المشاركات الشائعة

الجمعة، 31 مايو 2013

وزارتا السخافة والإظلام بقلم إسعاد يونس ٣١/ ٥/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم

■ فى ظل النهضة الثقافية التى ننعم بها ونتلغمط فى ثناياها ونتشقلط فى فيحائها ومن وحى الخطبة السنية فى مدح المجتمعات المدنية ذات المعالم الشوفينية يطيب لى أن أعدّد النعم التى تنهال علينا كبراطيش الولية الدهنية والرجل ذو القرعة المتحنية.. إذ بُهرت انبهارا وانفخدت انفخادا من المواصفات المستفحلية فى مدح الرياسة الذكية وذلك فى مؤتمر وفعالية المؤسسة التنموية.. يا لها من ملوخية بالتقلية وصينية قرع عسل باشاملية وكان يوم منيل ومقطرن بقطران على جموع المدنيين وعليا..
■ فمصر التى فى خاطرى وفى فمى ترفل الآن فى رغد وزيرى الإعلام والثقافة اللذين أضفيا عليها زخما من البهاء والرقى، ودفعا بعجلة التحضر ييجى مليار فرسخ للـ.. الـ.. يا ريته للخلف.. وهو قطعا ليس للأمام.. داحنا رحنا فى منطقة لا وجودية.. فالنظر للخلف يجعلنا نتحسر ونبكى بدل الدموع دم.. فالوراء ده كان فيه ناس عظيمة.. وناس مش عظيمة بالمرة.. ولكننا الآن عندما ننظر إليهم نفغر أشداقنا فى ذهول ونقول.. والله كانوا ميت فل وعشرة قياسا بالوكسة التى نعايشها الآن..
■ ولكن يبدو أن العيب ليس فى الوزراء.. بل هو فى التسمية.. فلا هذا وزير إعلام ولا ذاك وزير ثقافة.. يمكن جايين يعملوا حاجة تانية غير المهمات دى.. وكتبولهم العنوان غلط.. فتوجه هذا إلى مبنى ماسبيرو والتانى إلى مبنى وزارة الثقافة.. وكان المفروض يروحوا حتت تانية لا داعى لذكرها الآن..
■ فهذا الذى توجه لمبنى ماسبيرو كان يجب أن يتوقف أمامه قبل أن يدخله ويرفع رأسه لفوق ويحاول أن يستدعى الأعمال التى خرجت من هذا المبنى على يد فطاحل الإعلام منذ إنشائه فى عام ستين.. سواء من الإذاعة أو التليفزيون.. ويسترجع العبقريات التى وضعت مصر على رأس الوطن العربى بالدراما التليفزيونية والإذاعية والبرامج الثقافية والدينية والمنوعة والشعرية والأدبية وأفلام التليفزيون.. ويتخيل الشخصيات العملاقة المشرّفة التى دخلت هذا المبنى على مدى سنوات طوال.. عليه أن يضع أمامه شريطا لليالى الحلمية أو رأفت الهجان أو فوازير رمضان وألف ليلة وليلة أو مسلسل الدوامة أو برنامج نور على نور وأحاديث الشعراوى وبرنامج قمم لمفيد فوزى وجلسات أنيس منصور مع قامات الأدب العربى.. وثلاثية الأب المصرى والرحيل والساقية والقاهرة والناس وهو وهى وكل عبقريات الإذاعة من برامج ومسلسلات وأوبريتات... إلخ إلخ إلخ.. وليقارن هذا بحال المبنى الآن فى ظل قيادته.. وينظر لنفسه فى المرآة وهو الذى قيل فى عهده للإعلاميين فى مجلس الشورى أنتم لا ترقون لأكوام الزبالة فى الشوارع!!!.. فإذا تقزم لدرجة أنه لم يعد يستطيع أن يرى نفسه بالمقارنة لكل ما سبق.. فعليه أن يعلم أنه خد العنوان غلط.. أو أنه أخذ توجيهات من الجماعة الذكية السنية ذات الهوية اللى مش مصرية أن يحول هذا المبنى الى خرابة.. فإذا كانت هذه هى المهمة الموكلة إليه.. فليقلها بصراحة عشان يتشال ده من ده ويرتاح ده عن ده.. انت يا سيد تمسك بمعول هدم وتقود بولدوزر لتقضى على شقا عمر أجيال وأجيال من الإعلاميين العظماء وصناع الفنون.. ولك أن تفخرا.. ابقى قول للتاريخ بقى «أصل الجماعة قالولى»..
■ أما وزير الثقافة فيمكن العيب فيا ولكنى أشهد إن بقالى فى مجال الفن فوق الخمسة وتلاتين سنة ماشفتش أو سمعت عن السيد الأستاذ وزير الثقافة اللى جه ده.. ولا قابلته صدفة ولا اسمه اتقال قدامى ولا أى شىء.. وأيضا عمرى ما شفت اسمه على تيترات فيلم أو مسلسل أو غنيوة أو إعلان أو أى حاجة..
■ وبما إن الواحد عندما يتقدم بأوراق اعتماده أو تعيينه أو حتى ليلتحق كدارس فى أى معهد فنى.. بيعملوله اختبار قدرات وإنترفيو.. وأعود بالذاكرة للدكتور توفيق عكاشة لما حب يعمل اختبار قدرات للدكتور البرادعى عشان يشوفه ينفع رئيس جمهورية ولاّ لأ.. فطرح عليه عدة أسئلة حويطة وخبيثة مثل حزمة الجرجير فيها كام عود والبطة بتتزغط إزاى وكده.. وبالتالى فالواحد عشان يسطمئن قلبه يود أن يطرح على هذا الوزير المونتير شوية أسئلة:
■ ما هو الفرق بين جهاز الآفيد والفاينال كات؟؟.. ولّا حضرتك لسه شغال عالموفيولا أم مقص ولزق بالتفافة؟؟..
■ الأستاذ مونتير نيجاتيف ولّا بوزيتيف؟؟.. والنعمة سألت السؤال ده لكذا واحد ماعرفش..
■ يوجد كام خُرم فى الكادر التليفزيونى؟
■ ما هو الفرق بين أمورس الإخراج وأمورس المونتاج؟
■ طب إيه هو الأنكوش؟؟.. (ودى كلمة بجد مش هزار)
■ أقولك.. إحنا قررنا نجمع من بعض ونعمل فيلم روائى قصير ونتعاقد معاك تمنتجه.. هنا بقى تبان القرعة من أم الجدايل.
■ وبما إن هذا الوزير أول ما قدمه الطاهرة عتبت باب وزارة الثقافة.. دخل رافع سيفه زى عنتر.. مش عنتر بتاع عبلة طبعا.. لكن غالبا عنتر زميل لبلب.. ويمكن عنتر اللى مثله عادل امام فى فيلم عنتر شايل سيفه.. الأكادة إنه لا شاعر ولا فارس ولا سراج منير ولا أيتها حاجة.. وأول ما أطاح أطاح بالدكتور أحمد مجاهد والسرسوب اتفتح.. إذا هو يرى أن الدكتور أحمد مجاهد ليس على كفاءة.. طب إيه رأيك نعمل مناظرة بينك وبينه وتورونا مين فيكم أثقف من التانى؟؟.. ما هو لازم نمتحنك فى حاجة.. إحنا مش عارفينك خالص يابنى.. وشكلهم فى الجماعة بينقوكوا بطريقة كلوا بامية.. ولّا هى بوابة مالهاش صاحب وتكية بابها مخلوع ووكالة من غير خفير؟؟.. الناس فى العادة بتقدم نفسها بكارت وسابقة أعمال.. وانت قدمت نفسك بقالب طوب حرارى ف خلقتنا..
