحولون إلى جلادين..؟! يجب أن نذكر أن ارتكاب الجرائم باسم الدين قد حدث فى الأديان جميعاً. فالكنيسة الكاثوليكية مثلاً التى قدمت للعالم قيماً عظيمة فى المحبة والتسامح هى ذاتها التى شنت الحروب الصليبية وعقدت محاكم التفتيش وقتلت مئات الألوف من اليهود والمسلمين. أى دين يمكن أن نفهمه بطريقة صحيحة فيجعلنا كائنات إنسانية أرقى ومن الممكن قراءته بطريقة متعصبة تؤدى إلى ارتكاب الجرائم. السؤال: كيف يتحول المؤمن إلى جلاد..؟! أعتقد أن المؤمن الحقيقى لا يمكن أن يرتكب مثل هذه الجرائم وإنما المتطرف هو الذى يتحول إلى جلاد، ويتم تحوله عبر الخطوات التالية:
أولاً: احتكار الحقيقة
ليس الدين وجهة نظر يمكن مناقشتها أو تغييرها وإنما الدين إيمان وجدانى راسخ. الناس غالباً يستعملون العقل لتأييد الإيمان، ونادراً ما يكتشفون الإيمان بواسطة العقل. الدين اعتقاد حصرى بمعنى أن أصحاب كل دين يؤمنون بأن دينهم صحيح وكل الأديان الأخرى على خطأ.. بالرغم من ذلك فقد ثبت فى التاريخ أن الفهم الصحيح لأى دين يجعل صاحبه متسامحاً مع أصحاب الأديان الأخرى إلا أن المتطرف يؤمن دائماً بأنه يحتكر الفهم الصحيح للدين، أما الآخرون فهم فى نظره كفار أنجاس أو فاسقون منحلون مقيمون على الخطايا. إن المتطرف يعتبر أنه مركز العالم وكل من يختلف عنه فى الأطراف المهملة.. هذا اليقين باحتكار الحقيقة واحتقار الآخرين لا يستند إلى حقيقة الإسلام الذى يحمل فى جوهره تعاليم متسامحة مع البشر جميعاً، كما أن غطرسة المتطرفين تتجاهل حقيقة أن المسلمين يشكلون فقط خُمس سكان العالم ما يجعل المتطرف يحتقر أربعة أخماس البشر.
ثانياً: ممارسة الدين بالتميز
المتطرف ليس لديه تجربة دينية عميقة. الدين بالنسبة إليه ليس علاقة روحانية مع ربنا سبحانه وتعالى وإنما الدين عنده وسيلة لإظهار تميزه على الآخرين. المتطرف يستمتع بإظهار تدينه لأنه يحس عندئذ أنه أفضل من الآخرين الأقل التزاماً بالدين منه. إن المتطرف غالباً ما يعانى من مركبات نقص يعالجها بتفوقه الدينى على الآخرين. إنه لا يمارس تدينه ليمنحه السكينة والسلام وإنما يستعمله لكى يقهر الآخرين ويسيطر عليهم. قد يحس بأن الآخرين أفضل منه تعليماً أو أكثر حظاً فى الحياة لكنه يعوض ذلك بأن يمارس عليهم تدينه حتى يحس بأنه أفضل منهم عند الله كما أن المتطرف لا يكتفى بإظهار تميزه على الآخرين وإنما يظهر غالباً احتقاره للمختلفين عنه لكى يستمتع بتفوقه الدينى.
ثالثاً: استعادة مجد الدين عن طريق الحرب المقدسة
لابد للمتطرف أن يعيش فى عالم افتراضى متخيل مريح فى ظل فكرة وهمية تجعله يحس بأنه ليس مؤمناً عادياً، وإنما هو جندى شجاع يجاهد فى سبيل إعلاء كلمة الدين. لابد أن يتخيل المتطرف أن هناك حرباً عالمية كبرى شرسة متعددة الأطراف ضد الدين الذى يؤمن به ويجب عليه أن يقاتل بضراوة أعداء الدين لإعلاء كلمة الله. إن المتطرف الذى يتمسك بعالمه المتخيل يشبه تماماً الشخصية التى أبدعها الروائى الإسبانى الشهير «سرفانتس».. «دون كيخوته» الذى أحب أن يكون فارساً بعد أن انقضى عصر الفرسان فانتهى به الأمر إلى محاربة طواحين الهواء. إن مشايخ الإسلام السياسى نجحوا فى صناعة فكرة وهمية اسمها «الخلافة الإسلامية».. مئات الألوف من أتباع الإسلام السياسى الذين تعلموا تاريخاً مزيفاً عن طريق مشايخهم يؤمنون بأن المسلمين حكموا العالم عندما اتبعوا تعاليم دينهم، فلما خالفوا الدين ضعفوا واحتلهم الغرب وهم ينتظرون عودة خليفة جديد ليحكم وحده كل الدول الإسلامية.. لا مانع بالطبع من تعاون الدول الإسلامية مع بعضها البعض ولا مانع من تعاون البشر جميعاً، لكن استعادة الخلافة الإسلامية وهم كبير لسبب بسيط أنها لم توجد أصلاً حتى نستعيدها... يحتاج الإنسان فقط إلى قليل من القراءة الجادة ليدرك أن ما يسميه مشايخ الإسلام السياسى «الخلافة الإسلامية» لم تكن خلافة ولم تكن إسلامية. على مدى قرون من الدول التى أنشأها المسلمون لم يستمر الحكم العادل الرشيد سوى 31 عاماً.. 29 عاماً فى عهد الخلفاء الراشدين الأربعة وعامين حكم خلالهما عمر بن عبدالعزيز.. أما الدولة الأموية ومثلها الدولة العباسية فقد قامتا مثل كل الإمبراطوريات بعد ارتكاب جرائم رهيبة وقتل آلاف الأبرياء من أجل تمكين السلطان من العرش. أما الخلافة العثمانية فلم تكن إلا احتلالاً بشعاً لبلادنا وكل من يشك فى هذه الحقيقة عليه قراءة المؤرخ المصرى محمد بن إياس الحنفى القاهرى (1448 ــ 1523)، عندئذ سيدرك الأهوال التى قاساها المصريون على أيدى الجنود العثمانيين (المسلمين).. بل إن الخليفة العثمانى الذى يبكيه أتباع الإسلام السياسى كان من أسباب احتلال مصر عندما أصدر فى يوم 9 سبتمبر 1882 قراراً بإعلان عصيان الزعيم عرابى، ما أدى إلى انصراف كثيرين عن جيش المقاومة ونتج عن ذلك هزيمة الجيش المصرى والاحتلال البريطانى لمصر.. الخلافة الإسلامية لم توجد أساساً حتى نستعيدها لكن للأسف لا جدوى من محاولة إقناع المتطرفين بهذه الحقيقة لأنهم سيرفضون دائماً الخروج من العالم الافتراضى الذى صنعه مشايخهم.