■ كانت لديك فرصة تبين كرامة عندما أهين فن الباليه إهانة وقحة سافلة فى مجلس الشورى الموقر.. فن الباليه.. اللى معهده ف ريحك فى أكاديمية الفنون.. عارفه؟؟.. قُبال معهد الكونسيرفاتوار طس.. اللى بعدهم بسنتوفة معهد الفنون المرسحية.. اللى شكلهم ضرفهم كلهم حاتيجى على إيديك الكريمة.. أكيد سمعت عنه وعن فرقة الباليه المصرية والتمثيل المشرف اللى مثلت مصر بيه فى معظم دول العالم المتحضر.. اللى خريجينه كلهم ناس مجتهدة وفنانين نادرين ومعظمهم يحمل شهادات الدكتوراه.. اللى كان واحد من الواجهات الحضارية المشرفة للبلد دى.. اللى كان المفروض إنك لو منتمى فعلا للأكاديمية وسمعت اللى اتقال عليه ترد بـ«قطع لسان اللى يقول كده على فنانين الباليه المصريين.. روحوا عالجوا أمراض كبتكم الجنسى فى حتة تانية.. ماتتدوروش على صروح الحضارة وتهدموها واحد ورا التانى».. لكن طبعا ما حصلش.. وده لأنك متفرغ تماما لإثارة مثقفى مصر كلهم وزرع الكره والضغينة بينك وبينهم..
■ والكلام لكل مسؤول يتبوأ مركزا بصفته أمّور الجماعة وكتكوتها وحنتوسها وننوسها بلا أى مقومات أو كفاءات.. ما هو شعورك وانت مكروه من الجميع؟؟.. ما هى المتعة فى أن تشعر إنك قاعد على نفس الناس وأنك غير مرغوب فيك؟؟.. ما هو تقييمك لنفسك وانت تعلم بينك وبين نفسك إنك منزوع المهارة والخبرة ومش فاهم الألف من رجل البنطلون؟؟.. بماذا تشعر وأنت هدف مغرى للسخرية والتريقة بسبب خلوك من أى قبول أو كاريزما أو الحد الأدنى من اللطافة؟؟.. أين كرامتك وكبرياؤك وأنت تخاف أن تظهر بطولك فى أى مكان وتحتمى بشوية دواليب آدمية؟؟.. بماذا تشعر والشتيمة لحقاك فى وشك وقفاك؟؟.. إنه فعلا جلد تخين مُشعر صيفا.. سميك مُقرف شتاء.

الاثنين، 27 مايو 2013

.. من يطرد الخرفان؟! بقلم د.علاء الأسوانى ٢٨/ ٥/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم

حدث ذلك فى واحدة من أجمل الغابات وأكثرها خيراً وثراء، ابتليت الغابة بحكم الفيل الظالم الفاسد، الذى استعان بالذئاب والخنازير لإخضاع الحيوانات. كانت الذئاب تهاجم الحيوانات كل ليلة وتلتهمها، والخنازير تأكل الجيف وتتناسل. لم تعد الحيوانات آمنة على حياتها ورزقها وفاحت رائحة الخنازير الكريهة فى أنحاء الغابة، ولما فاض الكيل بالحيوانات أعلنت الثورة ضد حكم الفيل وجرت موقعة ضارية قُتل فيها مئات الحيوانات، لكنهم فى النهاية انتصروا على الفيل وطردوه مع خنازيره وذئابه خارج الغابة. فوّضت الحيوانات الزرافة للحديث باسمها فذهبت للقاء الأسد وقالت:
- أيها الأسد العظيم أنت تقود مجموعة من الأسود الشجعان، ولطالما دافعتم عن غابتنا ضد كل من يريد بها شراً.. أرجوك تولَّ أمرنا، فنحن نحبك ونثق بك.
تولى الأسد أمر الغابة، وسادت حالة من التفاؤل والسرور فى البداية، ولكن بمرور الأيام لاحظت الحيوانات أن الأسد يستعين دائماً بالخرفان، حتى بدا واضحاً أنه سوف يسلم حكم الغابة إليهم. عندئذ اجتمعت الحيوانات للتشاور فقال الهدهد:
ــ احذروا يا زملائى. من الواضح أن الأسد عازم على تسليم السلطة للخرفان.. الخرفان كاذبون وأنذال لا يحفظون العهود ولا يراعون الحقوق، كل ما يهمهم تحقيق مصالحهم بأى طريقة.
صاحت النعامة:
ــ لقد ثرنا على الفيل الظالم وذئابه وخنازيره من أجل أن نعيش بأمان وكرامة. وها هو الأسد سيمنح الحكم للخرفان الأنذال. يا لضيعة الدماء التى راحت هدراً!!
على أن الحمار كان له رأى آخر فقد أصدر نهيقاً وقال:
ــ يا جماعة لماذا تتوقعون الشر قبل وقوعه؟! من قال لكم إن الخرفان سيحكمون الغابة؟!
قال الهدهد:
- افهم يا حمار. كل الدلائل تؤكد أن هناك اتفاقاً بين الأسد والخرفان. لقد قمنا بثورة على حكم الفيل حتى نقضى على الظلم ونعيش فى أمان. سترى بنفسك أن حكم الخرفان ليس أفضل من حكم الفيل.
يوماً بعد يوم تحققت المخاوف، إذ تولى الخرفان حكم الغابة بالكامل وانسحب الأسد إلى العرين. سرعان ما اكتشفت الحيوانات أن حكم الخرفان ليس إلا الوجه الآخر من حكم الفيل. نفس الظلم ونفس الاعتداء على الحقوق ونفس الأكاذيب، بل إن الخرفان استعانت بالذئاب المتوحشة التى عادت إلى مهاجمة الحيوانات الآمنة تماما كما كانت تفعل أيام الفيل. ساد الإحباط بين الحيوانات، وذات ليلة بينما الزرافة تتجول وحدها وهى حزينة اعترض طريقها خنزير وقال:
ــ مساء الخير أيتها الزرافة. أعلم أنك حزينة من أجل ما يفعله الخرفان.. نحن الخنازير أيضا مستاءون مما وصلت إليه غابتنا. لقد ثرتم ضد الفيل العظيم وطردتموه وها أنتم تدفعون الثمن.
أجابت الزرافة بحدة:
- الفيل لم يكن عظيماً بل كان ظالماً وفاسداً، وهو السبب فى كل مصائبنا. أنتم يا خنازير كنتم شركاءه وأدواته فى الظلم والنهب والفساد.
تنهد الخنزير وقال:
ــ فلننس الماضى يا زرافتى العزيزة. لقد جئتكم برسالة صداقة من الخنازير. أعرف أنكم تعدون العدة لثورة جديدة ضد الخرفان. أنا أحذركم لأن الخرفان اتفقوا مع مجموعات كبيرة من الذئاب سيمزقونكم إرباً لو تمردتم عليهم.
زفرت الزرافة بقوة وأدارت عنقها الطويل يميناً ويساراً (كعادتها إذا انفعلت)، ثم قالت:
- لا تستهن بنا أيها الخنزير. نحن حيوانات الغابة عددنا أكثر بكثير من الخرفان والذئاب جميعا، كما أننا مقاتلون شجعان ومستعدون للدفاع عن حقوقنا إلى النهاية حتى لو هلكنا جميعاً.