رابعاً: نزع الطابع الإنسانى عن المعارضين
عندما استنكر كمال خليل جلد المتظاهرين بهذه البشاعة داخل المسجد «بيت الله» حاول الإخوان إقناعه بأن ضحاياهم ليسوا ثواراً وإنما بلطجية مجرمون، كما أنهم مدمنو مخدرات مسطولون لا يحسون بالتعذيب الذى يتعرضون له.. يحتاج الجلادون دائماً إلى مثل هذا التبرير تجنباً لوخز ضمائرهم. لابد من شيطنة الضحايا بشكل يبرر الاعتداء عليهم. إن كل من يعترض على جرائم الإخوان سرعان ما ينهالون عليه بالاتهامات لتشويهه، معارضو الإخوان فى رأيهم إما من فلول نظام مبارك أو عملاء للصهيونية العالمية أو أتباع سريون للماسونية أو فى أفضل الأحوال فاسقون منحلون جنسياً هدفهم الأساسى فى الحياة إشاعة الفاحشة فى المجتمع والسماح للسحاقيات والشواذ بالزواج من بعضهم البعض. هذه الخزعبلات يرددها أكبر قيادات الإخوان بغير أن يستشعروا أدنى حرج وبغير أن يسألوا أنفسهم مرة: ما الذى جعل ملايين المصريين الذين احتفلوا بنجاح مرسى يطالبونه الآن بالرحيل عن الحكم..؟! إن ذهن المتطرف عاجز تماماً عن رؤية الواقع كما أن قيادات الإخوان لا يمكن أن يقنعوا شبابهم بجلد الناس بالكرابيج إذا اعترفوا للضحايا بأى فضيلة. من هنا يرتكب الإخوان جرائمهم وهم يكبرون بحماس. إنهم يؤكدون عالمهم الافتراضى خوفاً من تأنيب الضمير.. إنهم يجتهدون لكى يقنعوا أنفسهم بأنهم لا يرتكبون جرائم وإنما يخوضون جهاداً دينياً مقدساً.
خامساً: إنكار كل ما يهدد العالم الافتراضى
خلال مذبحة مجلس الوزراء التى قتل فيها جنود الجيش عشرات المتظاهرين تمت تعرية فتاة متظاهرة ودهس الجنود جسدها العارى بأحذيتهم أمام الكاميرات، لكن الإخوان المتحالفين مع المجلس العسكرى آنذاك سخروا من البنت المسحولة وشككوا فى أخلاقها. وفى عهد رئاسة مرسى عادت الشرطة المصرية إلى جرائمها فقتل 80 متظاهراً وعذب كثيرون، أحدهم تم سحله أمام الكاميرات ورآه العالم كله لكن الإخوان أنكروا كل هذه الجرائم وبرروها.. هنا نكتشف سلوكاً تقليدياً لدى المتطرفين جميعاً هو إنكار كل ما يهدد عالمهم الافتراضى مهما كانت الحقيقة واضحة.. فالمتطرف الذى أسس حياته فى عالم افتراضى يرى نفسه من خلاله جندياً فى سبيل الله لن يسمح أبداً بإقناعه بعكس ذلك. إذا حاولت إقناع المتطرف بعكس ما يعتقده فأنت تضيع وقتك وجهدك وسيدهشك أن الذى يباهى بتدينه سيتحول إلى شخص عدوانى وقد يصب عليك أقذر الشتائم (كما يحدث على فيس بوك) لأنك تشكك فى أشياء يعتبرها مسلَّمات. إنه فى الواقع قد بنى عالمه الافتراضى ولن يسمح أبداً لأى شخص بإعادته إلى الواقع الحقيقى لأن ذلك سيؤدى إلى انهيار الأساس الذى بنى عليه حياته.
بعد هذه الخطوات الخمس يتحول المؤمن إلى متطرف ويكون مستعداً لارتكاب أى جريمة يأمره بها مشايخه.. سوف يضرب النساء ويسحلهن ويشتمهن بأقذر الشتائم ويجلد المعارضين بالكرابيح ويصعقهم بالكهرباء. سيتحول إلى جلاد لكنه سيظل مقتنعاً بأنه يمارس مهام مقدسة لأنه وحده صاحب الإيمان الصحيح، وقد كلفه الله بالدفاع عن العقيدة واستعادة مجد الدين، كما أن المختلفين معه ليسوا فى نظره كائنات إنسانية كاملة الحقوق، وإنما هم إما عملاء أو عاهرات أو أعداء للدين لابد من إزاحتهم عن الطريق حتى ترتفع راية الإسلام على الدنيا كلها.
إن الجرائم التى يرتكبها الإخوان المسلمون تتزايد كل يوم، وبالرغم من بشاعتها فهى تكشف حقيقة الإخوان. لقد اكتشف المصريون أن الإخوان لا علاقة لهم بالدين وعرفوا غدرهم وأكاذيبهم وخيانتهم للثورة. إن الإخوان الوجه الآخر لنظام مبارك. لقد استبدلنا بنظام مبارك نظاماً قمعياً آخر يتاجر بالدين. استبدلنا بالفاشية العسكرية فاشية دينية. سيسقط حكم الإخوان قريباً وسيحاكمون على كل هذه الجرائم. الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها بإذن الله.
الديمقراطية هى الحل

الجمعة، 22 مارس 2013

رسالة للعم أوباما بقلم إسعاد يونس ٢٢/ ٣/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم

■ كل سنة وانتى طيبة يامه.. يا أماتى.. يا مولاتى.. يا تاج راسى.. يا مصر.
■ تمسكاً بحبة اللطافة السارية مع عيد الأم.. أستطيع أن أقول الحمد لله.. رغم كل الضنك والضنا اللى إحنا فيه إلا أنه من المؤكد أننا خرجنا بنتيجة محققة، وهى أن الاسلام براءة م العالم دى.. جملة قديمة لكن اتأكدت بشراسة وشدة فى هذه الآونة الأخيرة.. خلاص كده.. اللى حايقرنلى الإسلام بالناس دى حاريّح كوعى ف خيشومه.. ثانياً الحمد لله إن الهيلمان وقع والأسطورة اتفسئت.. وماعادش حد حايسرح بينا ويعمل نفسه قال الواد تنظيم سرى ومنظم والحبتين دول. كده خلاص.. البطيخة اتفتحت وبانت قرعة وواخدة حقن ميه حتى ماتنفعش تتخلل.
■ الكلام ده تروحوا تاكلوا بيه عيش فى دول تانية م اللى خلاياكوا مبرطعة فيها ولا تتمتع بكل هذا الرصيد والإرث الحضارى الملازم للجينات.. ويمكن العيب فينا.. بندى على هبل فى الأول وظروفنا المعيشية السيئة بتنضح على مناظرنا.. لكن هما كام شهر وبنفوق ونكتشف الحقيقة.. ماهو شعب بكل هذا الزخم من الفلسفة والسخرية صعب تسرح بيه كتير.. لدينا تراث قديم.. نحن الذين أطلقنا على أنفسنا عبارات مثل.. إحنا اللى دهنا الهوا دوكو.. عرّقنا السمكة فى الميه، ونفّدنا الفيل من خرم الإبرة.. شعب يصف نفسه فى عبارات ساخرة من ييجى عشرين تلاتين سنة.. كان هذا قبل أن نقتحم عالم النت وتتفتح مداركنا مع هذه الثورة.. فحدث طوفان من المعرفة المصحوبة بسخرية لاذعة.. وفقسناكوا الفقسة التى لا عودة منها.. تروحوا فين يا غلابة إنتوا مننا؟!
■ إن استعراض قائمة الخيابات قد يأخذ منا شهوراً.. المشكلة ليست فى استعراض القائمة ولكنها فى المتهمين بارتكابها.. يبدون لنا فى حالة استهبال واستنطاع لا نهائية.. ولكن الواقع أنهم مزنوقين.. وإحنا فى عُرفنا إن الواحد كل ما يتزنق يعمل إيه؟؟.. يقلع.. فإنتوا كل ما تتزنقوا بتقلعوا ماسك من الماسكات.. وشعر دقونكوا بينحِل لوحده.. ولكنكم لا تريدون مواجهة الواقع.. عاملين زى العيل الرزل اللى كل ما يتقاله ذاكر والا كُل.. يسد ودانه ويغمض عينيه ويزعق عشان يسور نفسه بصوته هو بس.. طب العيل ده آخرته إيه؟؟.. بيترن علقة موت.. فنصحى للون بقى.