- أنا لا أشكك فى شجاعتكم. كل ما أرجوه منكم أن تغلّبوا العقل على العاطفة. إن عهد الفيل العجوز قد انتهى وهو الآن ينتظر الموت بهدوء بجوار النهر.. نحن مئات من الخنازير المدربة وإذا تحالفتم معنا سنقضى على الخرفان فى يوم واحد. أيتها الزرافة أرجو أن توافقى على طلبنا نحن الخنازير بالانضمام إليكم لنطرد الخرفان من الغابة. زفرت الزرافة مرة أخرى وقالت:
- أنا لا أملك حق الحديث باسم الحيوانات فى هذا الأمر. أمهلنى يوماً واحداً أيها الخنزير.
- هذه فرصة ذهبية لا تضيعوها من مخالبكم. نحن الخنازير فى انتظار إشارة منكم لكى ننضم إليكم ونحارب الخرفان.
هزت الزرافة رأسها وكأنها تفهمت وقالت:
ــ غداً هنا فى نفس الموعد سأخبرك برأى الحيوانات.
تلك الليلة لم تنم الزرافة، ذهبت إلى الحيوانات جميعاً. كانت تشرح الموضوع أمام كل مجموعة من الحيوانات، ثم تستمع باهتمام إلى آرائهم، وبينما هى تتحدث مع الحمير قال أكبرهم سنا:
- أنا أقبل عرض الخنزير. أهم شىء الآن أن نطرد الخرفان بأى طريقة. يجب أن نستعين بالخنازير القوية فى حربنا ضد الخرفان.
أما النسناس فقد تشقلب مرتين فى الهواء، ثم تعلق بجذع الشجرة وبدا عليه التفكير وقال:
ــ أيتها الزرافة أنا أرفض هذا العرض.. كيف نستعين بالخنازير الذين ثرنا ضدهم، والذين قتلوا المئات من زملائنا أثناء الثورة الأولى؟! هذا أمر لا أقبله أبدا.
أما النعامة فقد انحنت حتى لامست الأرض وراحت تحك منقارها فى التراب، ثم رفعت رأسها وقالت:
- أيتها الزرافة إذا كنتِ قد نسيتِ ما فعله الخنازير فينا أيام حكم الفيل الطاغية فأنا لم أنس. أنا أفضل الموت على أن أتعاون مع الخنازير المجرمين.
فى النهاية ذهبت الزرافة إلى عرين الأسد.. وقفت أمامه وأحنت رقبتها الطويلة احتراما وقالت:
- أيها الأسد العظيم. يا من دافعت أنت وأبناؤك الأسود عن غابتنا عشرات المرات. أنت يا من نطمئن جميعاً بوجودك معنا، ويا من يخشى الأعداء بأسك وقوتك. تكلم. قل لنا كيف تفكر. لقد ثرنا ضد الفيل الظالم الفاسد فابتلانا الله بحكم الخرفان، وهم لا يقلون ظلماً وفساداً عن الفيل.
تثاءب الأسد وقال:
- ماذا تريدين منى أيتها الزرافة؟!
- أريدك أن تفصح عن موقفك أيها الأسد. أنت تتصرف بشكل غامض. هل أنت معنا أم مع الخرفان؟
- أنا مع كل ما يحقق خير الغابة.
- هذا كلام عام بلا فائدة.. هل ستساعدنا فى التخلص من الخرفان؟ أجبنى بوضوح أيها الأسد.
تثاءب الأسد من جديد وقال:
- سأجيبك فيما بعد أيتها الزرافة. أريد أن أنام الآن.
خرجت الزرافة وهى تقول لنفسها: «لا فائدة من هذا الأسد. لا يمكن أن نعتمد عليه. من الواضح أنه متواطئ مع الخرفان».
فى الموعد المحدد جاء الخنزير وقال:
- هل استشرت الحيوانات أيتها الزرافة؟!
ردت الزرافة بهدوء:
- باستثناء بعض الحمير، فإن الحيوانات جميعاً يرفضونكم أيتها الخنازير، لأنكم شاركتم الفيل فى ظلمه وفساده. لقد ثرنا ضدكم فكيف نتعاون معكم بعد ذلك؟ لن يحدث ذلك أبدا.
صاح الخنزير غاضبا:
- هذا هو الغباء بعينه. لقد دمرتم الغابة بغبائكم وخيبتكم.. صرنا نعيش فى فوضى وخراب ونتمنى يوماً واحداً من حكم الفيل العظيم.
ــ بالنسبة إليكم كان الفيل عظيما أيتها الخنازير، لأنه منحكم ما لا تستحقونه، أما نحن الحيوانات فلا نزال نرى الحقيقة. أيتها الخنازير أنتم والخرفان سواء فى الظلم والفساد. لابد أن نتخلص منكم جميعا.
صاح الخنزير:
- اللعنة عليك وعلى حيواناتك.
رفعت الزرافة قدمها مهددة وقالت:
- انصرف من هنا إذا كنت حريصاً على حياتك.
خاف الخنزير وولى هاربا. ساعة الفجر كانت الحيوانات كلها قد استعدت، طبقا للاتفاق. كانوا يعلمون أن الخرفان لا يستيقظون قبل الضحى، وبالتالى قرروا أن يشنوا الهجوم مبكرا.
وقفت الزرافة وقالت:
- أيتها الحيوانات الشجاعة. تذكروا زملاءنا الذين قتلهم الفيل بواسطة ذئابه وخنازيره. لقد ماتوا وهم يحلمون بالعدل. ها أنتم تثورون مرة أخرى من أجل العدل. لقد رفضتم أن تتعاونوا مع الخنازير ولقد تخلى عنكم الأسد وتواطأ مع الخرفان. قدركم أن تقاتلوا وحدكم، لكنكم ستنتصرون بشجاعتكم.
كان صوت الزرافة الرفيع الرنان يعكس حماساً صادقاً أثّر فى الحيوانات، فالتهبت مشاعرهم وهجموا على الخرفان النائمين الذين استيقظوا مفزوعين واستدعوا الذئاب المتوحشة التى بدأت قتالاً ضارياً ضد الحيوانات الثائرة. كانت الذئاب تثب على رقبة الضحية فتقتلها بعضة واحدة من أسنانها الحادة. سقط ضحايا كثيرون، وقبيل الظهر بدا واضحاً أن الثورة على وشك الاندحار فقد قتل الذئاب عددا كبيرا من الحيوانات وبدأت الحيوانات الثائرة تحس بالوهن واليأس، على أنهم فجأة استمعوا إلى زئير رهيب، وسرعان ما ظهر الأسد الكبير ومعه مجموعة من الأسود انقضوا على الذئاب وأوسعوهم تمزيقا بمخالبهم، سقط نحو عشرة ذئاب قتلى ولاذ الباقون بالفرار، ولما تأكد الخرفان من هزيمتهم استلقوا جميعاً على الأرض وناموا على جنوبهم وكأنهم يعلنون استسلامهم ويستدرون عطف الأسد الذى زأر بقوة وقال:
- أيتها الخرفان لقد صبرت عليكم حتى ظنت الحيوانات بى الظنون. منحتكم الفرصة لكى تعودوا للحق لكنكم ازددتم فى الظلم والعدوان حتى استعنتم بالذئاب فى قتل الحيوانات البريئة تماما كما كان الفيل الظالم يفعل. هنا كان لابد أن أتدخل لأحمى الحيوانات من شركم. إن واجبنا نحن الأسود ليس فقط الدفاع عن الغابة ضد هجوم الأعداء، لكن واجبنا أيضاً أن نحمى الحيوانات البريئة من العدوان الظالم. ارتفعت أصوات الحيوانات بالشكر الحار للأسد القائد، الذى زأر مرة أخرى وكأنه يرد التحية وقال:
- الآن وقد قمت بواجبى وطردت الخرفان من الحكم سأعود مع زملائى إلى العرين. أيها الإخوة الحيوانات سأترك لكم اختيار من ترونه مناسباً لكى يحكم بدلاً من الخرفان. من تريدون لكى تمنحوه حكم هذه الغابة؟
ارتفعت أصوات الحيوانات جميعاً هاتفين باسم الزرافة، التى بان عليها الخجل فأطرقت وراحت تحرك سيقانها وتحك الأرض بحوافرها، ثم تطلعت نحو الحيوانات وصاحت:
- أشكركم يا إخوتى على هذه الثقة الغالية، وأشكر الأسد العظيم لأنه قهر الذئاب المتوحشة وساعدنا على التخلص من الخرفان الأشرار. أعدكم بالعدل الذى طالما حلمنا به وقاتلنا من أجل تحقيقه.