■ نما إلى علمنا أن هناك فى هذا التنظيم اللى فستكته هيئة مفوضى الدولة فاستعجل وضرب إشهار عالسريع كده عبال ما يلاقيله عدلة.. أنه يصدر فى كل صباح تعليمات إلى تابعيه بالنشيد اللى حايغنوه النهاردة.. فإذا ما ساقك حظك البايخ إلى أن تتورط فى مناقشة مع حد فيهم حاتلاقيه قلب على أسطوانة مشروخة أو منبه زراره بايظ وردد نفس الكلام اللى بيقوله زميله من غير ما يسمع إنت بتقول إيه أصلاً «وانا مالى ما هو اللى قاللى.. واحنا مالنا ده مبارك ونظامه.. منه لله المجلس العسكرى هو اللى عملها مش احنا.. وهما إيه اللى وداهم؟؟ أصلهم استفزونا بالكلام الكذر والتلميحات الكذرة اللى رسموها عالأرض.. ده قاعد علشانكم.. بالكم لو مشى مفيش واحد حايقعد أسبوع مكانه».. مونولوج بيحفظوه فى البيت ويسمّعوه لبعض ثم ينطلقوا، تدوس عالزرار يطلعلك التسجيل، وانا مالى ما هو اللى قاللى............ طب بالنوسبة للجملة الأخيرة.. إنتوا بس قولوله يتوكل على الله واحنا حنصطفل..
■ محكمة الجنايات تلغى التحفظ على أموال ٢٣ رجل أعمال متهمين بالتلاعب فى البورصة.. يانهار أزرق عالكبسة.. بتحطوا نفسكوا فى مواقف بايخة.. إنتوا مابتعملوش حاجة صح خالص؟؟.. كله معيوب كده؟؟.. هو إنتوا فاكرين إن واحد زى عبدالرحمن الشربتلى ده مثلاً قاعد عندنا وبيستثمر كل الاستثمارات المهولة دى من تلاتين سنة عشان إيه؟؟.. الدنيا قافلة فى وشه والدول مابتبوسش رجله يروح يستثمر فيها؟؟.. والا عشان بيحب البلد دى وبيرتاح للناس والعشرة والبركة اللى كانت فيها؟؟.. هل تعتقدوا إنه مستعد يتحمل إساءة سمعة عالفاضى كده ويجرى يحب على إيديكوا ويقولكوا والنبى خلونى معاكوا؟؟.. وإن كنتوا طمعانين فى مشاريعى خدوها أو ادخلوا معايا شركا من غير ما تدفعوا حاجة عشان أعيش فى أمان؟؟.. لأ.. خالص.. آبسلولتلى.. ده ممكن يولع فى الحاجة ويغور لو حاتقرفوه فى عيشته.. مش حايبقى أحسن من اللى هجّوا وغاروا غير نادمين ولا آسفين.. كفاية إنهم فارقوكوا وفارقوا نحسكوا.. فى الأول وفى الآخر هو مش مضطر لإنه مش مصرى والدنيا حاتفتحله أحضانها.. صدق اللى قال عريان المش عارف إيه يعمل إيه!!
■ الأستاذ صفوت حجازى والإخوة اللى رايحين جايين على غزة أكتر ما بيناموا فى بيوتهم.. والنبى مانت راجع من هناك يا شيخ.. وخد إخواتك معاك.. دانت خلاص بينك وبين القدس فركة كعب.. قطعت نص الطريق.. كمِّل بقى.. على الأقل توفر التلات أرغفة والخمسة لتر بنزين..
■ لا بس والله براوة.. لأ طقم ما شاء الله ميلامين ميلامين يعنى.. يشرّف الحقيقة.. إن كان من رئيس الوزرا لوزير العدل للنائب العام لوزير الداخلية لوزير الإعلام لوزير التعليم للمتحدثين الرسميين لمساعدين الرئيس اللى كل واحد فيهم عليه كل عكة وعكة للمستشارين اللى بيحضروا الخطابات.. لطرزان إنسان الغاب اللى كل ما يحتاسوا يدوله حقنة شجاعة ويقوم خابطله مؤتمر يصرح فيه بتصريحات عنترية تتعارض تماماً مع وجع الركب وضياع الشاحن.. لا شلة بصراحة تغرق قارة مش بلد بس.. ده غير مزارع تسمين العجول فى منطقة المقطم اللى بيعلفوا فيها جتت منزوعة المخ والرجولة.. حاجة تخلى الواحد يقول للعالم المتحضر.. مصرى وأنتحر مش أفتخر.
■ صحيح أحمد دومة رُفيّع وسُفيّف ولو نفخت فيه يطير، لكن سبحان الله عنده مخزون جينات رجولة وشجاعة يصعب على التيران اللى طالوه هو وزميلته الحصول على ذرة منها.. ومش حانعملكوا حملة تبرع بالرجولة.. خليكوا زى الخس النىّ كده.
■ الناس مقامات بقى معلش، والمقامات لا علاقة لها بمستوى المعيشة، ف ياما فلاسفة وشحاتين، وياما أصحاب رأى وصناع حضارة ومش لاقيين ياكلوا، لكن هذا المستوى الوضيع بيئياً وحضارياً ومعلوماتياً ماينفعش كان يحتل مساحات م الإعلام حتى بغرض حرقه، ده حتى الحرق له مواصفات، يعنى ينفع يتقال عليه شيخ ويقعد يفتى ويتكلم ويهدد ويحشد كائن زى اللى ابنه مطلوب فى جريمة قتل شاب فى شبرا ده؟؟.. من استمع إلى المكالمة الهاتفية للولد مع عمرو أديب واطلع على صوره المنتشرة على الوسائط يستطيع أن يلمس بمنتهى الوضوح انحدار المستوى واللغة والبرشمة ودفتر الأحوال الملغمط، ثم يطلع والده علينا فى الإعلام مستضافاً قال فى برنامج تنويرى دعوى يقولك الشريعة دى دين أمك، ولقينا فى خيم الاتحادية لوالب وغسول مهبلى والهطرفة دى، فيه حد أدنى لمستوى البشر، حتى لا يستغل هذا الظهور فيعمل فيها زعيم ويوجه أوامر للتكاتك بالاستعداد للهجوم على القسم اللى حايرحلوه عليه، ويحاول كالعادة يخلق قضية فتنة طائفية من حادث ابنه عشان يطرمخ عالموضوع.. يا أخى كل البشر يذهبون إلى دورة المياه ليتركوا هناك أشياء ويشدوا عليها السيفون، دول بس اللى بياخدوها معاهم وهما خارجين ويتمنظروا بيها، إيه أم القرف ده؟؟؟؟؟؟؟؟؟
■ رسالة للعم أوباما.. على فكرة انت بتستعبط.. عليا الطلاج بتستعبط.. وعامللى فيها سى آى إيه وإف بى آى وكولومبو ورامبو وميشن إيمبوسيبل.. وانت مش فاهم ولا كلمة عن شعب مصر.. ولا عارف إيه اللى بيحصل ولا نيلة.. شغال استهبال زى حبايبنا.. هو لازم تتدخلوا فى شؤون الشعوب وخلاص؟؟.. الكارثة إنكم عمركم ما حلّيتوا على بلد إلا لما خربتوها.. ولا دخلتوا حرب إلا وخسرتوها.. هو لازم تتفق علينا مع حكامنا وخلاص؟؟.. كل ده عشان الدولة المعفنة اللى مايحصّلش تعدادها سكان عزبة علام اللى اسمها إسرائيل؟؟.. طب ما تيجى تقعد معانا إحنا الشعب.. والله حانحييك ونسنجفك ونشربك أحلى شاى بالياسمين.. إنت بس ابعتلنا كام واحد من المن إن بلاك بتوعك واحنا حانوجب معاهم بالأصول.. أصلك بتراهن غلط ومُصرّ تنشن وانت أحول.. وبتدعم ناس ضايعة وبيضيعونا معاهم.. ده إيه المُرّ بزيادة ده؟؟

الثلاثاء، 19 مارس 2013

'مصر علمت العالم' كتاب للدكتور وسيم السيسي:

 
 
القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من محمود قرني: عن الدار المصرية اللبنانية صدر كتاب بعنوان 'مصر علمت العالم' للكاتب وصاحب الصالون الثقافي د. وسيم السيسي. يقع الكتاب في 176 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي غير المقدمة والخاتمة، على اثنين وثلاثين فصلاً، تتراوح بين الطول والقصر، حسب طبيعة الموضوع الذي يتناوله المؤلف.
وجاء ترتيب الفصول ليعطي صورة شاملة عن طبيعة الحضارة المصرية مثل الفنون والصناعات حتى 'الوحي الإلهي '، والحكومة الأولى في التاريخ، وأرقى ماوصلت إليه الكتب و'توم وجيري' اختراع مصري، والحضارة الفرعونية والجزيرة العربية، والقضاء الفرعوني، والرقص في مصر القديمة، ودراما الخير والشر، وبناة الأهرام، وتفسير الزار الفرعوني، وعمرو بن العاص ومكتبة الاسكندرية، ونفرتيتي ليست ليلى، وحتشبسوت ليست حلاوتهم، وإذا لم نكن الفراعنة، فمن هم الفراعنة إذن؟
يقول د. وسيم السيسي في مقدمة الكتاب: نحن نملك أعظم تاريخ .. اطلق عليه جيمس هنري برستد : فجر الضمير .. لأن تاريخ البشرية كان ظلاماً قبل تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ليس برستد وحده الذي كان مبهوراً بهذا التاريخ العظيم .. بل جان فرانسوا شامبليون كان أيضاً مولعاً به حتى أنه قال : يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة.
ويضيف د. السيسي: في المتحف البريطاني .. قسم المصريات، شاهدت جمجمة في صندوق زجاجي .. مكتوب عليه : عملية تربنة جراحة من جراحات المخ مصر القديمة، 2000 سنة قبل الميلاد ! وكان أمامي في طابور المشاهدة سيدتان .. قالت إحداهما للأخرى :
انظري! جراحة مخ .. من قبل الميلاد! أين كانت إنجلترا في هذا الزمن السحيق ؟!
وفي مؤتمر للمركز القومي للبحوث بالإشتراك مع جامعة مانشستر بالقاهرة عن الصيدلة في مصر القديمة، ألقيت بحثاً عن العقاقير التي استخدمتها مصر القديمة في أمراض المسالك البولية والذكورة، وقد طالبت في هذا المؤتمر بتغيير اسم البلهارسيا من Bilharzisis إلى Egyptiasis أي مرض مصري؛ لأن مصر أكتشفت مرض البلهارسيا قبل تيودور بلهارس بآلاف السنين، وأعطت اسماً للمرض 'عاع '، كما عرفت الدودة وأسمتها 'حررت '، كما عرفت الدواء وهو الأنتومين، وجعلته لبوسات شرجية بدلا من الحقن؛ لأن مصر لم تعرف الحقن في هذا الزمن القديم.
ويؤكد د. وسيم أنه لم تتعرض حضارة للظلم بسبب الجهل مثل الحضارة المصرية القديمة، قالوا عنهم : لايؤمنون بالله !
بينما إدريس عليه السلام كان مصرياً، وكان أول الرسل ! كما كان لقمان والخضر مصريين، بل إن كلمات : دين، آخره ، صوم، حساب، إمام، حج، ماعون ... إلخ، من آلاف الكلمات، كلها كلمات مصرية قديمة، كذلك ادعى البعض أن الحضارة العظيمة قامت بها مخلوقات من كوكب آخر ( إريك فون دانكشتين ـ عجلات الآلهة ـ كاتب ألماني )؛ ذلك لأنها حضارة تصيب الناس بالذهول، ولذا نسمع عن ال: Egypto Mania أو الولع بالمصريات، وقد أصبحت واحداً ممن وقعوا في هواها ! 
وفي الفصل الثالث، بعنوان 'أول حكومة في التاريخ' يرصد د. وسيم السيسي في حوار متخيّل بينه وبين 'حور محب' كيف كانت هذه الحكومة :
قال د. وسيم السيسي : حدثني عن أول حكومة في تاريخ البشرية .. كيف نشأت؟
قال 'حور محب' : أول حكومة في تاريخ العالم كله كانت لدينا سنة 4241 ق.م أي منذ 6253 سنة مضت، وكان ذلك في عصر ما قبل الأسرات.
'تجمعنا حول النيل حتى لا نهلك في الصحراء، كان ذلك منذ عشرات الآلاف من السنين وتعلمنا روح الفريق عند خطر الفيضان ووضعنا التقويم الذي تزرعون علي نظامه حتى الآن؛ لأنه أكثر التقاويم دقة وتعلمنا الزراعة حين فاض علينا النيل بالغرين، الذي حُرمتم منه الآن ومن الزراعة وعرفنا الصناعة من الزراعة، وصنعنا الحبال، المكيال، النول، المكوك، الفأس، المنجل، الشادوف، البكرة، المغزل، والكتان الموشي بأسلاك الذهب وصنعنا أوراق البردي فسجلنا تاريخنا وحضارتنا، وظل إستخدام البردي حتى القرن الحادي عشر الميلادي وصنعنا الدواء من النباتات الطبية كالزيوت والدهون
ثم أستطرد 'حور محب' قائلاً : كنت تسألني .. كيف تكونت أول حكومة في التاريخ؟
فكما قلت لك ، حين وحدنا النيل وعلمنا الزراعة، كان لابد من :
إنشاء جهاز فني هندسي للمياه لخدمة آلاف الزراع وهذا الجهاز أستدعي جهازاً أمنياً ( شرطة )، ثم جهازاً مالياً، ثم جهازا عسكرياً لحمايتنا من أعداء الخارج.
وهكذا تكونت أول حكومة في التاريخ .. لم ينفرد عقد وحدتها طوال سبعة آلاف سنة.
الأمر المدهش، والذي يؤكده د. وسيم السيسي في كتابه المهم 'مصر علمت العالم' أن كارتون 'توم وجيري' الذي يتربى عليه معظم أطفال العالم، هو اختراع مصري صميم، حينما يقول :
إن 'توم وجيري' اختراع مصري قديم .. ففي أوراق البردي تجد مدام قطة وقد أصبحت عبدة عند مدام فأرة !
وفي بردية أخرى تجد جيشاً من الفئران محاصراً قلعة محبوساً فيها مجموعة من القطط !
وهناك أسطورة مصرية تقول إن القطة الجميلة دائمة الابتسام 'باستت Bastet ' كانت أصلاً اللبوءة الغاضبة من أعمال البشر .. وقد كانت لها تماثيل كثيرة في مدينة 'بوباسطة '، ولكنها نُهبت الآن.
إن مصر القديمة تعيش فينا لم تغيرها 2500 سنة احتلال؛ لأن الحضارة أقوى من السيف والرمح على مر الزمان.