عمت صيحات الفرح الغابة كلها، إذ أحست الحيوانات لأول مرة بأن ثورتها نجحت وبأنها تبدأ عهداً جديداً.
الديمقراطية هى الحل

الاثنين، 20 مايو 2013

وحيد حامد يكتب: سم العقارب.. ٢٠/ ٥/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم

هى حكاية خيالية بالطبع، يعرفها الصغار والكبار وتُحكى دائماً كبرهان ودلالة على الغدر الذى سكن فى داخل بعض المخلوقات حتى صار جزءاً منها، وعن الخيانة عندما تصير السلوك والمنهج الدائم، وعن خسة الطباع وسفالة القصد.
تقول الحكاية باختصار:
إن العقرب أرادت أن تعبر النهر إلى الشاطئ الآخر، ولأنها لا تعرف السباحة فقد لجأت إلى ضفدعة، وطلبت منها أن تحملها على ظهرها، وتسبح بها حتى تصل إلى الشاطئ الذى تريد الوصول إليه..؟ إلا أن الضفدعة لم توافق، وأعلنت عن سبب رفضها حيث إنها تخشى على حياتها، فهى تعرف طباع العقارب وقد تغرس ذنبها وتزرع سمها فى جسدها وهى راقدة عليه أثناء السباحة.!! إلا أن العقرب كان لديها منطق الشيطان ودهاء القاتل المحترف، حيث قالت للضفدعة.. كيف يحدث هذا؟ فلو فعلت ذلك الفعل وغدرت بك فسوف تموتين بالسم وأموت معك بالغرق.. سلامتك هى الضمان لسلامتى وليس من المعقول أن أقتلك وأقتل نفسى معك..!! وعليه وافقت الضفدعة وصعدت العقرب على ظهرها وبدأت رحلة العبور إلى الشاطئ الآخر.. وفى منتصف المسافة لدغت العقرب الضفدعة لدغة الموت.. صرخت المسكينة من الألم والسم يسرى فى جسدها.. ليه كده يا عقربة..؟ قالت العقرب فى خسة وسفالة.. هذا طبعى ما أقدرش أغيره.
وهكذا جماعة «الإخوان المسلمين» التى تحكم مصر الآن.
لو أن إسرائيل حاربت مصر وانتصرت عليها فى خمس حروب متتالية لما حققت هذه النتائج الباهرة فى ظل حكومة الإخوان
لو أن إسرائيل حاربت مصر، وانتصرت عليها فى خمس حروب متتالية، لما كانت تحقق لنفسها هذه النتائج الباهرة فى ظل حكومة الإخوان.. تنعم بالسلام والطمأنينة والأمان،، وتتوسع فى الضفة، وتنشئ المستوطنات الجديدة... وتقوى اقتصادها.. وتطور صناعتها، وتحسن من زراعتها، وتزحف زحف الأفاعى داخل القارة الأفريقية التى أهملنا شأنها فأهملتنا، وتركناها حيث تلقفها إسرائيل دون معاناة.. كانت أفريقيا معنا فأصبحت بعيدة عنا.. والأحمق الغبى هو الذى لا يدرك أن مصالح مصر الحيوية فى أفريقيا وليست فى أمريكا الجنوبية، ومرة أخرى لو خسرت مصر خمس حروب متتالية، فسوف يكون حالها أفضل بكثير مما هى عليه الآن.. الآن تعيش حالة الدولة المحتلة المهزومة التى تم تدميرها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً وأخلاقياً.. أما الانهيار الأمنى، فهو الذى يحتل المركز الأول، وأشهد، ويشهد معى كل الناس أن مصر المحروسة لم تشهد فى تاريخها القريب والبعيد هذا الهوان والانكسار وعدم القدرة على الفعل، وكلها أمور تسيطر على جهاز الشرطة فى ظل حكم الإخوان وكأنهم يريدونها دولة فوضوية غير قادرة على فرض الأمن بالقانون.. وأنا أعجب أشد العجب طالما أنهم يحكمونها فعلا وكوادرهم المدربة والفعالة تغلغلت فى جسد الدولة لماذا يعملون على خرابها المستعجل ولصالح من يعملون، ولاسيما أننا مقبلون على تنفيذ مشروعات جهنمية يتم الترويج لها على أنها تحمل الخير لمصر؟! بينما الحق والحقيقة عكس ذلك تماماً. أن مشروع إقليم قناة السويس المطروح حالياً فى المزادات الإخوانية لبيع مصر.. هو أول خطوة خبيثة لتقسيم مصر ورهن قناة السويس وعزل شبه جزيرة سيناء بكاملها عن جسد الوطن، حيث يسهل ابتلاعها عندما يبدأ تنفيذ مشروع غزة الكبيرة.. وكارثة الصكوك المزمع طرحها هى ببساطة تعنى بيع أصول الدولة..!! وكأنها خطة محكمة لذبح مصر على الطريقة الإخوانية.. والجماعة تمضى فى تنفيذ كل ما تريد بكل صلافة واندفاع دون أى معارضة.. الرئيس إخوانى يسمع ويطيع.. مجلس الشورى إخوانى يسمع ويطيع - رئيس الوزراء ومعه الوزراء كلهم إخوان وعليهم السمع والطاعة، حتى وزارة الداخلية عادت إلى طباعها الأصيلة وأصبحت فى خدمة النظام كالعادة.. ويبدو أن شعار الشرطة الحقيقى هو «اللى يتجوز أمى يبقى عمى» وليس «الشرطة فى خدمة الشعب».. ومن هزليات وزارة الداخلية الأخيرة البيان الذى أصدرته والذى يقول إن ملفات سجن وادى النطرون ليس فيها أى إثبات على أن «مرسى» كان أحد نزلائه.. وصدق من قال «الكدب ملوش رجلين» فالرجل اعترف بصوته وصورته بوجوده داخل السجن، وأنه هرب مع الهاربين، فمن غير المعقول أنه كان محبوساً فى إحدى «غرز» الصحراوى القريبة من السجن.. إنه الكذب الفاضح والضلال المبين.. ولكن «هيه جت على دى؟».. ما علينا..!