ويواصل د. السيسي رصده لمظاهر الحضارة المصرية التي أخذت عنها كل الحضارات وذلك حينما يصّور في الفصل العاشر، عملية الحساب الأخروي ومحاكمة الروح والجنة والنار، وقلب المتوفى، وريشة العدالة على الميزان، والقدر وهو يشفع لصاحبه وهو ما أخذته عَنّا الحضارات المختلفة، وكيف بدأت أسئلة القضاة المكونة من 42 سؤالاً :
هل حافظت على جسدك طاهراً ؟
هل امتدت يدك إلى ما ليس لك ؟
هل قتلت ؟
هل كذبت ؟
هل كنت أسيراً لغضبك يوماً ؟
هل سكرت حتى فقدت عقلك ؟
هل عذبت حيواناً 
هل نسيت أن تسقى نباتاً ؟
هل كنت سبباً في دموع إنسان ؟
هل نظرت إلى امرأة غير زوجتك ؟
هل تحدثت بسوء عن غيرك ؟
هل مزقت الغيرة قلبك ؟
هل تملكك الغرور ؟
هل تعلقت في الدنيا بسلاسل من ذهب ؟
هل شهدت بالزور ؟
هل أخذك الغرور بذكائك فعميت عليك حكمتك ؟
هل تذكرت الإله وسألته الهداية في رحلة حياتك ؟
هل تنكرت لجارك ؟
هل سلبت حرية أحد ؟
هل عاملت من هو أقل منك بالطريقة التي تكره أن يُعاملك بها من هو أكبر منك ؟
كان الحكيم 'آني' يجيب عن أسئلة القضاة، وهو يتصبب عرقاً .. وحين سألوه عن الغضب تلعثم .. وعندما أنتهت الأسئلة .. تقدم 'آني' قائلاً : أيها الإله الأعظم ..
كنت عيناً للأعمى .
يداً للمشلول.
رجلاً للكسيح.
أباً لليتيم.
لم ألوث الماء.
لم أحلف كذباً.
لم أغش في الميزان.
لم أتلف أرضاً مزروعة.
إن قلبي نقي.
يداي طاهرتان.
أعلن 'تحوت' أن قلبه صافٍ وأن أعماله أرضت الإله.
وقال الإله الأعظم : إن روح 'آني' قد سجلت ولادتها في عالم الخلود وسفر الحياة ..
ويجمل د. وسيم السيسي غرامه للحضارة المصرية في الخاتمة قائلاً : هذه هي مصر التي علمت العالم .. علمته الإيمان بالإله الواحد .. هو ذا إخناتون يشدو في بردية بالمتحف البريطاني :
ايها الواحد الأحد الذي يطوي الأبد، يا مخترق الأبدية، ونورك يحيط بجميع مخلوقاتك، يا منقطع النظير في صفاته، ويملأ البلاد بجماله، يا موجد نفسك بنفسك .. أنت حي وأزلي، يا مرشد الملايين إلى السبل، يا خالق الجنين في بطن أمه، أنت جميل وعظيم ومتلألئ.
إن الغزوات التي مرت على مصر، كانت تغييراً في الحكام، ولم تكن تغييراً في شخصية 'هوية' مصر 'فلاندر بتري' .. طردت الهكسوس، جعلت الإسكندر يعتنق الآمونية، وجعلت روما تعتنق المسيحية، ووضعت أسس الرهبنة في المسيحية 'أفلوطين المصري '، والتصوف في الإسلام، دافعت عن الإسلام في ذات الصواري، وحطين، وعين جالوت .. كما بنت القلاع والمساجد، والحصون، وعمرت خزائن بغداد بنفائس الإسكندرية، وكان منها كتاب العالم المصري ديسكوريدس : خواص العقاقير.
ويؤكد د. وسيم علي أن مصر علمت العالم في كل نواحي الحياة، جمعت الحديث النبوي الشريف، وسجلته على ورق البردي فأصبح أقدم المخطوطات العربية،وجاء بن منظور القبطي 'المصري' ووضع لنا كتاب : لسـان العرب، وجاء ورش القبطي 'المصري' يرتل لنا القرآن الكريم الذي أنتشر في العالم كله : بقراءة ورش الباقية حتى الآن.
مصر علمت العالم الوسطية في كل شيء، فالكرم وسط ما بين الإسراف والبخل، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، لذا كان إسلام مصر مختلفاً عن إسلام الدول الأخرى، كذلك مسيحية مصر أيضاً.
الجدير بالذكر أن د. وسيم السيسي أحد كبار المهتمين بعلم المصرولوجيا، وهو أستاذ جراحات المسالك البولية، وزميل كلية الجراحين الملكية في أنجلترا وكلية الجراحين الأمريكية، وعضو في الجمعية الأمريكية لدراسات الظواهر الجوية، وحاصل على براءة اختراع لجهاز فحوص بالمسالك، وهناك عملية جراحية مسجلة بأسمه في جراحة البروستاتا المتضخمة.
كما أن له العديد من المؤلفات والمقالات في الصحف والمجلات منها : الطب في مصر القديمة، و'نظرة طبية فاحصة في الحب والجنس' و'مصر التي لا تعرفونها' وهو صاحب 'صالون المعادي الثقافي '، يكتب مقالاً أسبوعياً في جريدة المصري اليوم وغيرها من الصحف المصرية والعربية.    

الجمعة، 8 مارس 2013

الوصفة السحرية لمحْق الدولة المصرية بقلم إسعاد يونس ٨/ ٣/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم

- عزيزى المتآمر الواطى الوضيع.. إذا أردت أن تمحق دولة لها تاريخ وجغرافيا وحساب مثلثات فعليك باتباع الخطوات التالية:
- اصطادها على إثر تخلصها من حكم مهترئ شكله جامد من بره ومهورب من جوه..
- المؤهلات.. كورس متقدم فى فن الحنجورى مدعوم بخلطة سياسة مضروبة من كُتّاب الشيخ بلاميطة، بالإضافة إلى دبلوما فى ضرب القوانين المخوخة والقرارات الكفتة..
- أول حاجة تعملها تلبس الملابس المناسبة وانت بتخطط للدنيئة.. اضرب دقن.. اخبط زبيبة.. البس ملابس مناسبة للتغريب لا تنتمى لأى ثقافة خاصة ببلدك، زى الجلابية الباكستانى والسروال الهندى والمركوب الأفغانى.. والطع طاقية على نافوخك أو شال أو عمة أو فاروقية وإن غلب حمارك انكش شعرك وسيبه منتشر فى كل اتجاهات البوصلة اللهم إلا إذا كنت أقرع.. يعنى اطلع بهوية كوكتيل كده مالهاش أصل عشان الناس تنسى شكل الأزياء المرتبطة بالبلد عامة.. فيتوهوا وينسوا هما جايين من أنهى مصيبة أصلاً.. ثم ارفع شعاراً دينياً مستغلاً العبارة المتوارثة «شعب متدين بالفطرة» حتى لو اتضح بعد كده إنها مقولة أى كلام.. وخوف الناس من عقاب ربنا عالبلاوى اللى بيرتكبوها ليل نهار وهما بيعانوا من حالة التناقض الرهيبة التى يعيشونها.. بل بالغ أنت أيضاً فى صنع هذا التناقض فارتكب حاجات عِكس عِكاس كلها حتى يشعروا إن مدام بتوع الدين بيعملوا كده فعادى يعنى.. قشطة.. وأيضاً استغلالاً لالتزام البعض فعلاً بالعقيدة التى سترفع أنت شعارها رغم إنك فياسكو ومتدين كده وكده..