المهم جداً أنه آن الأوان لكشف المستور والتفتيش فى باطن الأرض عن الحقائق المدفونة، التى يريدون لها أن تتحلل وتتآكل، لابد أن يعرف أهل مصر كيف ابتلينا بهذه البلوة، وأصبحت «أمنا الغولة» هى التى تحكم، وتستبد، وتطغى، وباعتبارى مؤلفاً وكاتب سيناريو، فمن حقى أن أسرد الأحداث والوقائع كما أراها، وكما يفرضها المنطق، ولاسيما أن اللعبة كانت بين الطيب والشرس والقبيح، ودعونا نعش الأحداث كما وقعت.. خاصة أن الذين يعرفون الحقيقة أغلقوا أفواههم تماماً ربما لأن على رأسهم بطحة أو نظراً لإحساسهم بالذنب الكبير الذى يجب أن يحاسبوا عليه.. ولأن الأوطان هى الباقية والأشخاص زائلون فعلينا أن نكشف ونعرى الذين خانوا والذين تآمروا والذين أهملوا.. والذين تم ابتزازهم وأيضاً الذين تم إرهابهم إلى جانب الهلافيت من عشاق السلطة الانتهازيين الكبار والصغار، وحتى عواجيز الفرح الذين يمضغون الذكريات.. وتبدأ وقائع السيناريو.
أول من ساند الإخوان بقوة وصنع لهم أرضية طيبة فى الشارع المصرى هو «حسنى مبارك» بنظامه المهلهل المأفون المتغطرس وحزبه الوطنى الفاسد.. التدهور والتدنى جعلا مساحات السخط والغضب تزداد، وتتسع فى نفوس الناس جميعاً.. كانت الجماعة تستثمر هذا الخط لصالحها، وكانت تزداد، وتتوسع دون أى مجهود وكان هناك اتفاق غير معلن بينها وبين النظام، بحيث يكون لها بعض ما تريد، وليس كل ما تريد، وظن مبارك أنه أمن شرهم وضمن سكوتهم عنه وعن نظامه.. وهذه حسابات خاطئة تماماً.. صحيح أن رموز الجماعة كانت أياديهم فى أيدى رموز النظام والحزب.. وحتى آخر لحظة كانت الجماعة مع مبارك ونظامه.. ولكن فى لحظة انتصار الثورة تواجدت الجماعة بكل خبثها وسمها القاتل وأخرجت ثعابينها وحيّاتها وكل الهوام التابعة لها، ولقد قررت السطو على الثورة مبكراً وبطريقة منهجية وخطة مدبرة بإحكام، ولا أجد نفسى مخطئًا إذا قلت إن مبارك تخلى عن العرش وهو يتبع وينفذ سياسة الأرض المحروقة، حيث سلم السلطة للمجلس العسكرى، وكأنه لا يريد لمصر خيراً.. صحيح أن البلد بكاملها كانت كقدر الماء المغلى، والفوضى سائدة فى بشاعة وحشية بعد فتح السجون فى توقيت واحد.. وحرق أقسام الشرطة أيضاً فى وقت واحد وتدمير الجهاز الأمنى بالكامل وذلك كله لم يكن بفعل الثوار وإن شارك فيه البعض منهم دون أن يدرى أن الجماعة تفسح الطريق لنفسها، وقد علمنا أن الذين هاجموا السجون، وحطموا أسوارها، وأخرجوا مساجينها هم عناصر مدربة غير مصرية، ولديها الخرائط والمعلومات والقوة سواء فى قتل الأبرياء من الحراس أو تدمير المنشآت و«بالمناسبة ضمن الذين هربوا هو الدكتور مرسى العياط نزيل سجن وادى النطرون ليس بصفته زعيما إخوانياً ولكن على ذمة قضية تخابر لصالح دولة أجنبية هى أمريكا، ولعل ذلك يفيدنا عندما نكشف عن علاقة أمريكا بالجماعة» ويجب أن نعترف صراحة بأن الجماعة أمسكت بزمام الأمور، وأصبحت توظف جماهير الثورة لخدمة «أهدافها»، ورغم سقوط مبارك النهائى الذى لا رجعة فيه.. فإننا شاهدنا على الحوائط شعار «الثورة مستمرة» وهو شعار حمال أوجه، مثلاً هناك من يرحب به، على اعتبار أن إعادة بناء مصر من جديد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً وأخلاقياً يحتاج استمرار الثورة والعمل بروحها لسنوات وسنوات.. إلا أن الجماعة كانت توظف الشعار لخدمة أهدافها وهى التخلص من خصومها وإزاحة كل من ترى أنه سيعترض طريقها.. فكانت الثورة مستمرة لإزاحة الفريق أحمد شفيق من رئاسة الوزراء، على اعتبار أنه تلميذ الشيطان «مبارك» وفلول.. و.. و..
يذهب شفيق ويأتى عصام شرف فى احتفالية ميدانية خادعة روج لها الإخوان والجماعات التابعة لها والتى تمارس نشاطها تحت مسميات أخرى، بالإضافة إلى النخبة المضللة، وثوار المصلحة الذاتية الذين بذلوا أقصى ما لديهم من جهد حتى يحصلوا على زعامة شعبية وسياسية، وفى سبيل تحقيق هذه الزعامة لوثوا عقول الناس بالخداع والثرثرة والمنطق الغلوط وأقولها بكل الموضوعية أن عدد الحمقى والمغفلين كان أكثر بكثير من عدد العقلاء.. وهكذا دخلت جماعة الإخوان إلى سدة الحكم برجلها اليمين.. وهتف «البلتاجى» فى الميدان وهو يرفع يد عصام شرف.. لقد اختار الميدان رئيس الوزراء.. هتاف.. وتكبير..
■ المجلس العسكرى الموقر.. وأنا شخصياً أعتقد أنه خان الأمانة أو أنه لم يقدر على حفظها.. والحقيقة الثابتة هى أن العلاقة بين الشعب والجيش كانت على أحسن ما يكون، وكان فى إمكان المجلس العسكرى أن ينطلق بمصر إلى بر الأمان.. لو أنه وضع مصر أمام عينيه، ولكنه للأسف لم يفعل ذلك.. لقد جعل من نفسه الحكم فى مباراة مصارعة حرة وجماعية، حيث غابت مصر عن أعين الجميع وتفرغ المصارعون لقتالهم الشرس.
زعماء التيار المدنى بكل أطيافه مزقتهم النرجسية والانتهازية والأطماع الشخصية.. والانتفاخ الذاتى، حيث تصور البعض منهم أن فى داخله زعيماً ورئيساً وقائداً وكلما التف حوله عشرة أشخاص رآهم جموعاً غفيرة.. وجميعهم كانوا نجوم السيرك الإعلامى يقدمون ألعابهم على الشاشات المختلفة، وتركوا الإخوان يتسللون إلى المجلس العسكرى، بوصفهم المستشار والناصح الأمين.. وهذه سقطة المجلس العسكرى الذى زعم أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، بينما قادة الجماعة هم ساعده الأيمن.. وعندما تم كشف الأمر كان التبرير أن المجلس يسمع من الجميع وقد يكون هذا صحيحاً.. وهو يسمع من الجميع فعلاً ولكنه ينفذ ما يسمعه من الإخوان.. كانت الصدمة المبكرة هى تشكيل لجنة تعديل الدستور أو الإعلان الدستورى الأول، برئاسة المستشار «البشرى»، حيث انتشرت رائحة الجماعة فى الهواء بكثافة تزكم الأنوف.. وكان الإعلان الدستورى الذى افرزته هذه اللجنة محبطاً ومختلفاً عليه ويمهد للدولة الدينية.. ولا أحد يدرى حتى الآن لماذا ولأى سبب احتضن العسكر الإخوان فى لطف ومودة وتعاون مشترك؟.. حتى إنه انتشرت تساؤلات عديدة ومريرة.. هل العسكر إخوان؟.. المؤكد أن داخل المجلس العسكرى من كان يساند الإخوان بقوة، ولأن العلاقة كانت طيبة وحميمة بين الشعب والجيش، وكان الشعار السائد «الشعب والجيش إيد واحدة» فإن دوام هذا الأمر من شأنه أن يعطل مشروع الجماعة فى ابتلاع الثورة وأيضاً هضمها، فكان لابد من إنهاء هذه العلاقة مهما كان الثمن.. وبدلاً من شعار الشعب والجيش إيد واحدة الذى تلاشى واختفى وحل محله «لا لحكم العسكر» وكلنا يذكر الأحداث المؤسفة والتى سببت ضحايا وشهداء، حيث ذهب الاتهام مباشرة إلى الجيش الذى هو برىء من أى دم أريق وأن القتلة، هم نفس القتلة، والمؤسف أن المجلس العسكرى كان يعرف ذلك ولكنه كتم الأمر لأسباب لا نعلمها وترك الشارع يشطط غضباً وسخطاً على حكم العسكر الذى يتفق عليه الجميع.
كانت ميليشيات الجماعة تملأ الحوائط والجدران بشعار «لا لحكم العسكر».. بينما قادة الجماعة هم والعسكر يد واحدة.. وهكذا صار المجلس العسكرى هو الضفدع الساذج الذى حمل العقرب فوق ظهره.. ولو أن هذا المجلس العسكرى انحاز للوطن ما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه الآن..
أمريكا.. هى وريثة الاحتلال والنفوذ الإنجليزى فى الشرق الأوسط.. والإنجليز هم الذين عملوا على إنشاء جماعة الإخوان المسلمين، بالاتفاق مع الملك عبدالعزيز، ملك السعودية، وهم أول من أسسوا رذيلة الصراعات الدينية داخل الشعوب بحيث تتمزق وحدة الشعب الواحد وينقسم إلى طوائف متصارعة وبهذا يتمكنون من السيطرة على هذه الشعوب المنهكة فى صراعات طائفية وعقائدية.. وحتى لا نذهب بعيداً علينا أن نلقى نظرة سريعة على ما جرى فى لبنان والعراق ويجرى فى سوريا الآن.. الوريث الأمريكى له مصالحه القوية التى تحمى اقتصاده وأمنه وفرض سيطرته الكاملة على دول المنطقة حتى تكون فى جعبته.. احتلال بلا جنود.. ولا شك أن النظام السابق كان داخل الجعبة الأمريكية تماماً وأيضاً يساهم ويساعد، وإن كان يظهر فى بعض الأحيان رفضاً أو استياء باهتاً ومتهافتاً.. شأنه شأن دول المنطقة بالكامل!!.. فلماذا التخلى عن نظام هو داخل الجعبة الأمريكية وإحلال نظام بديل وأيضاً داخل الجعبة الأمريكية.. والمسألة ببساطة شديدة مثل تغيير «بوجيهات» السيارة أو تغيير البطارية، ولأن الجماعة هى التى ذهبت إليها راكعة وهى تقدم فروض الولاء والطاعة.. أقسمت قسم الولاء والطاعة لأمريكا.. أى أن إسرائيل تكون فى الحفظ والصون ولا أحد يقترب منها حتى لو حولت المسجد الأقصى إلى ملهى ليلى.. ومن الهزليات التى تتوالى الدعوة إلى عمل مظاهرة على الحدود الإسرائيلية تهتف ضد إسرائيل. تحرير القدس انتهى إلى مجرد مظاهرة.. واختفت بل ضاعت الحناجر التى تصرخ «شهداء بالملايين على القدس رايحين».. أين ذهبوا؟.. أين الداعية الإسلامى «فنى اللاسلكى»، الذى كان يتصدر المشهد الإخوانى.. أين «مسيلمة الكذاب» المصرى الذى يملأ الدنيا صخباً وضجيجاً وثرثرة.. أين القيادات الإخوانية التى تاجرت بالقضية الفلسطينية سنوات وسنوات.. ولماذا تحولت القردة والخنازير إلى غزلان!؟.. لكل هذا فإن أمريكا هى الراعى الرسمى الداعم للجماعة وتعمل جاهدة على تثبيت وجودهاوتقدم لها كل العون والمساندة وليحترق الشعب المصرى، لأن الغباء الأمريكى قديم وأصيل والذى يدفعها إلى عداء الشعوب طالما أن الأنظمة فى جعبتها...!!
■ الخلايا النائمة.. من المعروف والثابت أن الأسس التى قام عليها تنظيم الجماعة منذ النشأة يندرج تحت ما يطلق عليه التنظيمات الإجرامية والإرهابية والذى يحقق للجماعة أهدافها وأغراضها غير المعلنة، وهذه الأهداف هى الأصل فى نشأة الجماعة، وعندما أراد «حسن البنا» التعريف بجماعته، قال عنها «الإخوان دعوة سلفية، طريقة صوفية، هيئة سياسية، جماعة رياضية، رابطة ثقافية، شركة اقتصادية، فكرة اجتماعية»، والذى يعى ويدرك هذا التعريف يعرف أن الرجل كان يتحدث عن دولة بكاملها، وعليه لجأت الجماعة إلى زرع الخلايا من شبابها وكوادرها العاملة فى جسد الوطن بكامله دون أن يكشفوا عن هويتهم الحقيقية، وتم اختراق الأحزاب والجامعات والمصالح الحكومية والشركات والوزارات، ويكفى أن قاتل أحمد ماهر باشا، والمحسوب على الحزب الوطنى أيامها، هو أصلاً من جماعة الإخوان، هؤلاء الذين يعملون فى الخفاء على طريقة أحقر الجواسيس والخونة.. وما حدث عندما قررت الجماعة السطو على الثورة أنها اعتمدت اعتماداً كبيراً على هذا الطابور الخامس المتغلغل فى جسد البلاد، تغلغل الدود فى تفاحة تالفة.. عملوا على تخريب عقول الناس.. وجاهدوا فى سبيل تشويه كل خطوة نحو ديمقراطية فعلية، وعملوا على تخريب الثورة وتشويه رموزها من شباب وشيوخ، وانتشرت الكتائب التى تعلن حبها وعشقها للإخوان مع التأكيد أنهم ليسوا بإخوان، وكان للطابور الخامس الدور الأخطر فى تزوير الإرادة الشعبية والعمل على هدم الوحدة الوطنية. ولذلك لا أندهش كثيراً عندما تطل علينا شخصيات خرجت علينا من قلب الشقوق، لا نعرف عنها شيئاً، لتتولى زمام الأمور فى الدولة الإخوانية.. من كان يتخيل أن يكون للجماعة رجال داخل المحكمة العليا وداخل اللجان الانتخابية وجميع أجهزة الدولة المهمة والحيوية يتجسسون عليها ويبثون سمهم فى مفاصلها.. والآن نراهم وزراء ومحافظين ومسؤولين كباراً يعملون على أخونة مصر فى العلن بدلاً من الخفاء.