 ضع يدك على الجوامع فمن هناك ستبدأ فى نشر الفتنة وذلك بضخ أسراب أو قطعان من الدعاة.. مش مهم يكونوا دعاة بجد.. فمع توحيد الزى الهلامى ده كله حايتدارى.. عندك كمية من الأنفار تقدر تجيبهم من خريجى المعاهد الفنية أو العمال العاطلين عن المهارة والعمل ودول بالكوم.. حفظهم شوية آيات وتفاسير بمفهومك إنت مهما كان معوجاً.. وأطلقهم فى الزوايا والجوامع المتدارية وابقى افتحلهم شوية صناديق نذور يقلبوا منها عيشهم.. اجعل مهمتهم الأولى هى تكفير الأقباط، ثم تكفير أى حد لن يتبع طريقك وينضم لقطيعك..
- حط قدامك خريطة المنطقة التى تنوى نسفها مبينا بها مناطق الرزق والتنوير.. فى حالة بلد زى مصر سترى أنها بلد كبيرة وناسها كتار قوى.. إذن نبدأ بإفقارهم وكسر عزتهم وتفتيت وحدتهم.. مبدئياً اقتل كل منبع للرزق أو والعياذ بالله الثراء.. مع الحرص الشديد على الاحتفاظ لنفسك بمنابع لا تجف من التمويل والتقليب لحسن تجوع زيهم وتفقد الكونترول.. إضرب مصدر الدخل الأول، وهو السياحة، فى مقتل وذلك بإطلاق مجموعة من أبواقك لإلقاء تصاريح مكفرة ومرعبة للفكرة نفسها، واضربلك تفجيرين تلاتة فى كام موقع سياحى.. ثم إوجد لدى البعض المحدود من العاملين بها فكرة أنهم يمارسون مهنة حراماً عشان بيشوفوا لحمة السواح عشان يتهدوا ومايعملوش أذعرينة.. هكذا يتم قتل هذا المورد بأقل مجهود.. وإسقاط البلد من قوائم الدول السياحية الآمنة عالمياً وحلّنى على بال ما يبقوا يقوموها.. تمام.. كده تم تشريد اربعتاشر مليون نفس.. الخطوة التالية..
- اقتل الثقافة والتاريخ والآثار.. ادبحلهم أى مصدر للرزق من هذه الأنشطة التى تقترن أهميتها بالزهو والخيلاء والتفوق أيضاً.. اجعلهم يفقدون مناطق التميز التى كانت تجعل بلدهم تتزعم المنطقة وتتواصل معها وتنير لها الطريق.. اقتل حرية الرأى عن طريق الإعلاميين أو حاول حيث إن هذه مهمة ستبدو صعبة لعنادهم المستميت.. واخلق إعلاماً موازياً حتى لو طلع عبيط وكذاب ودم أمه بيض بريشت.. انشئ كام قناة دعوية فاشلة مستعيناً بالتمويل الخارجى المغرض واصدر كام صحيفة وموقع إليكترونى ينفثوا السم ليل نهار.. صحيح إنك محروم من أى إبداع لكن مش مهم.. المهم هو تجميع رؤوس الخلايا الصاحية والنايمة لتتواصل معها من غير ماتتقفش..
- خللى قناة السويس على جنب شوية أما نشوف حانقلب عيشنا منها إزاى.. بس ولع فى مصادر الطاقة بكل أنواعها أو هربها عن طريق أنفاق فاتحة عدل فى حجر الشركاء من الخارج.. وابقى خد حسابك م الناحية التانية..
- إرهب العاملين بالخارج بحيث يمنعوا تحويل أموالهم للداخل وبالذات المسيحيين ولاد الكلب دول.. هدد أمن السبعتاشر مليون مسيحى داخل البلد وفهمهم إنهم لا سبعتاشر ولا حاجة دول مايكملوش خمسة مليون، فيشعرون بالدونية والرعب ويتم نزع الإحساس بالمواطنة تماماً منهم.. فيخرسوا وينبطوا ومايفكروش حتى يبقى ليهم صوت ولا كتلة ولا نيلة.. ياكش يهاجروا كلهم ونخلص..
- اقضى عالزراعة اللى كان مقضى عليها أصلاً.. ودور وشك وطنش على محاولات التبوير والتجريف والبنا عالأراضى الزراعية.. إحوج الفلاح لدرجة إنه يشحت منك الزيت والسكر والرز بدل ما يزرعهم.. اغلق المصانع وركز على التصدير والاستيراد.. بحيث يبقى التصدير لكل منتج مصرى قبل ما يكفى أهل البلد أو يتصنع الخام منه.. واستورد الحيوى من المواد عشان يفضل بق المواطن فى كف المستورد ويخضع لأى لعب من اللى بتلعبه فى سعر العملة غصب عن عين أهله.. مرمط بسمعة البلد الأرض على الصعيد الخارجى الدولى، بحيث ينزل تقييمها كدولة إلى الدرجات الدنيا، وبذلك تقضى على أهميتها الاستراتيجية وتلغمط على أهمية موقعها الجغرافى على الخريطة..
- احرص على نزع فتيل الأمان فى كل الأحوال والأوقات.. واحبط أى محاولة للشرطة للانضمام إلى صف الناس بل وعن طريق وزير من رجالتك اخضعها لك.. ستواجه مصاعب من الضباط الوطنيين.. لا تهتز وطعّمهم بعيال من بتوعك قال يعنى شرطة شعبية.. شوية شوية يتم الإحلال والتبديل وتحتل ميليشياتك هذا الموقع الحيوى.. ملحوظة.. عجّل بهذا الإجراء قبل ما يقلبوا عليك لإن شكلهم كده حايعملوها قريب..
- افتح الوينج الشرقى بتاعها لكل من هب ودب.. وبكده تستضيف حلفاءك وتقلبها مزرعة تسمين وتسليح وتدريب للجيش أبو جلابية البديل اللى بتحضّره لاحتلالها بالكامل.. اجمع كام نفر من مجانين الشهرة وملتاثى الزعامة، سواء باستدعائهم من الدول التى سبق تصديرهم لها فى مهمات جهادية أو الإفراج عن شوية مساجين من رجالتك حتى لو كانوا تجار مخدرات أو أمهم أمريكية.. أهم ينفعوا برضه.. واديهم وعود بأن أحلام مراهقتهم قابلة للتحقيق واترك لهم العنان لتكوين ميليشيات ينزلوا بيها الشارع يخوفوا الناس ويهددوهم فى أمنهم ومسّكهم شوية سيوف وخناجر فتثير الذعر وتحبط جين الشجاعة.. لكن احرص على إن زى ما فى إيديهم سيوف مشهرة فى وجه المواطن لازم يكون سيفك مغزوز فى رقبتهم، تمهيداً للغدر بهم فى أى لحظة.. طبعك والا حاتشتريه؟.. انشر رجالك اللى كنت منيمهم فى الدرة وقانيهم فى الخباثة، بحيث يحتلوا كل موقع فى الأجهزة التنفيذية والمحليات عشان تمسك البلد من خناقها وقت الحاجة.. وهوب هوب اعمل الانتخابات بسرعة انشا لله تجيب تماثيل عجوة تقعدها فى المجلس..
- هين نساءها.. غطى وشوشهم واكتم صوتهم واتهجم عليهم واتحرش بيهم واغتصبهم ومرمط بكرامتهم الأرض.. دول شر مستطير ولو ركزوا حياكلوك صاحى..
- جفف المنابع واطفى النور وعتم البلد.. إلهيهم فى أزمات عيشهم اليومى.. ذل الناس واقهرهم.. تخن فى جلدك وصم ودنك وتحلى بالتناحة اللانهائية والبلاطة والرخامة والزناخة.. سيب المعارضة تهوهو لحد ما يتفك البلف ويفضى الهوا كله من رئتها.. لاعبهم لعبة الإجهاد مسيرهم عضلهم حايخدل ويهرموا..
- دلدل رقبتك واتنيها للقوى الكبيرة الكارهة للبلد.. بس العواقب ما اضمنهالكش.. شكلهم حايمصمصوا عضمك ويرموك للغربان بعد كده.. انت مش أجدع م اللى اترمى فى البحر جثة هامدة..
- يفضلك مصيبة واحدة اسمها الجيش.. حطيتها فى جيبك ادخل أنتخ على سريرك وحط رجل على رجل وصفر لحن أركب الحنطور واتحنطر.. ماعرفتش.. وغالباً مش حاتعرف.. قول على روحك يا رحمن يا رحيم.. وأنا بقول تقوم تروح من دلوقتى.. شكلك حاتتعمل معاك الجلاشة اللى أنا مش عارفة هى إيه لحد دلوقتى..
- طق طق طق.. تزييق باب.. الأستاذ أنسى ساويرس وأبناؤك؟؟.. أيوه، نعم.. أحب أبلغك بمنتهى اللذة والنشوة وأنا ألعق الدم اللى مشرشب من أنيابى إنه صدر قرار بمنعك م السفر.. السفر منين؟؟.. من مصر حضرتك.. مانا برّه مصر يابنى.. طب حاهبدك بالتقيلة إنت محطوط على قوائم ترقب الوصول.. الوصول لفين؟؟.. لمصر حضرتك.. مانا مش راجع يابنى.. أنا قاعد هنا مع بيل جيتس بنعمل شغل على ميه بيضا.. عايز تهبدنى بحاجة تانية؟؟.. لأ أنا اتكبست.. طب بالسلامة قبل ما أهبد الباب فى خلقتك.. إممم.. طب ممكن حتة ببريزة عشان التاكس؟؟

الخميس، 7 مارس 2013

حوار غاضب فى المقطم لعلاء الأسوانى بالمصرى اليوم 4 مارس 2013


مكتب الرجل الكبير فى المقطم يشغل الدور الثانى من مبنى فخم للغاية يقولون إن إنشاءه تكلف أربعين مليون جنيه. فى العادة يصل الكبير إلى مكتبه بعد أن يؤدى صلاة الفجر مباشرة.. يستقبله أفراد من جماعته بحب وحماس، يتزاحمون على تقبيل يده، بينما يحييهم مبتسماً ويربت عليهم بعطف أبوى. جدول الكبير مزدحم دائماً. مقابلات واجتماعات وتقارير يتلقاها من كل مكان فى مصر. اليوم ما إن وصل إلى مكتبه حتى طلب كوباً كبيراً من السحلب باللبن والمكسرات. يحب هذا المشروب لأنه يعطيه طاقة للتفكير والحديث. استغرق الكبير فى قراءة تقارير مطولة كتبها مسؤولون فى قطاعات مختلفة، ثم التقى أحد السفراء الأجانب لمدة ساعة، وحوالى الساعة الحادية عشرة جاءه صوت مدير مكتبه عبر اللاسلكى:
- سيادة اللواء وصل.
- خليه يتفضل.
دخل رجل جاوز الستين، متين البنيان، ملامحه الجامدة تنم عن مزاج صارم. صافحه الكبير بحرارة، ثم جلس أمامه ودار بينهما الحوار التالى:
الكبير: لقد استدعيتك لأننى أحس بقلق. مازالت هناك اضطرابات فى بورسعيد والمنصورة ومدن عديدة أخرى.
المسؤول: نحتاج إلى وقت، لكننا سوف نستعيد الأمن قريباً بإذن الله.
الكبير: أشكرك على المجهود الكبير الذى تبذله مع رجالك. جزاكم الله خيراً، لكننى أريد المزيد منكم.
المسؤول: لا شكر على واجب. تحت أمر فضيلتك وسوف ترى النتيجة قريباً.
الكبير: خلى بالك إن الوقت محدود. لازم البلد تهدى قبل الانتخابات.
المسؤول: تعودنا من فضيلتك أن تثق فى رجالك.
الكبير: لو لم أكن واثقاً فى قدراتك لما اخترتك لمنصبك. أنا أريد أن أسمع منك الخطوط العامة لخطتك حتى يطمئن قلبى.
المسؤول: أنا قضيت فى الخدمة أربعين سنة. اشتغلت فى معظم محافظات مصر. عندى تجربة كبيرة مع الشعب. شعبنا طيب ومطيع وأهم شىء عنده الاستقرار. شعبنا خوّاف بطبيعته ويكره المشاكل. معظم المصريين ماشيين على رأى المثل «من خاف سلم».. و«اللى يتجوز أمى أقوله يا عمى».. اللى حصل فى ثورة يناير شىء استثنائى.. طفرة.. شوية عيال على «فيس بوك» و«تويتر» قاموا بتهييج الناس والأمن تعامل معهم بغباء. أعوذ بالله من الغرور، لكننى لو كنت مسؤولاً أيام الثورة كنت عرفت أقضى عليها فى يومين اتنين. بعد ما مبارك تنحى معظم المصريين صدّقوا إنهم ثوار وافتكروا إن أى حاجة ما تعجبهمش ممكن يغيروها بالمظاهرات.. دلوقت لازم يفوقوا. لازم يرجعوا يخافوا. لازم الشعب يرجع لطبيعته. لازم الكل يعرف إن الاعتراض على السلطة له ثمن باهظ. كل واحد ينزل مظاهرة يبقى عارف إنه حيتقتل أو يُعتقل وينضرب لغاية لما يتمنى الموت. أى بنت حتتظاهر لازم تعرف إنها حتتبهدل وتتسحل فى الشارع وتتقلع هدومها والناس بتوعنا حيتحرشوا بها وممكن يغتصبوها.
الكبير: تمام.
المسؤول: إحنا عندنا أسماء العناصر المتزعمة للمظاهرات. خطتنا إننا نصطادهم واحد واحد. بدأنا التنفيذ وفضيلتك شفت بنفسك. رصاصة فى دماغ الواحد منهم فى زحام المظاهرة ونخلص منه.
الكبير: الله يفتح عليك.
المسؤول: بالنسبة للمشاغبين من الصف الثانى بنعتقلهم وبنضغط عليهم جامد. بنعمل فيهم حاجات تخلى الواحد منهم يطلع عينه مكسورة ومذلول وما يقدرش يعترض على السلطة مهما عملت فيه.
الكبير: شوف شغلك لكن من غير فضائح.
المسؤول: إحنا محترفين. كل أماكن الاعتقال ليست تابعة لنا إطلاقاً، حتى القوات اللى بتعتقل العناصر المشاغبة بتبقى لابسة ملكى، وبتعتقلهم فى ميكروباصات. مفيش أى دليل إن الدولة مسؤولة.المستشفيات متعاونة معنا، والطب الشرعى بيكتب تقريره زى ما إحنا عايزين.. النيابة أيضا بتؤدى دور عظيم.
الكبير: النائب العام ده ابنى. أنا مربيه على إيدى.
المسؤول: بأمر الله نقضى على المشاغبين فى أسبوع أو أسبوعين بالكتير.