■ النخبة المأخونة.. حسن النية غير مقبول فى حالة الخطأ الجسيم.. وجرائم الغباء السياسى لا تغتفر وليس لها توبة ولا يجوز فيها الندم.. والأنانية هى أم الشرور، والغرور هو الأب الروحى للفشل.. وشهوة الشهرة هى مصيبة النفس البشرية، ربما تأخذ صاحبها إلى الضياع أو الجنون.. فما بالكم بشهوة «المنصب السياسى».. كل هذه الخبائث اجتمعت فى نخبة مأخونة عشقت الجدل والنقاش والثرثرة وطرح النظريات السياسية الساقطة والواهية اختلفوا مع بعضهم البعض.. الحصان أمام العربة.. أم العربة خلف الحصان؟ أصدقاء فى الظاهر وخصوم أشداء فى داخل نفوسهم.. كانوا يتعاركون على قطعة الجبن عراك القطط حتى قفز عليها القرد وخطفها.. والمؤسف المحزن حقاً وصدقاً أن هذه النخبة المأخونة مازالت على حالها، لم تحس بألم الهزيمة، ولم يدركوا أنهم سبب انكسار الأمة.. وأيضا لم يدركوا أنهم أصبحوا وجوهاً غير مرغوب فيها بعد أن فضحوا أنفسهم بأنفسهم، وكشفوا عن ضحالتهم السياسية والفكرية وعجزهم عن إدراك الصواب، وفى لعبة السياسة دائماً الخاسر يخرج.. بل يحترق تماماً.. وهذه النخبة المأخونة يجب أن ترحل تماماً برفقة أعوانها وتترك الساحة لدماء جديدة وعناصر وطنية خالصة تملك القدرة على العطاء المخلص للوطن.
■ والآن الجماعة تحكم.. وهنا يقفز فى رؤوس كل من لديهم عقل ومنطق.. طالما أن الدولة صارت لكم فلماذا تخربوها؟ لماذا تقذفون بها من أعلى قمة الجبل؟ أتفقد شوارع المدينة وأرى على أكثر من مبنى عبارة «تصريح هدم»، ويبدو أن هذه العبارة هى منهج الجماعة فى حكم مصر.. عند نشأة الجماعة قال حسن البنا «أيها الإخوان.. أنتم لستم جمعية خيرية، ولا حزباً سياسياً، ولا هيئة موضوعية الأهداف محددة المقاصد، ولكنكم روح جديدة تسرى فى جسد الأمة» كلام إنشائى قد يحدث رنيناً لا يفيد.. ولكن أين الخطة وأين البرنامج.. وعندما سألوه عن البرنامج قال «ولم البرنامج..؟ إنه يفرقنا.. القرآن دستورنا والرسول زعيمنا»، وهى مناورة بارعة، حيث أقحم القرآن والرسول فى شأن دنيوى وسياسى بحت.. والآن إذا سألنا المرشد الحالى ما هو البرنامج؟ فما هى الإجابة؟ واقع الحال أن مصر تسير نحو الأسوأ، لدينا دستور كارثى، أسوأ ما فيه أنه يمهد لزرع الطائفية فى جسد الوطن.. لدينا اقتصاد منهار يدار بفكر البقالين وتجار الملابس وأصحاب الجمعيات الخيرية، مصانع أغلقت.. وأصحاب حرف ضربتهم البطالة ومزارع خربت ومحال أفلست حتى إن الفقر صار يسير فى كل مكان منتشياً ومتبجحاً.. ومصر كلها تتسول.. فقر تلازمه الفوضى العصبية وضيق الأنفس، فى شارع السير فيه متوقف من شدة الزحام والتكدس، رأيت أحد الكناسين الذين أصبحوا كلهم متسولين وهو يمارس مهنته بحكم وجوده الشرعى فى الشارع، كان فجاً ورخيصاً ومقززاً ولحوحاً ولا ذرة كرامة لديه.. الأمر الذى دعانى أن أقول له.. عيب كده.. مش للدرجة دى.. وإذا به يتحول إلى شخص شرس ساخط وصرخ فى وجهى: «الرئيس مرسى ذات نفسه بيشحت.. ماتروح تقول له عيب».
ولا أنا أو غيرى يستطيع منع مرسى من التسول الذى يفرضه على نفسه وعلينا، ولكننا جميعاً نستطيع منعه هو وجماعته والقتلة الذين يتحصن بهم من بيع أى قطعة أو جزء من أرض مصر بأى طريقة أو وسيلة وخاصة أرض سيناء، وأنا أستنهض الشعب المصرى من الجنوب إلى الشمال أن يتذكر أبناء مصر من رجال وشباب الذين استشهدوا فى سيناء منذ حرب عام ١٩٤٨ وحتى شهداء شهر رمضان الماضى.. إن رفات شهداء مصر تحللت فى رمال سيناء، وأصبحت هى الأرض والوطن.
إننا أمام نظام حكم فاشى مستبد صعد إلى السلطة فوق عتبات جهنمية الأصل، فيها التزوير والخداع والبطلان والتآمر المفضوح وفرض الأمر الواقع بالإرهاب سواء من الجماعة أو حلفائها من القتلة والإرهابيين مشعلى الحرائق فى الماضى القريب والحاضر التعيس.. إن جماعة الإخوان تعيش الكذبة التى صنعتها وتحاول أن تفرضها علينا حقيقة ثابتة، الله عز وجل يقول فى محكم كتابه «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار»، وقوله عز وجل «ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون» وفى حديث متفق عليه لرسولنا الكريم يقول «إنه سيكون بعدى أمراء من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منى ولست منه»، وعلينا نحن أهل مصر أن نخرج جميعاً لتحرير الوطن من هذا الاحتلال الشيطانى البغيض الذى يسير بنا نحو الخراب والدمار.. وعلينا أن نتذكر حديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام «سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه.. فقتله..» والله المستعان.

الجمعة، 3 مايو 2013

دعوة لمليونية بقلم إسعاد يونس ٣/ ٥/ ٢٠١٣ بالمصرى اليوم

■ السادة المحترمون الهيئة العامة للرقابة المالية.. تانى وتالت ورابع.. واللى زهقان يفوت الحتة دى فهى تخص مساهمين بالآلاف.. لم نسمع منكم أى تصريحات.. عل المانع خير.. هل تعلمون أن هناك منشورا تم تعميمه على المساهمين من قبل مراكز حفظ الأسهم جى دى أر بأنه سيتم خصم خمسة سنتات من سعر السهم البالغ ثلاثة دولارات ونصف برشطة كده؟؟.. قالك مادام المصريون سيقتطعون عشرة فى المائة من قيمة السهم لحساب الضرائب احتياطى يعنى فى حالة تفعيل القانون فإحنا كمان نقص الخمسة سنت.. مما يعنى أن المساهم الذى سيبيع سهمه بثلاثة دولارات ونصف قصرا وإذعانا لأنكم لم تحافظوا عليه ولم تراعوا مصلحته سيصله منهم ثلاثة دولارات وعشرة سنت.. وهل تعلمون أن مساهمى سوسيتيه جنرال لم يستردوا حتى الآن المبلغ المقتطع لحساب الضرائب برضه رغم أن البيعة تمت قبل التفكير فى أى قانون؟؟.. حساب الناس المهدرة أموالهم دول عند مين؟؟.. ومادام بتقتطعوا عشرة فى المائة لحساب الضرائب فما هو الضرر من وقف البت فى العرض حتى تصلوا مع المساهمين للسعر الحقيقى للسهم؟؟.. ليه تهدروا مال المساهمين ومال الدولة اللى داخلها ضرائب؟؟.. ده السهم لو اتباع بستة دولارات سيدخل للدولة ستون سنتا بدل الخمسة وتلاتين.. يعنى تقريبا الضعف.. أمر غير مفهوم يجعل الواحد مخه يجيب ويودى.. ويفكر لمصلحة من يحدث هذا؟؟.. ولكنه لن يمنعه من المطالبة بحقه بجميع الطرق القانونية مهما طال الزمان وفى عهد أى نظام وتحت أى حكم.. إحنا الحاجات دى ولا تفرق معانا.. آه وعهد الله..
■ ملحوظة: يا سيدى لقد رفضت صفقة إى إف جى هيرميس مبرراً ذلك بخوفك على المساهمين، رغم أنهم كانوا سعداء بهذه الصفقة.. عقبال ما تحرص على مصالح مساهمى أوراسكوم تليكوم المتضررين التعساء اللى حايتخرب بيتهم.