الكبير: أنا مستعجل. لازم البلد تهدى قبل الانتخابات. استمرار الشغب بهذه الطريقة حيحرجنا قدام أصدقائنا فى الخارج. إنت عارف إن الإدارة الأمريكية بتثق فينا. وزير الخارجية الأمريكى كان عندى من يومين، وقالى بوضوح إن الأمريكان حيوافقوا على أى إجراءات نأخذها ضد المشاغبين، لكن بشرط إننا نحقق السيطرة بسرعة.
المسؤول: أنا عندى رأى وأرجو من فضيلتك إنك تتقبله بصدر رحب. الأمريكان معروف عنهم الغدر. أرجو من فضيلتك ألا تثق فيهم أو تعتمد عليهم. الأمريكان دعموا مبارك لما احتاجوه وساعة الجد تخلوا عنه وانقلبوا عليه.
الكبير: ماتخافش المرة دى الأمريكان بيدعمونا بجد. رجالك قتلوا المتظاهرين بينما وزير الخارجية الأمريكى فى القاهرة، والرجل مانطقش بكلمة اعتراض واحدة. عاوز دعم أكتر من كده؟!
المسؤول: كانوا بيعملوا نفس الشىء أيام مبارك.
الكبير: جماعتنا غير مبارك. إحنا لحمنا مسموم. وبعدين إحنا فاهمين طريقة التعامل مع أمريكا.
المسؤول: اشرح لى فضيلتك.
الكبير: تخيل إنك طبيب بتشتغل فى مستشفى. طبيعى إنك تحب ترضى مدير المستشفى. لو اكتشفت إن مدير المستشفى بيحب سكرتيرته وتزوجها سراً. معنى كده إنك لو أرضيت السكرتيرة وراحت موصية عليك المدير لازم يسمع كلامها، صح؟! هو ده وضعنا مع أمريكا بالظبط. أمريكا هى المدير وإسرائيل السكرتيرة. إحنا تفاهمنا مع إسرائيل، وهى بقت مطمئنة من ناحيتنا وتأكدت إن بقاءنا فى مصلحتها..من هنا لا يمكن الأمريكان ينقلبوا علينا أبداً. لكن فى نفس الوقت لو استغرقت وقت طويل لغاية لما تسيطر على البلد حتحرجنا كلنا.
المسؤول: أنا التزمت قدام فضيلتك إنى أسلمك البلد هادئة قبل الانتخابات.
الكبير: بارك الله فيك.
المسؤول: عندى طلب من فضيلتك.
نهض المسؤول ومدّ يده عبر المكتب ببضع ورقات ثم قال:
عاوزين أسلحة جديدة. أنا كتبت لفضيلتك الأنواع المطلوبة، وأتمنى إننا نحصل عليها فى أقرب فرصة.
التقط الكبير الأوراق وبدأ يطالعها باهتمام وقال:
إحنا مش جبنالكم قنابل غاز جديدة من أسبوع؟! رد المسؤول قائلاً:
صح فضيلتك. بس الغاز اللى إحنا طالبينه مش مسيل للدموع، ده أشد بكثير. دى غازات خانقة بتشتغل على الجهاز العصبى. فى ثوان المتظاهر يفقد الوعى ويتشنج وممكن يموت.
هزّ الكبير رأسه وهو يقرأ وقال:
خلاص نجيب لك الغازات دى مادامت فعّالة. إنت عاوز بنادق قناصة ثانى؟!
رد المسؤول بسرعة:
استعمال رصاص القناصة ضد المتظاهرين له تأثير حاسم. جربناه فى بورسعيد والنتيجة كانت عظيمة.. القناصة بيأخذوا مواقعهم ويصطادوا المتظاهرين زى العصافير ومفيش دليل عليهم.
ابتسم الكبير وبدا عليه الرضا وقال:
بنادق القناصة مكلفة جداً، لكن ولا يهمك. إن شاء الله نوفر لها ميزانية.
استطرد المسؤول قائلاً:
عندى طلب ثانى لفضيلتك. بالنسبة للضباط الملتحين. همّ عاوزين يربوا ذقونهم اتباعا لسنة النبى، صلى الله عليه وسلم. أنا ماعنديش اعتراض طبعاً. فضيلتك عارف إنى ملتزم دينياً. الحمد لله أنا أديت الحج مرتين غير عمرات كثيرة ربنا كرمنى بها. لا يمكن أقف ضد إنسان متدين أبداً. المشكلة إن لوائح الشرطة لا تسمح بإعفاء اللحية.. أتمنى إن فضيلتك تقابل الضباط الملتحين وتحاول تقنعهم إنهم يأجلوا المشكلة دى لغاية لما نسيطر على البلد.
ساد الصمت لحظة واربدّ وجه الكبير وقال:
لولا إنى عارف علاقتك بربنا سبحانه وتعالى لكنت شككت فى دينك. كيف تتوسط عندى لكى أمنع سنة مؤكدة للرسول، صلى الله عليه وسلم؟!
رد المسؤول بصوت خافت:
كل ما أطلبه تأجيل الموضوع حتى لا تحدث بلبلة بين الضباط.
صاح الكبير غاضباً:
اقرأ الفقه الإسلامى يا بنى قبل ما تتكلم. هل تعرف معنى أن أمنع أمراً شرعياً؟! والله إنى أفضل أن تقطع يدى أو أموت قبل أن أكون سبباً فى منع سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إعفاء اللحية واجب فى المذاهب الأربعة. هؤلاء الضباط يجتهدون لإرضاء الله سبحانه وتعالى، يجب أن نشجعهم لكى يكونوا قدوة لزملائهم. أتمنى أن أرى كل الضباط ملتحين وأولهم أنت.
ضحك المسؤول ليجارى الكبير الذى نظر إلى ساعته وقال:
أنت على وضوء؟
- الحمد لله.
- يلّه بنا نلحق صلاة الظهر.
نهض الكبير وقبل أن يخرج تفحص المسؤول بنظرة قوية وقال:
افتكر إنك وعدتنى تسلمنى البلد من غير متظاهرين قبل الانتخابات. كلامى واضح. أنا مش عاوز المخربين دول فى البلد. هؤلاء المتظاهرون خارجون على الشرعية وموتهم حلال شرعاً.. حكمهم فى الشرع الحنيف تطبيق حد الحرابة عليهم. يعنى المفروض نقطع أرجلهم وأيديهم من خلاف. أى شىء حتعملوه فيهم حيكون قطعاً أقل من الحكم الشرعى عليهم. حتى لو قتلتوهم تبقوا بتنفذوا حكم الشرع. عاوزك توصل رسالة واضحة لكل ضباطك. أنا منحتهم صلاحية مطلقة يعملوا فى المتظاهرين ما يشاءون. إياكم تخافوا. إياكم إيديكم ترتعش على الزناد. أنا أعطيتكم كلمة شرف: لن يُعاقب ضابط واحد حتى لو قتل ألف متظاهر.. لو كان ثمن الاستقرار إنك تقتل عشرة آلاف أو حتى مائة ألف. اقتلهم. أنا موافق. كل المخربين لازم يترموا فى السجن أو يموتوا عشان الشعب يعيش فى أمان.
هزّ المسؤول رأسه ثم هرول خلف الكبير الذى نزل على درجات السلم حتى لا يضيع دقائق فى انتظار المصعد. كان أذان الظهر قد ارتفع. دخل الكبير مسرعاً إلى المسجد فاستقبله المصلون من أفراد الجماعة بحفاوة وراحوا يقبّلون يديه، ثم انحنى أكثر من شخص لكى يخلع حذاءه ويحمله عنه. بعد دقائق كان الكبير يقف أمام المحراب يؤم المصلين وقد أغمض عينيه وراح يهمس بآيات القرآن فى خشوع تام.
الديمقراطية هى الحل