■ يتساءل البعض: هو كل ما حايحل عيد للأقباط حاتخرج علينا الأصوات النشاز الشؤم دى تحرم تهنئتهم بأعيادهم؟؟.. ويقولون عرفنا والله.. علينا النعمة عرفنا.. إركنوا على جنب بقى بلاش خوتة.. مش ناقصة قتلى المشرحة يعنى.. ولكنى أختلف معهم.. وأرحب تماما بنعيق البوم هذا.. بل وأفرح به.. بيفكرونى أقوم جرى أهنى إخواتى وأصحابى قبل ما يفوتنى الواجب.. فشكرا لهؤلاء الذين يذكروننى.. أحبابى وأبناء وطنى وشركائى فى لقمة عيشى وهوا رئتى ورقمى القومى.. اليوم الجمعة الحزينة وبكره سبت النور وبعده عيد القيامة.. كل سنة وأنتم بألف ألف خير وسعادة وصمود.. أما تلك الأوتار المقطوعة التى لا تصدر إلا تزييقا مزعجا.. موتوا بغيظكم..
■ وأحب أضيف.. إننا فى شم النسيم حناكل بيض ملون.. وحانفسخ ونبصل وحاننيل الدنيا بستميت نيلة.. فكما أن هناك كارهين للأقباط.. فيه ناس مش طايقة شم النسيم.. وبرضه بتكفر اللى بيلونوا البيض.. فبما إنكم خليتوا العيشة كلها بيض.. فلا مانع من تلوينه عشان نبلع المصيبة اللى إحنا فيها..
■ أصبحت شغلة كل من ينتمى للتيار الليبرالى واليسارى والمعتدل واللى مالوش تيار خالص ومواطن عادى إنهم يدافعوا عن الإسلام اللى حضراتكم نازلين لغمطة فيه.. مابقالناش شغلانة غير الإمساك بتلابيب العيال الصغيرة اللى بتنط من شباك العقيدة وينضموا لتجمعات الإلحاد فى السر هربا من ذلك الدين العجيب الذى تروجون له.. والسؤال: لما توصلوا لدولة الخلافة اللى بتحلموا بيها على جثثنا دى.. حاتطفحوا منين؟؟؟؟؟.. اللى ماعندكوا مهارة واحدة تغنيكم عن سؤال البشرية.. اللئيم منها والمتقدم المستنير الصانع للحضارة.. حاتقضوها شحاتة؟؟.. وده مين ده اللى حايفضل يشحّتكوا وبأمارة إيه؟؟.. فى الآخر حايكعبشوا المنطقة كلها زى علبة السجاير الفاضية ويطوحوكوا فى أقرب صفيحة زبالة ويخلصوا من صداعكوا وزنكوا وإرهابكوا.. العالم بجد مش ناقصكوا..
■ المهندس الجليل حسب الله بك الكفراوى.. قالك فى حديثه مع ريم ماجد إن الفرد اليابانى لو قبل العزومة على الغدا بصفتها رشوة بيروّح بيتهم ويديها هاراكيرى.. أى ينتحر بالطريقة اليابانية التقليدية.. يجيب سيف طويل حلو كده.. ويقعد على ركبه وييجى غازز نفسه بيه.. ويمكن فى لحظتها بيقول «سامحينى يا يابان.. أنا خنت تقاليدك وشرفك ولوثت سمعتك وساهمت فى إنك تتراجعى ولو فيمتو ميللى عن مشروع النهضة بتاعك»!!!.. ولذلك أقترح أن نقوم بحملة قومية لجمع السيوف من أشباه البنى آدمين اللى بينزلولنا الشوارع شاهرينها فى وجهنا وهما متشبهين بالبعو اللى بيبرّق ويريل ده.. وذلك كخطوة أولى لحد ما نعمل اكتتاب ونشترى السيوف الباقية من الصين ونغز نفسنا كلنا.. ده هما بينتحروا عشان خانوا مشروع نهضتهم اللى هتّوا بيه العالم كله من أيام الحرب العالمية التانية.. شوف إنت نهضتنا إحنا عاملة إزاى؟؟.. يا ليلة سودة..
■ إلى هؤلاء الذين يهاجمون فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الطيب.. إنتوا بتهببوا إيه بالظبط؟؟.. منظركوا إيه قدام العالم اللى شايف الرجل النبيل يكرّم من دولة كريمة ويُحترم ويتشال على الرأس.. ويُمنح هدية يتبرع بكاملها للأزهر الشريف.. ويتم إكراما له ولنبله الإفراج عن السجناء المتعثرين ماديا من أبناء وطنه لجل خاطر عيونه ومقامه.. جتش من البهوات اللى حاكميننا وفاضحيننا فى نفس الوقت.. ما تبطلوا هرتلة بقى.. هو مفيش مخ خالص؟؟.. بتعادوا الأزهر والكنيسة والجيش والشعب.. ده إيه أم الخيابة دى؟؟.. وبعدين تزعلوا لما نقولكم اتزاحوا بقى خنقتونا..
■ السيد الفريق السيسى.. لى طلب صغير عندك.. أرجوك استرجع الشريط الذى ألقيت فيه كلمتك فى الاحتفال بتحرير سيناء فى جامعة المستقبل والذى تلى الأوبريت الرائع «حبيبى يا وطن» الذى أخرجه المبدع دائما الدكتور خالد جلال، وأبدع كلماته الخال عبدالرحمن الأبنودى، والشاعر نادر عبدالله، وألحان وليد سعد.. وبطولة تلك المجموعة الجميلة من النجوم.. أكيد لديك تصوير لهذا الحفل من عدة زوايا.. تأمل جيدا وجوه هؤلاء الذين كانوا ينظرون إليك ويستقبلون كلمتك.. تأملها جيدا.. بدءا ممن كانوا على المسرح، ومرورا بالجالسين فى القاعة.. واعلم أن نفس التعبيرات والدموع واللهفة كانت متمثلة فى عيون ملايين آخرين يتابعون الحفل.. اعلم أيضا أن المشاعر التى طغت على الناس كان قد طال الشوق إليها.. فقد افتقدها الناس على مدى الشهور الماضية.. وكان الخوف أن تموت من اليأس والكرب.. ولكنها استيقظت فجأة وكأن ذلك الزمن لم يمر وتلك الروح الوطنية لم تخدش.. فمصر أغلى من كل الناس وكل الأشياء وأسمى من كل الهموم وأقوى على كل المؤامرات.. بس خلاص.. كلامى خلص..
■ يعلن ائتلاف العوالم برئاسة المرحومة زوبة هانم الكلوباتية ومساعدة أمين سر الائتلاف المرحومة نظلة باشا العدل وسكرتارية شفيقة حل عن أمى مش طايقاك شديد الامتعاض وقلب المعدة من تمثيلية تسمم طلاب الأزهر.. ويؤكد الائتلاف أن كار العوالم قد تضرر من محاولة الهواة الفشلة إلصاق أنفسهم به والحط من قدره والتأثير السلبى على سمعته، مما جعل العامة يتطاولون عليه قائلين إيه شغل العوالم ده؟؟.. وفى إطار ترفعه عن ذلك الفصيل يعلن البدء فى الدعوة لمليونية «إجرى العب بعيد يا ولا.. الشغل ده مش عندنا.. نحن أشرف من ذلك بكتيييير».. مؤكدا إن اللى عايز يعرف ده شغل مين.. يجرى يدور فى شارع كلوت بك.. حيث يتم استصدار التراخيص من هناك..